افتتاح مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية (صور)
في مدينة تستور، وعلى بعد نحو 75 كيلومترًا عن تونس العاصمة، افتتح مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية بسهرة جددت العهد مع الموسيقى الراقية والطرب الجميل، أثثها فرقة "الوطن العربي" بإدارة المايسترو عبد الرحمن العيادي، وبمشاركة عدد من الفنانين ومنهم عدنان الشواشي ورحاب الصغير، وسليم دمق، والفنان السوري صهيب الحلبي، المقيم في تونس.
افتتح المهرجان في دورته الخمسين، تحت شعار " خمسون سنة من المحافظة على التراث"، وهي مناسبة سعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث إلى جعلها "مناسبة لاستعادة مجد هذه المدرسة الثقافية، المغاربية التي استقطبت على مدى عشرات السنين الموسيقيين والفنانين من مختلف بلدان المغرب العربي وكان لها دور كبير في الحفاظ على أحد مكوّنات المدونة الموسيقيّة التّونسيّة والعربيّة، موسيقى المالوف، عنوان أصالتنا ورمز من رموز تراثنا الثّقافي".
وأكدت سنيا مبارك، وزيرة الثقافة التي حضرت حفل الافتتاح، دعم هذا المهرجان "بصفة استثنائية"، خاصة وقد مثل على الدّوام "فرصة التقاء وتواصل مع أجيال من الموسيقيين المغاربة من ناحية ومع أجيال من الموسيقيين الشبان من ناحية أخرى ومع مخزونهم الموسيقي، رمز هويّتهم وأصالتهم."
وفي حفل الافتتاح الذي أعاد عديد الفنانين الذين عرفناهم متوهجين في ثمانينات القرن الماضي على غرار الفنان عدنان الشواشي، والفنان سليم دمّق اللذان أطربا جمهور تستور الذي حضر بأعداد كبيرة في فضاء مسرح الهواء الطلق، الذي تلألأ بألوان زاهية.
وإلى جانب الفنانين وما قدموه من أغان أطربت الجمهور، فقد تم كذلك تكريم رموز فن المالوف ممن كانوا غزيري العطاء في مجالهم وكذلك من الذين ساهموا في تطوير المهرجان ومنهم محمود بن مسعود، وفتحي زغندة، ويوسف السّلّامي، إلى جانب الأستاذ عبد الرّحمان العيّادي، مايسترو الفرقة الموسيقيّة.
وتتواصل عروض مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية إلى غاية الحادي والثلاثين من شهر يوليو الجاري، من خلال عديد السهرات الفنية الراقية.
وتستمد مدينة تستور شهرتها من تاريخها الموريسكي الأندلسي، والتي يفوح من تاريخها ومعمارها وحضارتها عبق الأندلس، وهي الشاهدة على عهد المورسكيين الذين خطّوا تراثهم فنوناً وعادات وصناعات في تستور.
