من الموسيقى إلى الفنون التشكيلية.. كيف أثر اليهود في الثقافة التونسية؟
من الموسيقى إلى الفنون التشكيلية.. كيف أثر اليهود في الثقافة التونسية؟من الموسيقى إلى الفنون التشكيلية.. كيف أثر اليهود في الثقافة التونسية؟

من الموسيقى إلى الفنون التشكيلية.. كيف أثر اليهود في الثقافة التونسية؟

ترك يهود تونس بصمة في شتى أوجه الحياة الثقافية والفنية بالبلاد، حيث قدّموا إضافات ذات خصوصية أثرت في المشهد الثقافي، وصارت جزءا من الهوية التونسية الخالصة، بحسب خبراء في المجال.

واعتبر الخبراء الذين تحدثوا لـ"إرم نيوز" أن الفنون التشكيلية من أبرز المجالات الثقافية التي أبدع فيها اليهود في تونس، وتركوا بصمة فيها، حيث أسهموا في الحركة التشكيلية التي انطلقت في البلاد بداية من القرن العشرين.

وقال الدكتور الأمجد النوري، أستاذ الفنون التشكيلية بمدرسة الفنون الجميلة بتونس، إن الحركة التشكيلية التونسية انطلقت مع بداية القرن العشرين وكان للرسامين اليهود حضور مرموق فيها.

وذكّر الدكتور النوري في حديث مع "إرم نيوز" بالدور المهم الذي لعبه عميد الرسامين اليهود في تونس وهو "بيار بوشارل " (1884 ـ 1988) في الحياة التشكيلية التونسية موضحا أنه كان مدرسا بمعهد كارنو وتتلمذ على يديه أغلب الرسامين التونسيين على غرار جلال بن عبدالله وحاتم المكي، وكان انطباعيا في رسوماته التي أصبحت اليوم بمثابة الوثائق التاريخية التي تصور الحياة الاجتماعية والطبيعية في ذلك الوقت.



وتحدث النوري عن الرسام جون دافيد (1874 ـ 1938) وهو ابن عائلة يهودية ثرية شجعته على الانشغال بالرسم وأرسلته الى مرسيليا ثم باريس لمواصلة دراسته في الرسم، وحاول المستعمر الفرنسي استقطابه وجعله في دائرة الرسامين الكولينياليين لكنه فضل العيش في قصر صغير في تونس العاصمة قرب عامة الناس وكان يرسم عن الحياة اليومية التونسية، والهندسة الأندلسية، وترك رصيدا كبيرا من الأعمال الفنية.

وسلط النوري الضوء على علم آخر من أعلام الثقافة التونسية في مجال الرسم وهو "جيل للوش" (1903 ـ 1963) وهو ابن مدينة المنستير الذي أسهم في نشر الرسم في تونس.

وأضاف الأمجد النوري: "لا يمكن الحديث عن دور الرسامين اليهود في إثراء الحركة التشكيلية التونسية دون التطرق إلى تجربة الفنان موس ليفي (1885 ـ 1968) وابنه نلّو ليفي (1926 ـ 1992).. عائلة ليفي تركت بصمات خاصة في الثقافة التونسية".



ولم يفوت أستاذ الفنون التشكيلية بالجامعة التونسية التطرق إلى تجارب رسامين تونسيين من أصول يهودية مثل إدغار نقاش (1917 ـ 2006) وفكتور سرفاتي (1931 ـ 2015) الذي ترعرع في مدينة باجة وظل يستلهم منها الألوان والمشاهد.



الموسيقى والغناء

وفي مجال الموسيقى والغناء اعتبرت الدكتورة عائشة القلال الباحثة في مجال الموسيقى والمقيمة بفرنسا أنّ اليهود تأثروا وأثروا بالحياة الثقافية والموسيقية في تونس.

وقالت عائشة في تصريح لـ"إرم نيوز": "عرف النصف الأول من القرن العشرين عدة فاعلين يذكرهم التاريخ بكل فخر، ومن الأسماء البارزة نجد الشيخ العفريت (1897 ـ 1939) صاحب رائعة (الأيام كيف الريح في البريمة) واسمه الحقيقي إيسرانو روزيو، وقد وفدت عائلته من المغرب إلى تونس في القرن التاسع عشر وترعرع بحارة اليهود بالحفصية وسط مدينة تونس العاصمة، حيث تعلم الغناء والعزف وكان شاعرا غنائيا متميزا".

وأضافت عاشة: "تأثر العفريت بالطبوع التونسية في الموسيقى وكان صوته قويا وذا حدة جعلته مختلفا إلى اليوم، وترك هذا الفنان ما يربو عن 500 أغنية تعتبر رصيدا ثقافيا مهما لتونس وللأجيال القادمة".



وتابعت: "من الأسماء المميزة أيضا نجد حبيبة مسيكة (1903 ـ 1930) واسمها الحقيقي مارغريت مسيكة، التي كانت شخصية متعددة المواهب فهي تغني وترقص وتمثل.. تميزها جعل منها شخصية عامة خصوصا في الغناء والموسيقى، لا سيما أنها كانت محاطة بخيرة موسيقيي العصر مثل مزراحي وخميس الترنان والبشير الرصايصي، ومن أبرز أغانيها: على باب دارك، الربيع منور، يا محلا الفسحة، زوروني كل سنة مرة".



ومن الأسماء الموسيقية البارزة التي تركت أثرها نجد أيضا راؤول جورنو (1911 ـ 2001) الذي ترك رصيدا من الأغاني ما زال أغلبه يردد في الأفراح التونسية، كما هو حال أغنية الختان "مطهّر يا لمطهّر" و أغنية "الولادة" وأغنية "يا عاشقين رسول الله".



ومن الأسماء اليهودية التي طبعت الأغنية التونسية وأثّرت فيها ذكرت الأستاذة عائشة القلال أيضا لويزة التونسية وليلى سفاز.

وامتدت إسهامات يهود تونس في إثراء المشهد الثقافي إلى السينما والصورة، بحسب الناقد والباحث في مجال السينما والصورة الأستاذ محمد أمين بن هلال الذي قال إن السينما التونسية "عرفت أسماء يهودية مهمة من أشهرها ألبير شمامة شكلي (1897 ـ 1934) حيث أنشأ عام 1895 أول معرض تونسي للتصوير، كما تولى إنتاج فيلم وثائقي عن تونس سنة 1908 تم تصويره من منطاد، في سابقة في ذلك الوقت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com