"مورسطان".. كوميديا سوداء تتناول عيوب المجتمع التونسي
"مورسطان".. كوميديا سوداء تتناول عيوب المجتمع التونسي"مورسطان".. كوميديا سوداء تتناول عيوب المجتمع التونسي

"مورسطان".. كوميديا سوداء تتناول عيوب المجتمع التونسي

"مورسطان" عمل مسرحي تونسي جديد تم عرضه، مساء الاثنين، في افتتاح الدورة الثانية لأسبوع المسرح في تونس العاصمة، وهو أحدث إنتاج لفرقة مدينة تونس للمسرح.

وتندرج المسرحية، التي أخرجها بشير الدريسي وأدّى أدوارها كوثر الباردي وريم الزريبي وجلال الدين السعدي وإسلام الباجي، ضمن "الكوميديا السوداء"، وتعالج ظواهر اجتماعية هي نتاج السنوات الإحدى عشرة الأخيرة، التي عاشتها تونس بتحولاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية.

ولفظ "مورسطان" هو في الأصل مصطلح فارسي يعني مستشفى المجانين، استعاره المخرج في هذه المسرحية ليضع الفترة التي عاشتها تونس بعد الانتفاضة الشعبية في ديسمبر/كانون الأول 2010 موضع تساؤل ونقد، وليجعل من تونس أشبه بمستشفى كبير للأمراض العقلية يضمّ حالات نفسية صعبة لكل خصوصيتها ولكل صدمتها التي دفعت بها إلى هذا المستشفى، لا سيما بعد الهزات والصدمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي عاشتها البلاد منذ ذلك الحين.

وانطلاقا من هذه الاستعارة جعل المخرج بشير الدريسي من مستشفى الأمراض العقلية إطارا مكانيا لأحداث المسرحية، وهناك تلتقي هذه الشخصيات، ولكلّ منها حكايتها ومأساتها مع الواقع والمجتمع، وقد تم تقديم كلّ قصة بأسلوب هزلي ساخر لا يخلو من مرارة.

وتمثل المسرحية أيضا طرحًا لعيوب المجتمع التونسي لا سيما في قضايا المرأة، وتعالج بشكل ساخر مسائل العنف الزوجي والتحرش الجنسي والاغتصاب وسلب المرأة حقوقها من خلال مأساة أربع نساء التقين في مستشفى المجانين، وبدا من خلال مناقشتهنّ لجملة من الأفكار والمواضيع أنّهنّ غير سليمات الذهن، محمّلات بعقد نفسية عميقة تسعى كل منهنّ إلى التعبير عنها بطريقتها.



وتمثّل فرقة مدينة تونس للمسرح واحدة من أقدم الفرق المسرحية الناشطة منذ فترة الاستعمار الفرنسي، وتأسست بصفة رسميّة في 25 يناير/كانون الثاني 1955 ويتولى الفنان المسرحي الطاهر الرضواني إدارتها، وأنتجت منذ تأسيسها عددا كبيرا من المسرحيات ذات المرجعية التاريخية أو المستوحاة من روايات وقصص عالمية، مثل "تاجر البندقية" و"يوليوس قيصر" و"صقر قريش" و"أوديب الملك" وغيرها.

يشار إلى أنّ عروض الدورة الثانية لأسبوع المسرح التونسي مستمرة إلى 26 مارس/آذار الجاري، ومن بين العروض المقترحة على الجمهور مسرحية "في مديح الموت" لعلي اليحياوي، وهي من إنتاج مركز الفنون المسرحية بتطاوين، و"مملكة العشق" لشركة "ابن آدم" للإنتاج بتونس، و"الروبة" لحمادي الوهايبي وإنتاج مركز الفنون المسرحية بالقيروان، ومسرحية "زوم" لمركز الفنون المسرحية بقفصة، وتُختتم الدورة بعرض مسرحية "18 أكتوبر" لمركز الفنون المسرحية بتوزر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com