نايلة السليني: لا مجال للإخوان في مدارسنا ومعاهدنا
نايلة السليني: لا مجال للإخوان في مدارسنا ومعاهدنانايلة السليني: لا مجال للإخوان في مدارسنا ومعاهدنا

نايلة السليني: لا مجال للإخوان في مدارسنا ومعاهدنا

تعرضت الحملة التي أطلقها وزير الشؤون الدينية في تونس لتحفيظ القرآن الكريم لـ 100 ألف طفل، إلى تجريح واعتراضات عديدة من بعض الأصوات في تونس، التي كان أحدها اعتراض الباحثة والمفكرة التونسية الدكتور نايلة السليني والتي أثارت في تصريحاتها انتقادات كثيرة.

وبحسب وزير الشؤون الدينية التونسي فان السليني لا تستطيع قراءة آية قرآنية بشكل صحيح، فكيف تعارض تحفيظ القرآن في المدارس والمعاهد خلال الإجازة الصيفية؟ وهدد بأنه سيغادر البلاد إن  قرأت الآية بشكل صحيح، وردت السليني : أتمنى أن يكون ذلك في المطار لكي لا يتراجع عن مغادرة البلاد، كما يتراجع الإسلاميون عادة في مواقفهم.

بدوره التقى "إرم نيوز" المفكرة التونسية الدكتورة نايلة السليني وتحدث إليها عن اعتراضها على الحملة وعدد من مواضيع الساعة في تونس :

تزايد الحديث هذه الأيام في تونس عن سماح وزارة التربية التونسية بتحفيظ القرآن خلال الإجازات المدرسية وكان موقفكِ واضحًا بالرفض الكلي، هل تحتاج المؤسسة التربوية إلى هذا الاختراق الديني ؟

اعتراضي ورفضي على تحفيظ القرآن الكريم خلال العطل المدرسية، هو رفض يركّز على من سيقوم بتحفيظ أبنائنا، وهم من المنتمين إلى الإخوان الذين  تلقّوا تدريبات خاصّة ضمن جمعيات تسمّي نفسها بالقرآنية، وانفلتت عن مراقبة مؤسسات الدولة.

والاختراق لا يكون  لمؤسسات التربية وإنّما اختراق الإسلام السياسي لمؤسسات التربية خاصّة بعد الثورة، وأخشى ما نخشاه أن يكون هؤلاء تلقّوا تكوينا مؤدلجا يسهم في تكوين مشروع متطرّفين إسلاماويين.

هل أنتِ مع تحفيظ القرآن للطلبة أم مع حسن إفهام الأجيال المعاني الغزيرة في النص الإسلامي ؟

الحديث عن الحفظ هو تكريس لمسالك النقل التي أسهمت في تكليس المقاربة الدينية. ولعلّ النصّ الكريم حوى الإجابة في الدعوة إلى التدبّر. بل شدّد الله سبحانه وتعالى اللهجة في قوله" أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب اقفالها" محمد 47/ 24.

 واليوم نعيش تحوّلا معرفيا يقتضي منّا تغيير المقاربة في الفهم الديني وهي مقاربة تحاور مناهج العقل لا مناهج النقل، ومناهج العقل والتدبّر هي التي تحفظ القرآن. فالمسلم اليوم يعيش قطيعة دلالية مع نصّه المقدّس.

هدد وزير الشؤون الدينية في تونس بأنه سيترك البلاد إن قرأت آية قرآنية بشكل صحيح، هل تهديده استهتار بالجامعيين أم أن القرآن حفظه رهين فئة معينة؟

تهديد الوزير هي شطحة من الشطحات الوزارية التي نرفض الدخول في سجال معه في هذه المسألة. وعلى كلّ إن كنتم تقبلونه مهاجرا فسأقرأ له سورة بأكملها. وبنفس المناسبة أريد أن أسأله : ما المقصود بقراءة صحيحة؟ هل هي قراءة تندرج ضمن القراءات السبع؟ وماذا نفعل في القراءات المخالفة التي لم يقدر المفسّرون القدامى تجاهلها، بل تعاملوا معها واستنجدوا بها في تأويل معاني الآية.

الخطاب الديني المتشنج، هل أسهم في تفريخ الإرهابيين يوما بعد آخر؟

بالطبع، فالإيمان اليوم صار قائما على الولولة والصياح، وهذا ينهض دليلا على أنّ المسلم اليوم غير متمكّن من عقيدته، بل هي عقيدة هشّة تضع المؤمن دوما في موقع المدافع والمستهدف. ولا ننكر أنّ الاتجاهات الدينية المتطرّفة هي التي غذّت هذا الاتجاه، وسعت إلى تنويم العقول، لأنّ العقل المفكّر يزعجها أصلا. فتلتجئ إلى العنف الفكري والماديّ.

ما الذي تغير في المجتمع التونسي خلال السنوات الأخيرة ليصبح أكبر مصدر للدواعش في العالم ؟

لا ننكر ان بلادنا تغرق بالفساد، ونسبة الدواعش من التونسيين ترتبط مباشرة بهذه المسألة، والفساد لا يمسّ المسألة الاقتصادية فحسب. وإنّما هو كامن في غياب المحاسبة وانتشار تجارة البشر، كما اسمّيه، وهي تجارة نافقة تخضع لمسالك معقّدة وتسهر على تسفير أبنائنا إلى أراضي القتال. والسبب الأصلي يرجع إلى ارتفاع نسب البطالة وغياب التأطير لهؤلاء الشباب.

ماذا تحتاج تونس اليوم لتحقق توازنها على المستويات كافة ؟

تحتاج أوّلا وأخيرا إلى أن يعي كلّ تونسي بحقيقة الوضع الدقيق الذي تمرّ به البلاد، وفي وعيه يجب أن يدرك أنّ الحسابات الضيقة والشخصية لا تخدم هذا البلد. وعليه فإنّ مهمّتنا صعبة ومعقّدة ودقيقة.

إذ غاب عندنا مفهوم الدولة التقليدية التي تتكفّل بكلّ شيء للمواطن. وحلّ محلّها المواطن الواعي والمراقب والمنبّه. المواطن الذي يحرص على سلامة المشروع الاجتماعي المستجيب لقيم الحداثة، والمواجه لأساليب الرجعية  التي تتربّص بنا في كلّ صغيرة وكبيرة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com