الروائي معتمر أمين في "ملك رئيس ثورة": أحاديث الملوك والرؤساء.. الحلم المستحيل بالعدل والحرية
الروائي معتمر أمين في "ملك رئيس ثورة": أحاديث الملوك والرؤساء.. الحلم المستحيل بالعدل والحريةالروائي معتمر أمين في "ملك رئيس ثورة": أحاديث الملوك والرؤساء.. الحلم المستحيل بالعدل والحرية

الروائي معتمر أمين في "ملك رئيس ثورة": أحاديث الملوك والرؤساء.. الحلم المستحيل بالعدل والحرية

رغم أن الروائي المصري الشاب "معتمر أمين" شخصية "فيسبوكّية" بامتياز، يمتلك بضع مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولديه متابعون مهتمون بفكره، إلا أنه لم يرض على نفسه لقب الكاتب العصري العولمي، فقرر أن يدخل دهاليز التاريخ المظلمة، راجعاً بآلة الزمن سنوات عديدة من عمر مصر، في عمله الروائي الأول المعنون: "ملك رئيس ثورة" والذي صدر منذ أيام عن دار "كتب خانة" للنشر.

في البداية، يروي الروائي "معتمر أمين"، في حوار خاص مع شبكة "إرم نيوز" عتبات الدهشة الأولى في مراحل تكوينه المعرفي، الذي تراكم مع مرور الوقت والسنين، قائلاً: قبل ثورة يناير 2011، وبالتحديد في شهر نوفمبر 2010، كنت نشطًا على مواقع التواصل الاجتماعي، أتابع بعمق كل ما يكتب، وهالني الكثير مما كنت أقرؤه". وأضاف: "مستوى معرفة الناس بالتاريخ الحي، الذي ما زال تأثيره معنا إلى اليوم، يكاد يكون ضعيفًا جدًا، ووجدت أن الكثير من الناس يعرفون حقائق قليلة عن أمور كبيرة، غيرت مجرى حياة مصر والأمة العربية، ووصل تأثيرها إلى العالم كله، ثم وجدت أنني أشترك في العديد من النقاشات البناءة، على سبل التواصل الاجتماعي، قبل ثورة يناير".

ويستطرد الروائي الشاب: "شتان بين الماضي والحاضر، ففي تلك الأيام، كان عدد المستخدمين قليلا جدًا والمناقشات كثيرة جداً وثرية أيضاً، ورغم أن الاختلاف كان واردًا طيلة الوقت بطبيعة الحال، إلا أن مساحة التناقض لم تكن أبدًا بالقدر الذي نراه ماثلاً أمام أعيننا في صيف 2016، ومن عام 2009 إلى نهاية سنة 2010، كنت أكتب مقالات متنوعة على فيسبوك، تصل في صورة رسائل للمشتركين في مختلف المجموعات التي كنت أشرف عليها، ومنها غروب محمد حسنين هيكل، وكانت المقالات تجد استحسان العديد من المشتركين، إذ كانت مزيجًا من اللمحات التاريخية والإسقاط على الوقت الحاضر، مع الربط بينهما والتحليل".

أما عن الأسباب التي جعلت الروائي يكتب رواية "ملك رئيس ثورة" بعنوانها الدال على مراحل تاريخية عصيبة مرت بها مصر، وتحولها من ملكية إلى جمهورية، وصولاً إلى ثورة يناير، يقول معتمر أمين: "تطرق ذهني إلى فكرة كنت سمعت عنها أيام الجامعة، ووقتها كنت أدرس السياسة في الجامعة الأمريكية، وكان من الطبيعي أن يكون لدينا مادة أو أكثر نستخدم فيها سيناريوهات لمحاكاة الواقع، من أجل تطوير فكرنا كطلاب، والاقتراب أكثر من الواقع المحيط بنا، وكان من ضمن المواد التي أثرت في جدًا، مادة تتناول الشعر العربي الحديث ومدارسه".

وتابع: "وجدت أنني لا أعرف الكثير عن حالة المجتمع في تلك الحقبة التي بدأت مع محمد علي باشا الكبير، وعلى ما يبدو كان شعراء القرن التاسع عشر، لهم من الحضور الكثير، وأذكر مرة أني قرأت ديوان شعر لأحد الشعراء الكبار ينسج فيه وحي قصة من خياله، عبارة عن لقاء مع أحد قادة الجيش المصري، وقت الباشا الكبير محمد علي، وأحد رجال عصر الخديوي إسماعيل، وكان الغرض من ذلك الديوان، المقاربة والمقارنة بين ما كان عليه شأن مصر، وما آلت إليه الأمور، خاصة عشية الاحتلال الإنجليزي".

وكأن الشاعر يريد تذكير الناس بفترة التقدم المصري المذهل، الذي شهدته مصر في مطلع القرن التاسع عشر، بما آلت إليه الأحوال بعدها، وكأنه يريد تحفيز الأمة لتنهض من جديد وتتصدى للاستعمار.

وأضاف معتمر أمين: من هنا جاءتني الفكرة، أن أكتب رواية سياسة عن الأسباب والأحداث التي ساهمت في ثورة يناير 2011، لكن في سياق روائي، وأردت عبر هذه الرواية، أن يقف القارئ الكريم، على خلفيات أمور مهمة.

وعن أهمية الإسقاط الزمني والعودة لأحداث التاريخ في السرد الروائي، يجد "أمين" أنه من الضروري معرفة تاريخ الأسباب التي تحركت وتجمعت في ثورة يناير، لكي نعرف كيف نتعامل معها بنجاح، فالتاريخ صبره طويل وله عقل راجح، يعرف ماذا يمحو وماذا يبقي من أثر مستمر، بحسب ما ينفع الشعوب، ويستطيع أن يصبر لعدة أجيال لحين إدراك الدرس.

وتابع: "هذا هو دور هذه الرواية التي بدأت في كتابتها في نوفمبر 2010 على شكل مقالات، أرسلها لأعضاء الغروب، وكان ذلك مصاحبًا للشرارة التي انطلقت من تونس، وأذنت ببدء الثورات العربية الحديثة".

ويفسر الروائي معتمر أمين، كيفية هبوب رياح ثورات الربيع العربي على هذا النحو قائلاً: "لم يكن أحد يتصور ما ستؤول إليه الأمور في مختلف الأقطار العربية، بيد أن المتعمقين في قراءة التاريخ، يعرفون أن الدول العربية كانت كيانات هشة، قابلة للانكسار، بسبب انفصال الشعوب عن سياسات الحكام، ولقد كان مجموع ما كتبت من مقالات، لم يتعد 6 مقالات، غطت الفترة منذ بداية ثورة تونس، وحتى نجاح ثورة مصر في الـ 11 من فبراير 2011. واختتم أن هذه هي الفترة التي تغطيها الرواية، وتقف على أسبابها، مع تلميح بسيط لبعض أحداثها، متمنيًا أن تكون الرواية محفزة لمزيد من القراءة والاطلاع".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com