مفكر فرنسي متفائل لأن العالم مقبل على كارثة
مفكر فرنسي متفائل لأن العالم مقبل على كارثةمفكر فرنسي متفائل لأن العالم مقبل على كارثة

مفكر فرنسي متفائل لأن العالم مقبل على كارثة

قال بوريس سيرولينك إن تجاوز الأزمة على صعيد بلد من البلدان ممكن جدا. وعن فرنسا تحديدا قال إنها تعيش الآن في الصدمة وفي المواجهة، وفي الزمن الحاضر. "ظني أننا نملك المصادر الضرورية لتجاوز الصدمة بصورة جماعية. فالأمر سهل عندما تكون الصدمة واحدة، ولكن إذا كنا نعيش في شلال من الصدمات ساعتها سوف يصبح تجاوز الأزمة أمرا غير وارد، بل ومستحيل".

هجرات جديدة 

وفي حديث مع مجلة إليسان" الفكرية الفرنسية قال سيرولينك إنه لا يتوقع هجمات جديدة فقط "نحن اليوم نشهد أيضا الهجرة المرتبطة بالحرب والفقر. وقريبا جدا سوف نشهد الهجرة المرتبطة بتغير المناخ والجفاف. وقد بدأت هذه الهجرة بالفعل في دارفور ... وربما ليس هذا سوى بداية لظاهرة سوف نجد صعوبة كبيرة في التحكم فيها. فعندما يدفع العطش الناس إلى الهجرة فماذا الذي يمكننا فعله؟".

لغة الشمولية

عن عودة "لغة الشمولية" قال بوريس سيرولينك "إنها لا تسكن المتطرفين فقط، لأنها كانت لغة محاكم التفتيش، ولغة الاستعمار الغربي والنازية والشيوعية. ونحن نرى ظهور هذه اللغة مرة أخرى اليوم في الجهاد".

وأضاف"بالنسبة للمتطرفين هناك حقيقة واحدة فقط، وكل من يشك فيها أو يعترض مصره الرفض والسجن وإعادة التأهيل أو حتى القتل. وفوق ذلك فإن الذين يمارسون هذا النوع من التفكير المتطرف ينتهي بهم الأمر إلا الاقتتال فيما بينهم، كما نراه اليوم بالفعل".

وعن وجود مثل هذه اللغة الشمولية في الغرب قال "اليوم لا نجد هذه الطريقة في التفكير في فرنسا، إلا لدى اليمين المتطرف، ولدى دونالد ترامب في الولايات المتحدة ... "

قانون الأقوى 

وعن أزمة الهجرة التي أضحت مصدر قلق وانشغال لدى المجتمع الفرنسي قال بوريس سيرولينك "نعم، إنها تغذي الحاجة إلى اليقين الذي يتجسد في حلول مبسطة. نعم هناك العديد من أشكال "الاستضافة المَرضية" للمهاجرين، أي الاستضافة غير الصحية. ففي المخيمات نرى ظهور التنشئة الاجتماعية البائدة، أي قانون الأقوى التي تؤدي إلى العنف".

التعايش والانفعال

وفي رأي بوريس سيرولينك حول الحل المناسب لمسألة التعايش بين اللاجئين في الأحياء التي يسكنها الفرنسيون قال إن الحل الوحيد الجيد هو الادماج والتكامل. "المهاجرين يمارسون في فرنسا الوظائف التي صرنا لا نرغب نحن الفرنسيين في مزاولتها".

وأضاف "وهُم – أي المهاجرون - يدفعون ضرائبهم، ويموّلون تقاعد شيوخنا. وفي المقابل فهم يغيّرون ثقافة وتصورات المجتمع الذي يعيشون فيه. إنهم يُثرون البلد الذي يستقرون فيه، ويغيّرونه بصورة إيجابية. ومن الطبيعي أن هذا التحول ينتج الانفعال، وبالتالي فهو يستوجب عملا ذهنيا عنيقا".

هُوية

وعن دفاعه عن الهُوية قال سيرولينك إن الهية التي تعني معرفة الإنسان للجماعة التي ينتمي إليها هي التي تتيح له الاستجابة لأحداث العالم والتفاعل معها، "أعرف من أنا، وأعلم قيمتي، وأعلم ماذا سأفعل. ولكن هذه الهُوية يجب أن تكون متوازنة بالتعاطف، والقدرة على أن أتصور عالم الآخرين". 

وتابع قائلا "لا يمكننا التفاوض مع الآخر إلا في اللحظة التي يمكننا أن نضع أنفسنا في مكان هذا الآخر. ومن دون ذلك، لا يوجد سوى خيارين: بناء جدار أو شن الحرب".

ما بعد الإنسانية

عن الايديواوجية الناشئة في الغرب، وهي ايديولوجية ما بعد الإنسانية، وهي الحركة الفكرية العالمية التي تدعم استخدام العلوم والتكنولوجيا الجدية لتعزيز القدرة الإنسانية العقلية والفيزيائية، وقدرة تحمل الإنسان وإلغاء ما يعتبر غير مرغوب فيه، مثل الغباء، والمعاناة، والمرض، والاشيخوخة والتخلص من الموت قال قال "إن جميع الأديان تسعى لتطوير هذا الخيال، ولكن الفرق الكبير اليوم هو أن العالم يسعى إلى تحقيقه من خلال التكنولوجيا".

وأضاف "السير نحو ما بعد الإنسانية بدأ بالفعل.. لقد بدأنا نغير المفاصل، ونزرع القلوب، ونتحكم في الجينات الوراثية ... فمن خصائص وضع الإنسان السعي إلى الانفصال عن الطبيعة. أنا لا أعرف إن كنا سنتوصل إلى قهر الموت. ولكن ظني أن هذا وهْمٌ خطير. "

وحين سئل إن كان متشائما بسبب انفصال الإنسان عن الطبيعة قال سيرولينك "لا، أنا متفائل، لأنني أعتقد أننا متجهون إلى كارثة. والكارثة هي وضع طبيعي للتطور، سواء للنباتات والحيوانات، أو البشر".

ولتوضيح هذه الفكرة أضاف أشار إلى المنطقة التي تمتد اليوم من بوسطن إلى مونتريال، والتي شهدت خمس مرات ارتفاع منسوب المياه الذي قضى في كل مرة على جميع الحيوانات والنباتات. ولكن عندما انحسرت المياه بدأت تظهر حيوانات ونباتات الأخرى. "نحن جزء من عالم الأحياء، ولذلك نسير نحو الكارثة. ومن يدري، فربما سيأتي من بعدنا شكل آخر من أشكال الحياة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com