"سنعيد رسمها".. تظاهرة فنية في غزة عن تقاطعات الحرب والإنسان
"سنعيد رسمها".. تظاهرة فنية في غزة عن تقاطعات الحرب والإنسان"سنعيد رسمها".. تظاهرة فنية في غزة عن تقاطعات الحرب والإنسان

"سنعيد رسمها".. تظاهرة فنية في غزة عن تقاطعات الحرب والإنسان

نظم أتيليه غزة للفن التشكيلي التابع لجمعية الشبان المسيحية في مدينة غزة، تظاهرة فنية احتجاجية، جاءت بعنوان "سنعيد رسمها"، وذلك بعد أيام قليلة من توقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وتأتي هذه التظاهرة كنوع من الاحتجاج على تضرر مبنى الأتيليه الفني، داخل الجمعية، وسط مدينة غزة، جراء قصف مبنى مجاور.

وتعبر الوقفة الفنية عن رفض كافة أشكال العنف التي مارسها الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة.



ولبّى عشرات الفنانين الفلسطينيين نداء المشاركة في المعرض، من بينهم: شفيق رضوان، أحمد ابو الكاس، علي الأشهب، علي الشيخ أحمد، سمير الحلاق، محمد الحاج، فداء الحسنات، عبد الله الرزي، محمد جحلش، باسل العكلوك، محمد أبو حشيش، عزة الشيخ، مروان نصار، محمد الكرد، حمادة القبط، خالد جرادة، فهد شهاب، عصام مخيمر، عماد الخالدي، محمد المدهون.

ومن فريق فنانات أتيليه غزة، شاركت الفنانات، داليا عبد الرحمن، مرام صقر، لميس الشريف، مي خوري، إيمان الأشهب، تيماء سلامة، جهاد جربوع، روان خزيق، دانيا زين الدين، أسماء الجعيثني.



 

توثيق

ولما للفن من قدرة على توثيق اللحظة، وحفظ تجارب الشعوب، فإن مثل هذا الحدث الفني يحمل أهمية كبيرة في سجل الممارسات النضالية لبقاء المواطن الفلسطيني على أرضه.

فالحدث المتمثل بمعرض تشكيلي، ووقفة اعتراض أمام وسائل الإعلام، جاء لكي يوصل صوت المثقف الفلسطيني، من خلال اللون والصورة للعالم. وخلال الفاعلية تم تقديم العديد من الأغاني الثورية والوطنية، من قبل الفنان وسيم السيسي، والفنانة روان خزيق.

وحملت لوحات الفنانين المتنوعة في المعرض، سياقات مختلفة في عرض وتقديم معاناة ممتدة للإنسان الفلسطيني، من خلال معايشة مستمرة للحروب، وما تفضي إليه من ضغط نفسي رهيب على المواطن. واتسمت بعض اللوحات بالتحدي والصمود من خلال دمج الكوفية الفلسطينية ورسومات للمقدسات الدينية، بينما ظهر كم الألم والواقع السيئ والإحباط الذي يعايشه الفنان الفلسطيني، في لوحات أخرى.

 



 

الوقت

وطوال 11 يوما من الحرب، صارت كتلة الزمن أكثر الأثقال ضراوة ضد الإنسان في غزة، وصار الجمع البشري يتقاطع مع آلة الموت النارية المسلطة في سماء المدينة. وفي إطار هذا المحتوى، قدمت الفنانة الفلسطينية لميس الشريف، خطوطها وأشكالها داخل لوحتها الأولى "الوقت"، حيث تسود المساحة الألوان النارية، والخلفية الداكنة الدالة على المزاج السيئ طيلة وقت الحرب.

وقالت الشريف لـ "إرم نيوز": "لقد خضنا صراعا مع اللحظات البطيئة للحرب، حتى سيطر الخوف والرعب على مفاصلنا، فلم نكن نتخيل أن نبقى معلقين لهذا الوقت الطويل في انتظار الحدث السيئ، لأنفسنا ولمن نحب، لذا كان الوقت والصوت من أكثر الأشياء كارثية طوال أيام الحرب".

وأضافت أن دور الفن لا يقتصر على توثيق لحظات الحرب، وإنما تعميم تجربة الفنان على الوعي الجمعي، مؤكدة: "هذا العمل التشاركي مع المجتمع الفلسطيني، والعالمي، يسهم في وضع الفن كمقدمة للأفكار التي تسيطر على الإنسان في الأوقات الفاصلة مع الأحداث، ما يرفع من قيمة الوعي لدى الشعوب".



فراغ

أما الفنان خالد جرادة، فيعلق لوحتين تظهر كلتاهما فراغا كبيرا يحياه الإنسان مع كل الأشياء حوله، حيث يلجأ إلى احتضان نصفه الآخر، رجاءً في الوصول إلى حالة الأمان خلال الحرب.

ويحوي الإطار الألوان الداكنة والرمادية المفضية إلى نفق عميق من الحزن والوحدة والتيه، يصارعه الإنسان الذائب في مأساته اليومية المتجددة في غزة، حيث الحصار والمنع من السفر، والقيود المرهقة على أبسط تفاصيل الحياة.

وتكثر الانحناءات والدوائر والالتفافات في رسومات جرادة، كتعبير عن حالة الضياع، التي تستهدفها الحالة الفنية إبان الرسم، وفي اللوحتين، أكثر من شخصية لنفس الوجه ربما، أراد الفنان بذلك رسم منحنى الهبوط النفسي الذي ينتاب المواطن في غزة.



وحول تنظيم الحدث، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الشبان المسيحية، سهيل ترزي، في كلمة له خلال افتتاح المعرض الفني، أن مبنى المرسم الفني الخاص بالأتيليه، ساهم في إطلاق العديد من الأعمال الفنية، وأبرز الكثير من الفنانين التشكيليين على مدار عقود ممتدة.

وقال ترزي في كلمته: "كما الإنسان في الحرب، فإن الفن أيضا تحت طائلة التهديد، ودوما تصبح مسؤولية الفنان أكبر في ربط الأحداث، والتنقيب عن الحقيقة، كلما ازدادت الكوارث".



بدورها، قالت مديرة أتيليه غزة، الفنانة داليا عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، إن هذه الفاعلية جاءت كصوت اعتراضي ضد الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وإسهاما في نقل الرواية الفلسطينية حول الكارثة التي تتكرر للمرة الرابعة على قطاع غزة خلال أقل من عقد ونصف العقد.

وبينت: أن "مسؤولية الفنان تأتي في توثيق ونقل الحدث للعالم، من خلال الرسومات والألوان". وأفادت  بأن الكثير من مواطني الشعوب لا يعلمون بما يحدث في غزة خلال الحرب، لذا يجب تصدير ذلك للإعلام الغربي والعالمي.

وأضافت داليا عبد الرحمن: "رسالتنا للعالم من خلال هذا الحشد الفني، أن الحرب أنهكت الإنسان الفلسطيني، ويجب وضع خطوات جدية لمنع تكرارها، وتثبيت الأمان للمواطن الفلسطيني على أرضه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com