بوشناف.. كاتبٌ ليبي تباع رواياته في محطات ميترو لندن
بوشناف.. كاتبٌ ليبي تباع رواياته في محطات ميترو لندنبوشناف.. كاتبٌ ليبي تباع رواياته في محطات ميترو لندن

بوشناف.. كاتبٌ ليبي تباع رواياته في محطات ميترو لندن

يعتبر منصور بوشناف الكاتب الليبي واحد من أبرز الأسماء في المشهد الثقافي الليبي، نظرا لما يتميز به نصه من سخرية سوداء وتركيز على الهوامش الدقيقة والتفاصيل.

وحققت روايته العلكة نجاحا ورواجا كبيرا، أهلها لتكون الرواية الأولى في ليبيا وتترجم وتباع في محطات مترو لندن، وقد صدرت في لندن العام الماضي وترشحت لجائزة البانيبال للرواية المترجمة في بريطانيا ولجائزة " اميرجنغ فويسز" الأمريكية وغيرهما.

بدورها قامت إرم نيوز بلقاء الكاتب الليبي، وتحدثت معه حول عدة أمور ثقافية، وبدأ بوشناف بالحديث عن ما تعانيه الثقافة في ليبيا فقال: إنها تعاني ما تعانيه الثقافة في البلدان العربية عامة, حالة من التوهان والارتباك, فهي لاتعرف اين تتموقع الآن, هل هي ثقافة عربية, أم ليبية وطنية, أم عليها أن تلتحق بثقافة معولمة تكتسح كل شيء.

سؤال هوية الثقافة يفرض نفسه على المثقفين الليبين الآن, ولا نرى بحسب بوشناف محاولة ليبية جادة للاجابة عن سؤال الهوية و يعاد الآن سؤال التحديث, ولا يبدو التحديث مسألة متفق عليها كما كانت في الثقافة الليبية بل إن خطط وأطروحات الثقافة في ليبيا تكتسي  جلباب النوستالجيا الأسود، رغم لافتات التحديث والديموقراطية والانفتاح.

ويضيف بوشناف، المبدعون في ليبيا وفي ظل هذا الظرف الحرج, وهذه المناخات التي يصنعها الخطف والاغتيال, والمصادرة, لايملكون من الأمر شيئا, وربما يسجلون شهاداتهم على ما يجري, وكذلك ينتقل العقل العربي من الحلول الانقلابية التي تبناها لعقود كمدخل للنهضة إلى طرح قضية التنوير والتحرر من عوامل الشد إلى الوراء والنظر إلى الامام, وإن أزمتنا لم تكن سياسية فقط كما توهمنا, أزمتنا ثقافة متخلفة لم تدخل عصر الأنوار بعد.

أما عن سؤالنا حول إستقالة المبدع العربي اليوم فقال: المبدع العربي لن يسمح له أن يستقيل من السياسة فهي  تطارده بمقاص رقاباتها وخطف مليشياتها واغتيالات فرق اعدامها.

حتى لو كتب عن الهامش البعيد عن السياسة سيظل مطاردا, وستظل الكتب مطاردة، انا كاتب من ليبيا عشت ورأيت الكتب تحرق في الشوارع والناس تهتف حول المحرقة, رأيت ذلك في سبعينيات القرن الماضي وانا في العشرينات من عمري, ثم عشته بعد الربيع الليبي, الليبيون حرقوا الكتب في ثوراتهم قبل ان يتحولوا لحرق ابناء جلدتهم.

أما عن بقاء ليبيا خارج السرب الثقافي العربي فأكد أن ليبيا ظلت كغالبية البلدان العربية تعيش في عزلة ثقافية, فلا يعتقد أن اليمن ليس معزولا ولا تونس ولا الجزائر ولا السودان, ولقد ساد نموذج مشرقي,  ويعتقد أيضا أن ثمة حصار عربي على الثقافة الليبية, رغم وجود منجزات ليبية ثقافية مهمة حققت انتشارا عالميا.

وعما قدمه للمدونة الأدبية والفنية في ليبيا أشار بوشناف إلى انه قد قدم للثقافة في ليبيا ما استطاع وما سمحت به الظروف، فقد عمل حوالي عشرين عملا مسرحيا, وكتب عن اكثر من ثلاثين رسام ليبي، وعن الحضارات الليبية القديمة وخاصة فنون ماقبل التاريخ, والاهرامات الليبية والتحنيط في ليبيا الذي سبق الفراعنه باكثر من الف سنة، وكتب ومازال يكتب للمسرح والرواية والإعلام  .

وعما تحتاجه الثقافة العربية اليوم يؤكد أن الثقافة العربية بحاجة لثقافة التنوير وتوطين العلم والتفكير العلمي, والخروج من عصر الخرافة, ولا حل آخر أمامها وأمامنا اليوم غير ذلك .

وخلص محدثنا إلى القول :  الثقافة في ليبيا وفي غالبية المجتمعات العربية تعيش عصر صراعات قرون الفتنة الكبرى بسيوف حديثة التصنيع, والمشكلة إن العامل الخارجي يلعب الدور الرئيس في صراعنا الداخلي, إننا نعيش عصر انتصار ثقافة الكومبرادور.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com