بعد عقود من البحث.. اكتشاف هوية المرأة العارية في لوحة "بداية العالم"

قالت شبكة "سي بي أس نيوز" التلفزيونية الأمريكية إن عقودًا طويلة من البحث عن هوية المرأة التي ظهرت في لوحة "بداية العالم" التي رسمها في القرن التاسع عشر الفنان الشهير غوستاف كوربيت، تكشفت الآن وتبين أنها راقصة الباليه الباريسية كونستانس كوينياكس.

وقالت الشبكة أن مؤرخي الفن الأوروبي أمضوا سنوات طويلة وهم يحاولون فك لغز اللوحة التي تعتبر واحدة من أكثر الأسرار غموضًا في تاريخ الفن، وذلك من أجل التأكد من دقة ما شاع من أن المرأة العارية التي رسمها الفنان كوربيت هي صديقته العارضة جوانا هيفرمن، التي كانت أيضًا عشيقة صاحبه الفنان الأمريكي جيمس ويسلر.

الاختلاف بلون الشعر

وأضافت "سي بي أس" أن شكوكًا عميقة كانت تحيط بصحة هذا التخمين، لأن لون الشعر النسائي الذي يظهر في اللوحة، أسود ناعمًا، بينما شعر جونا هيفرن أشقر مجعدًا.

عملية اكتشاف هوية المرأة في اللوحة، والتي تأكد أنها راقصة الباليه كونستانس كوينياكس، توصل لها مؤرخو الفن من خلال عودتهم لمذكرات ومقتنايات نجل الكاتب الفرنسي اليكساندر دوماس، ورسائله المتبادلة مع الكاتبة المعروفة جورج صاند.

عشيقة الدبلوماسي التركي

فقد أظهرت التحريات التاريخية التي قام بها البحاثة الفرنسي كلود شوب، أن المرأة في اللوحة، كونستانس، كانت عشيقة للدبلوماسي العثماني خليل بك، وأنه طلب في صيف 1866 أن يجري رسمها عارية، من أجل أن يحتفظ بالرسم ضمن مقتنياته.

المؤرخ الفرنسي شوب، بعد أن عثر على التوثيق في مذكرات نجل دوماس، عرض الموضوع على مديرة المكتبة الوطنية الفرنسية، سيلفي اوبيناس، التي أيدته فيما توصّل إليه.

وأظهرت الاستقصاءات الفنية أن خليل شريف باشا، صديق كونستانس والذي طلب رسمها عارية، كان دبلوماسيًا في السفارة العثمانية بباريس، من مواليد القاهرة، يعود لأصول ألبانية، وقبل وفاته تبرّع بمجموعة من اللوحات الفنية الثمينة ومنها لوحة "بداية العالم" التي تظهر فيها صديقته كونستانس وهي عارية.

وجه تخيلي

يشار إلى أن لوحة " بداية العالم" سُمّيت بذلك في إيحاءات شبقية، لا يظهر فيها وجه المرأة . وبسبب الغموض في ذلك فقد تبرع أحد الفنانين برسم وجه تخيلي لهذه المرأة، تحول بحد ذاته إلى لوحة مكملة أقل غموضًا وإثارة.