حزب الله يقول إنه قتل عددا من القوات الإسرائيلية التي "تسللت" خلف قوات اليونيفل في اللبونة
يشهد مهرجان أيام قرطاج السينمائية تراجعًا لافتًا لإشعاعه العربي والأفريقي، ولم ينجح بعد عقود طويلة من تأسيسه، في تحقيق أهدافه والتحول إلى سوق لترويج السينما، وفق ما يؤكده مخرجون ونقاد لـ "إرم نيوز".
وتختتم اليوم السبت الدورة الثالثة والثلاثون لهذا المهرجان، الذي يعد واحدًا من أعرق التظاهرات التي تهتم بالسينما العربية والأفريقية.
يقول المخرج السينمائي التونسي إبراهيم لطيف، إن أيام قرطاج السينمائية لم تبق وحيدة في هذه الصورة من المهرجانات التي انتشرت في عدة أماكن، حيث هناك مهرجانات جديدة تهتم بالسينما، منها مهرجان البحر الأحمر بالسعودية، ومهرجان مراكش الذي يهتم بالسينما الأفريقية، ومهرجان الأقصر كذلك، ومهرجان القاهرة وتجربة مهرجاني الجونة ودبي وغيرها.
وأشار لطيف إلى أن عديد المهرجانات حدت من إشعاع مهرجان أيام قرطاج السينمائية.
وذكر المخرج التونسي أن من بين الأهداف التي بنيت من أجلها أيام قرطاج السينمائية خلق سوق عربية أفريقية تنافس الأسواق الأخرى للترويج للسينما العربية والأفريقية.
وأكد لطيف: "اليوم علينا أن نتوقف بعض الوقت لتقييم المهرجان، خاصة بالرجوع إلى الأهداف التي رسمت له، لأنه لما حاد المهرجان عن أهدافه، لم يعد بنفس ذلك الإشعاع الذي كان عليه"، وفق تقديره.
لكن لطيف اعتبر أنه رغم كل ذلك يبقى مهرجان أيام قرطاج السينمائية أبرز مهرجان جماهيري يهتم بالسينما، لأنه يستقطب نحو 200 ألف متفرج في كل دورة، وهو ما يؤكده المختصون، لافتًا إلى إمكانية إعادة بناء المهرجان بالاستناد لهذا الجمهور الكبير وإلى تعلقه بهذا المهرجان.
من جانبه، علق المخرج السينمائي لطفي العكرمي بأنّ مهرجان أيام قرطاج السينمائية كان يستقطب النجوم الكبار من العالم، وكان نافذة على السينما الأفريقية والإيرانية وعلى ثقافات أخرى، وهذا المسار السليم ذهب فيه المهرجان عندما كان القائمون عليه يملكون رؤية وتصورًا ورغبة في تطوير السينما التونسية، وفق تعبيره.
واعتبر العكرمي أنه في السنوات الأخيرة أصبح هناك عزوف عن متابعة المهرجان.
من جهته، قلل المخرج هيفل بن يوسف من خطورة تراجع مهرجان أيام قرطاج السينمائية، معتبرًا أن المهرجانات تتغير في العالم، وباتت أقرب إلى الجانب الاستعراضي، ولا يمكن أن يحافظ كل مهرجان على طابعه الأول.
وبحسب المخرج والممثل إلياس العبيدي، فإن المشكلة تطال جميع المهرجانات التي ينقص إشعاعها شيئًا فشيئًا، ربما بسبب ضعف البرمجة وانتقاء الأفلام، مشيرًا إلى ضرورة العمل على صورة المهرجان وصورة تونس، وعدم الاقتصار على حفلي الافتتاح والاختتام والبهرجة والاستعراض الذي يرافقهما.
وأشار العبيدي إلى أن المهم في المهرجان كثرة الإقبال الجماهيري عليه، وهذه علامة صحية يجب أن يتم تعميمها طوال العام، لا على مدى أسبوع فقط في العام؛ لأنه بمثل هذا الإقبال يمكن الحديث عن صناعة سينما، وفق تعبيره.