"أبوظبي للكتاب" يرصد عبقرية الطيب صالح في رواياته
شهدت مؤسسة "بحر الثقافة" في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، جلسة بعنوان "في حضرة عبقري الرواية الطيب صالح".
وشارك في إدارة الجلسة الدكتور أحمد النميري والدكتور مصطفى الغالي والناقدة الدكتورة لمياء شمت.
وتطرق الدكتور النميري إلى الموروث الثقافي أدب الطيب صالح، وأثر البيئة التي نشأ فيها على إبداعه عبر القضايا والمشاهد والشخوص في كتاباته.
وتحدث عن شخصية الزين في رواية الطيب صالح "عرس الزين" وسماتها، ما يسلط الضوء على عبقرية الروائي السوداني في نقل فكرة عن مكان أو شخص لا يُلتفت إليه بدقة وسلاسة عبر الإبداع.
كما تناول إنسان السودان والمنطقة عمومًا في مرحلة ما بعد الاستقلال وكيف كانت تبدو الحياة حينذاك، والتي انعكست على شخوص الطيب صالح مع الغرب. ولفت الدكتور النميري إلى أن شخصية "مصطفى سعيد" من نسج خيال الأديب الطيب صالح.
بدوره، سلط الدكتور مرتضى الغالي الضوء على شخوص الطيب صالح ومدى تعمقه في وصفها، وقال إن الطيب صالح كان يبدو هادئًا في حياته ومسيرته، لكنه تمكن بجدارة أن يبتكر في أعماله عوالم بها شخصيات صاخبة تقوم بأعمال نعجب كيف خطها الروائي السوداني ونقلها بحرفية عالية.
ونوه إلى أن الطيب صالح لم يكن صحفيًّا ولكنه كتب مقالات لا تشبه غيرها مما اعتيد على كتابته، مع ذلك هذه المقالات أصبحت مقياسًا لبراعته وإبداعه بحيث لو حذف اسمه من أي مقال كتبه ووضع مع مقالات لكتاب في الساحة الأدبية والصحفية لعرف بأنه كاتبها. هذا لتميزه وتفرده في ما يكتب.
وناقشت الدكتورة لمياء شمت تقنيات السرد وبراعة توظيفها في أعمال الطيب صالح، حيث نقلتنا بسلاسة إلى كيفية إتقان الروائي السوداني عملية توظيف تقنيات السرد وأدواته بشكل بديع. ومنها كيف وظف اللغة بين الفصيح والعامي وتمكن من المزج بينهما بلغة أدبية رفيعة.
وأشارت إلى أن أحد الأساتذة، وصف تطويع الطيب صالح للغة بأنه "نجح في ابتكار لغة ثالثة"، ونجح في جعل شخوصه حيَّة بيننا نلتقي من نشبههم بالشخوص التي ابتكرها في قصصه ورواياته وكأنها حقيقية نعرفها.
