"ربع وقت".. مسرحية تونسية بطاقم نسائي تجهر بالمسكوت عنه
"ربع وقت".. مسرحية تونسية بطاقم نسائي تجهر بالمسكوت عنه"ربع وقت".. مسرحية تونسية بطاقم نسائي تجهر بالمسكوت عنه

"ربع وقت".. مسرحية تونسية بطاقم نسائي تجهر بالمسكوت عنه

تعتبر مسرحية "ربع وقت"، من أحدث إنتاجات مسرح الحمراء في تونس، وأول العروض التي احتضنها هذا الفضاء الفني وسط العاصمة التونسية، إيذانا بانطلاق الموسم الثقافي الجديد، لتتحول خشبة المسرح إلى منصة للبوح تتناول خلالها بطلات العمل أشد المواضيع خصوصية وحميمية.

والمسرحية التي كتبت نصّها وأخرجتها سيرين قنون، هي عمل مسرحي نسائي خالص، من الإنتاج إلى التمثيل والإخراج، حيث تطرح ريم الحمروني وشاكرة رماح وسهير بن عمارة وبسمة البعزاوي وأميمة المحرزي في "ثرثرة نسائية"، قضايا اجتماعية حساسة تبدأ من علاقة المرأة بالرجل، مرورا بالحب والأمومة وصولا إلى بناء العائلة ومواجهة المجتمع "الذكوري".

وخلقت هذه المسرحية لدى متابعيها نوعا من الصدمة، إذ لم يكن من المتداول أن تتحدث نساء بصوت مرتفع، على هذا النحو، عن أشد مواضيعهنّ حميمية، مثل الجنس والخيانة وسجن الأسرة وسلطة الأب والأمومة وأوجاعها... فالغوص في عالم النساء الخاص، بهذا الشكل الجريء، لا يزال يعد من المحظورات.

فهؤلاء النساء الخمس، التقين في فضاء لتعلّم الغناء والتدرّب على المشاركة في حفل فني، ومن خلال هذه اللقاءات المتكررة كانت كل امرأة تجرّ خيباتها وحكاياتها وتجاربها وتعبّر عن قلقها والتناقضات التي تعيشها، وكانت لكل منهنّ مساحة من البوح، وحكايتها ووجعها المرتبط أساسا بالآخر المذكّر سواء كان أبا أو زوجا أو أخا.



وتعالج المسرحية وفق هذا الطرح الجديد، "مسألة المجتمع البطريريكي، والسلطة الذكورية في مجتمع يفخر بأنّه من أكثر المجتمعات العربية تحررا، وأشدها حرصا على تقديم المرأة في أعلى المراتب، وفي درجات متقدمة أحيانا على الرجال في كثير من المجالات.

واللافت في هذا العمل المسرحي النسائي الخالص، أنّ النصّ اعتمد على الأسلوب المباشر في الطرح، دون رتوش، إلى حدّ يُدخل المتلقي في حالة إرباك أحيانا، فكاتبة النص ومخرجة العمل ومديرة فضاء الحمراء المسرحي، ليست سوى ابنة المسرحي التونسي المعروف عز الدين قنون، الذي صقل تجربتها وغرس فيها الجرأة والخصوصية في الطرح، والحذر في كتابة النصّ، والحرص على أن تكون لكل كلمة رسالة.

أودعت سيرين قنون في مسرحية ''ربع وقت''، كل الشحنات والمعاني التي قد تتعفف كثير من النساء عن ذكرها على الملأ، ووضعت كل المسلّمات والممنوعات موضع السؤال، وحرصت في الوقت ذاته على أن تُبعد ذاك الطيف الأسود الذي يطغى على الخطاب النسوي في رواية تجربتهنّ المريرة.

وتنهض البنية الدرامية في العمل على المزج بين التراجيديا والكوميديا، ما أعطى للمتلقي جرعات من الأمل والثقة لمتابعة العرض، والتماهي مع هذه التجارب النسائية بمزاج تختلط فيه دموع الحسرة بضحكات تعكس طرافة الطرح وعمقه.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com