الجيش الإسرائيلي: رصد واعتراض صاروخين أطلقا من قطاع غزة

logo
ثقافة

"التخاطر".. أسلوب حياة للتكيف مع إيقاعها السريع

"التخاطر".. أسلوب حياة للتكيف مع إيقاعها السريع
24 يونيو 2023، 1:17 م

يحاول عالم الاجتماع الألماني، هارتموت روزا، تفسير "ماهية الحياة الجيدة" للإنسان في كتابه الجديد "التخاطر"، لمواجهة مرحلة "التسريع"، التي تحمل اسم كتابه السابق، والذي قدم من خلاله تحليلا نقديا للحداثة.

و"التسريع"، بحسب روزا، هو بديل مصطلح "ما بعد الحداثة"، الذي يجده غير واضح، وقد انطلق بهذا المصطلح على أساس أنّ "المجتمعات الحديثة لا تستطيع الاستمرار إلا بتسريع الحركات التي تميزها وعلى الأخص التجديد والنمو، وهذه المرحلة كانت قد بدأت وما زالت منذ عام 1980".

التكيف مع "التسريع"

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، يرى عالم الاجتماع أنه ليس بإمكاننا "تبطيء" نمط حياتنا، لكن بإمكاننا أن "نكون في علاقات مختلفة مع العالم" وذلك عن طريق "التخاطر".

ويحلل في كتابه الجديد "التخاطر" ماهيته وكيفيته، ويعتبره شكلا خاصا للعلاقة الذاتية مع العالم ومع الأفراد، لافتا إلى أن هناك عدة مراحل للوصول إلى "التخاطر" المقصود، إذ يجب أولا أن نكون متفاعلين مع ما يصيبنا، وما نستطيع الاستجابة له بانفعالاتنا، وبعد ذلك، يجب تبنّي هذه العلاقة، بمعنى أن هذا الشيء أو هذا الشخص الذي يمسّنا يؤثر في جزء من تفكيرنا ومن شخصيتنا.

أفراد الطبقات الوسطى والشعبية لديهم ميزة، بقدرتهم على عدم جرّ الضغط في عملهم بعد التوجه للمنزل، رغم أنهم يقومون بأعمال إضافية تتعلق بواجباتهم العائلية.

أما المرحلة الثالثة في "التخاطر" يسمّيها روزا "التبني" أو "التملك التحويلي"، بحيث نستطيع أن نفعل شيئا آخر في هذه العلاقة، أبعد من تحفيز الذات، ومع هذه التجربة نتغير ونتحول.

ويطلق عالم الاجتماع على المرحلة الرابعة من "التخاطر" ما يمكن تسميته بـ"الإنتاجية"، فعندما تسألني أثناء مقابلة أجيبك عن كل سؤال كما هو متوقع، هنا لن يكون هناك تخاطر، ولكن التخاطر يحدث عندما تسألني سؤالاً لم تكن تفكر به من قبل، أنت تبنّيت الجواب الذي غيّر وجهة نظرك فأنتجت سؤالاً جديداً على علاقة مع وجهة النظر الجديدة، إذن، نحن لا نستطيع إنتاج شيء جديد من دون مساعدة شيء آخر.



التمهل ليس حلا

ويرفض هارتموت روزا مبدأ "التمهل" في العصر الحالي، ولا يجده حلا بديلا، فلا يمكن منح الناس وقتا أطول في ظل المنافسة والنمو السريع. لذا فإنّ الناس – برأيه – لا يطلبون التباطؤ بل يطلبون علاقة أخرى مع العالم.

لذا، لا يطلق روزا على هذه المرحلة "ما بعد – الحداثة"، لكنه يطلق عليها "الحداثة المتأخرة"، وهي مرحلة يرى فيها أن الحاجة إلى التسريع لبناء نظام أفضل أصبحت ملزمة، ويمكننا الانتباه إلى هذا التغيير على المستوى الشخصي، فحالات التغيير تصبح عابرة للأجيال، فبالنسبة إلى الفرد ذاته، فالعالم الذي يعرفه اليوم أصبح مختلفا عن الأمس.

وتظهر مخاطر هذه المرحلة، وفق روزا، بفقدان القدرة على امتلاك الأشياء، حيث نكون متصلين مع العالم بطريقة خاصة، إذن، إنها علاقة غير حقيقية، على سبيل المثال، أنا أعمل ولكن عملي لا يعني لي شيئاً؛ فإذا كنت على علاقة مع أي شخص أو مع أي شيء آخر، فإن ذلك لا يعني لي شيئاً ولا أحصل من ذلك على أي لذة شخصية، وهذا لا يسمح لي بالاكتمال، وهذا ما يسميه ماركس بـ "الاستلاب"، وهنا تحديدا، يعتقد هارتموت روزا أنه يجب ألا نتناسى الدوافع والمشاعر التي تدفعنا إلى الفعل.

طرق التعامل

يعتقد روزا، أن هناك اختلافا في التعامل مع "التسريع"، ويختلف من طبقة اجتماعية لأخرى، فرغم أن هذه الطبقات (الأغنياء والطبقات الوسطى والفقراء) تشعر جميعا أن الزمن يسبقها باستمرار، فإن أفراد الطبقات الوسطى والشعبية لديهم ميزة، بقدرتهم على عدم جرّ الضغط في عملهم بعد التوجه للمنزل، رغم أنهم يقومون بأعمال إضافية تتعلق بواجباتهم العائلية، لكنهم لا يستنبطون ضغط العمل كما يفعل أفراد الطبقات العليا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC