عائشة الجمل تعاين أزمة النص في المسرح العربي المعاصر
تبحث الدكتورة عائشة الجمل في "أزمة النص في المسرح العربي المعاصر" من خلال دراسة تناولت موضوع النص المسرحي العربي المعاصر بوصفه أدبًا بالدرجة الأولى، وصالحًا للعرض بالدرجة الثانية، وذلك في محاولة لرصد عوامل أزمة النص ومظاهرها التي تتجلَّى في صور عدة، ومحاولة تقديم الاقتراحات والتوصيات بما يسهم برفع سوية النص الأدبي المسرحي ليضاهي الأجناس الأدبية الأخرى قيمةً أدبية، وقدرةً على الوصول إلى المتلقي.
هذه الدراسة التي صدرت في كتاب عن دار "جدل" للنشر والتوزيع بالتعاون مع مؤسسة الجمل لصناعة المحتوى، تشكل إطارًا نظريًّا يمكن أن ترتكز عليه الدراسات والمبادرات التي تهدف إلى تدارك أوجه الأزمة في النص المسرحي العربي، إذ تحاول الباحثة "الجمل" بلورة مفهوم المسرح العربي المعاصر، والتعريف بسماته وأبرز رواده، ورصد التحديات التي تواجهه، واقتراح حلول تسهم بتخفيف حدة أزمة النص المسرحي.
ووفقًا لوكالة الأنباء العُمانية، إن خطواتٍ منهجية اعتمدتها "الجمل"، تقوم على رصد الأصُول ودراستها، من أجل تشخيص المشهد المسرحي العربي المعاصر من حيث النص، ثم وصف الظواهر المتعلقة به، وتحليلها للوصول إلى حقيقتها وحجمها، والاستعانة بالمراجع التي عالجت الإشكاليات التي تواجهه، للوقوف على مدى خلوصها إلى نتائج شافية.
كما اعتمدت الباحثة في كتابها الذي جاء في 170 صفحة من القطع المتوسط بفصلين، على إجراء مقابلات مع عدد من الشخصيات المعنية في إنتاج المشهد المسرحي نصًا وأداءً، محاوِلةً وضع اقتراحات وحلول من شأنها الارتقاء بالمشهد الأدبي المسرحي.
وناقش الفصل الأول، تطور النص المسرحي العربي المعاصر وسماته، بينما ناقش الثاني عناصر أزمة النص في المسرح العربي، وتتبُّع الخطوات اللازمة لحلّ الأزمة ولفت نظر المختصين للاشتغال عليها.
وأخيرًا، انتهت الدراسة إلى أنَّ أزمة النص المسرحي متنوعة المظاهر والأسباب، وتتقاسم المسؤوليةَ عنها جهاتٌ مختلفة: المؤلف، والمتلقّي، والمخرج، والمُعدّ، والناقد، والمؤسسات المعنية بالمسرح.
كما توصلت إلى ضرورة تضافر الجهود وتوسيع الرؤية حتى تقترب الأزمة من الانفراج.