النحاتُ التونسيّ صابر الصحراويّ.. في الأشياء من حولنا فن وأي فن
النحاتُ التونسيّ صابر الصحراويّ.. في الأشياء من حولنا فن وأي فنالنحاتُ التونسيّ صابر الصحراويّ.. في الأشياء من حولنا فن وأي فن

النحاتُ التونسيّ صابر الصحراويّ.. في الأشياء من حولنا فن وأي فن

تترواح تجربته الفنية بين الرسم والنحت، وقد ساعده تكوينه الأكاديمي في معهد الفنون الجميلة على صقل موهبته  الفنية التي تحدث عنها لـ" إرم نيوز" منطلقا من علاقة الحديد والأشياء بالفن التي يرى أنها مفصلية، حيث أنه يمكنه التعاطي فنيا مع اللقى والقطع المختلفة، إذا توفرت رؤية فنية واضحة المعالم، فقد تعترضك أشياء ولا تنتبه اليها، ولكنك في نهاية المطاف قد تحسن استغلالها فنيا، فالعلاقة بين الشارع والفنان علاقة يجب ان تكون مختلفة، إذ أن عين الفنان يجب أن تكون أكثر سبرا للأغوار.

فالأشياء البسيطة قد تنتقل الى الورشة ويتم التحاور معها بشكل فني لتتحول الى قطع فنية، فالصلب يذوب وفيه ليونة من نوع آخر، ولابد أن نتصرف مع الأشياء كإنسان بدائي يحاول أن يصنع شيئا لم يتعود عليه من قبل، حيث أن التخلص من المعارف السابقة مهم جدا في عمل النحات، ولابد من ترك كل ما نعرفه جانبا، ونسيان كل ما علق بالذهن من أفكار عن قارورة أو صخرة أو قطعة حديدية.

وجوابا عن تساؤلنا لماذا يعتبر النحاتون الذين يشتغلون على الحديد قلائل في الساحة الفنية التونسية قال الصحراوي :عندما تتحول الخامة الى شاهد، فنحن كمن يكتب نصا يمتزج فيه الخارجي مع الداخلي في تناسق وانسجام، فالعمل بالحديد بالنسبة لي كان اضطراريا وليس اختياريا، وهو إضطرار لذيذ وجميل، لأنه بعد التجربة توفرت علاقة امتزاج وتفاهم، وأريد هنا أن أتحدث - يقول الصحراوي- عن  الغرض أو الشيء the objet حيث أنه يتواجد معنا في كل الأماكن التي نتعايش معها بكل هدوء، ويفرض نفسه، وبالتالي فإن التقاطه من هذه الفضاءات دون الوعي به، لأن له ذاكرة وكيانا ووجودا يتشابه مع وجودنا نحن في هذا العالم .

ويمكن الحديث عن مجموعة من النحاتين التونسيين الذين يشتغلون على الحديد، ممن يصفهم قول الشاعر العربي "أنا ألتقط الكلمات من أرصفة الطرقات، ثم أعيدها إلى الناس"، وهناك 3 أسماء مهمة في تونس تتعايش مع الحديد كما تتعايش مع الطين وهي حمادي بن نية، لسعد بن صغير ويسرى البحريني .

وعن الحديد كفن يضيف الصحراوي، إنه حديث العهد في الفن، فاللقى الحديدية قد تكون مكونا فنيا، وهذا الصلب هو نهر لا ينضب من الصور والمشاهد، حيث يصبح الحديد وسيطا بين ما يريد أن يحكيه الفنان وما هو على أصله الأول .

وعن برامجه المستقبلية قال النحات التونسي أشتغل حاليا على مزج الحديد بالجبس والاسمنت كمواد تشبهنا، وهذا يعود أساسسا إلى الفضاءات التي نتعايش معها وتسكننا ونسكنها  فنحن في غابة يمتزج فيها الحديد بالإسمنت، ولابد من عرض ذلك على شكل منحوتات أكثر تعبيرا وقدرة على اختراق السائد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com