باريس ..  مدينة "الحلم" في عيون الأدباء والشعراء العرب
باريس .. مدينة "الحلم" في عيون الأدباء والشعراء العربباريس .. مدينة "الحلم" في عيون الأدباء والشعراء العرب

باريس .. مدينة "الحلم" في عيون الأدباء والشعراء العرب

لا تزال مدينة باريس تمثل الحلم والحضور الاستثنائي في الأدب العربي الحديث، عبر مئات النصوص النثرية التي كتبها أدباء وشعراء ومفكرون عرب عاشوا في المدينة، باريس مدينة للذكريات وفكرة براقة لقصيدة شعر وبدايات متن رواية عربية جديدة.

ومنذ أن دلف الأزهري الشاب "رفاعة الطهطاوي" العام 1826، إلى متن أولى سفن البعثات العلمية التي أرسلها "محمد علي" باشا إلى فرنسا، لم يكن يُدرك أن القدّر اختار له أن يكون أول التنويريين في تاريخ مصر الحديثة، فبعد أن كانت مهمة الشاب هي فقط وعظ طلبة البعثة، كان إقباله على تعلم اللغة الفرنسية، سببًا في اهتمام أساتذتها أنفسهم، ما جعل الباشا يأمر بضمه إلى طلابها ليتخصص في الترجمة.

انبهر الفتى القادم من صعيد مصر، بالحضارة الفرنسية والحرية التي وجد عليها تلك البلاد، ووصف كل مُشاهداته في كتابه الذي نال بعد ذلك شهرة واسعة "تَخْلِيصُ الإِبْرِيزِ فىِ تَلْخِيصِ بَارِيز"، فحكى عن العاصمة الفرنسية قائلًا "باريس نظيفة فهي خالية أيضاً من السُميات، بل ومن الحشرات فلا يسمع بأن إنسانًا فيها لدغه عقرب أبدًا".

وأضاف: "تنظيف بيوتهم وملابسهم أمر عجيب، وبيوتهم دائماً مفرحة بسبب كثرة شبابيكها الموضوعة بالهندسة وضعًا عظيمًا، يجلب النور والهواء .

أما الكاتب المسرحي الكبير "توفيق الحكيم" فرغم حصوله على البكالوريا والتحاقه بكلية الحقوق نزولًا عند رغبة والده، الذي كان يُعده للعمل بالقضاء، إلا أن الشاب "الحكيم" كان شغوفًا بالتأليف المسرحي، وكان بالفعل قد كتب محاولاته الأولى، ولكن عندها غضب أبواه لاختلاطه بالطبقة الفنية، فقررا إرساله العام ١٩٢٥ إلى العاصمة الفرنسية "باريس"، لنيل شهادة الدكتوراه، إلا أنه على عكس رغبتهما وجد هناك ضالته، حيث انفتح على عالم الفن، وارتاد المتاحف والمسارح ودور السينما.

وهناك مقاهٍ عديدة هي مربط خيل الكتاب والمفكرين العرب، الذين يعيشون على الأرض الفرنسية، أو يأتون إلى باريس للزيارة بين حين وآخر، ولكل منهم مقهاه المفضل، فمقهى "دانتون" في سان جرمان، يعتبر المفضل للدكتور خليل النعيمي، والروائية هدى بركات، والكاتب عيسى مخلوف، وآخرين.

ومن المثقفين العرب، هناك من رصد العلاقة بين الآنا المثقفة العربية وبين الآخر الباريسي، بمعنى التأمل في عقول المدينة وليس أحيائها وشوارعها، فيقول الروائي الجزائري الكبير المقيم في فرنسا "واسيني الأعرج"، الأستاذ بجامعة السوربون، وجامعة الجزائر المركزية: "الفرنسيون هم من يذهب نحو الثقافة العربية ويحاولون اختبارها داخليًا، ومنهجتها والبحث فيها، ومن هذا المنطق جاءت الاشتغالات الكبيرة التي قام بها ماسينيون جول للحلاج، أو غالان حول ألف ليلة وليلة وفانسون مونتاي، بالنسبة للاشتغال في الإسلاميات، وجاك بيرك".

وبالنسبة للأدب العربي القديم، وترجمة القرآن المتعددة التي أصبحت اشتغالاً متفردًا، قام به الكثيرون منهم كازيميرسكي، أندري شوراكي، جاك بيرك، وغيرهم، ساعد ذلك كله، على وجود المعاهد المتخصصة في تطوير الترجمة والانفتاح على العالم العربي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com