لأول مرة في مصر... مدرسة سماع للإنشاد الروحي والصوفي
لأول مرة في مصر... مدرسة سماع للإنشاد الروحي والصوفيلأول مرة في مصر... مدرسة سماع للإنشاد الروحي والصوفي

لأول مرة في مصر... مدرسة سماع للإنشاد الروحي والصوفي

في واحدة من أجمل قواعد العشق، التي وضعها الشاعر والعالم المتصوف شمس الدين التبريزي، يقول فيها بحكمة وإيجاز: "لا تحكم على الطريقة التي يتواصل بها الناس مع الله، فلكل شخص صلاته الخاصة"، هذه القاعدة البشرية التي أرساها الصوفي الجليل في الوصل والوجد مع الله سبحانه وتعالى، أظهرت طريقة وصال مع الله يكون الغناء هو الطريق والمعبر لرضاء الله ورحمته، وقد ظهرت في القرن الـ19 على شكل حلقات إنشاد وذكر وانتشار للحضرات الصوفية، لتتعدد الطرق مختلفة الأشعار والأسلوب في الغناء والرقص.

وتعد من أشهر الطرق الصوفيّة، الطريقة المولوية، لمؤسسها الشيخ الأفغاني جلال الدين الرومي، في مدينة قونية التركية، ونظم فيها معظم الأشعار التي تُنشد حتى الآن، في حلقات الذكر المولوية، وليصبح الإنشاد الديني وفن المديح النبوي علامة فارقة وطريق وصل إلى الله يضم في رحابه ملايين المسلمين، ما جعل الفنان انتصار عبدالفتاح، رئيس ومؤسس مهرجان سماع الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية، يعلن عن تأسيس أول مدرسة سماع للإنشاد الصوفي في مصر، بالتعاون مع المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، برئاسة الأنبا أرميا، لتخريج أجيال من المنشدين والمبتهللين بدراسة منتظمة وشهادة معتمدة، وذلك أثناء التحضير لمهرجان سماع للإنشاد والموسيقى الروحية، الذي سيقام في الفترة من 20- 27 سبتمبر الجاري، بمشاركة أكثر من عشرين دولة عربية وأجنبية.

الحديث عن مدارس الغناء الصوفي متعددة، لعل أقدمها مدرسة الإنشاد التقليدية، حيث تنتشر فيها حلقات الذكر والحضرات الصوفية، ولكن مع ظهور جيل جديد من المنشدين والمبتهللين استطاعوا أن يضيفوا إلى مدرسة الإنشاد التقليدية، فقاموا بتطوير أساليب الغناء الصوفي مع المحافظة على روح القديمة في الابتهال والآلات المستخدمة، وتعد فرقة المولوية المصرية والتي تأسست على يد المنشد عامر التوني، من أجمل فرق الإنشاد الصوفي، حيث تقدم تراث المولوية من موشحات وابتهالات مع عرض أشكال الاحتفالات والطقوس الخاصة بكل طريقة من الطرق الصوفية في مصر، مثل الطريقة الميرغنية والشاذلية والرفاعية والبيومية وغيرها من الطرق الصوفية التي تستخدم القوالب الموسيقية الدينية المختلفة، بحضور جماهيري حاشد يتمايل في وجد وهيام مع الله سبحانه وتعالى.

وتعد كذلك فرقة ابن عربي للسماع الصوفي من أشهر فرق الغناء الصوفية، وهي من مدينة طنجة في المغرب، حيث تقوم بغناء أشعار وقصائد أحد أقطاب الصوفية الكبار في العالم الإسلامي، "محيي الدين ابن عربي"، فهو مؤسس الطريقة الأكبرية في الصوفية فتمتزج قصائد العشق والحب الإلهي بأسلوب يجمع بين اللحن والكلمة والروح، ومن أهم أعمالها "احبيك حبين" و"سلبت ليلى منى العقل".

هناك أيضًا فرقة الكندي من سوريا، واشتهرت بالموسيقى الكلاسيكية العربية المعتمدة على التراث الصوفي القديم، وقصائد الحب الإلهي، وجابت الفرقة دول إسلامية كثيرة منها تركيا ودول آسيا الوسطى.

أما أصوات السماء من المنشدين والمبتهللين، فمنهم من استطاع بمديحه في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أن يصل إلى العالمية ويلفت إليه الأنظار في المهرجانات الروحية العالمية كالشيخ أحمد التوني، الذي يعد وبحق واحدًا من أشهر المداحين في مصر والوطن العربي، عرف بـ"ساقي الأرواح" و"سلطان المنشدين".

ولقد سار على نفس درب الشيخ "أحمد"، "زين محمود"، ويطلق عليه أيضًا لقب "الشيخ الفرنسي"، وبدايته في الإنشاد كانت عام 1992، حينما ظهر كمنشد ديني في فرقة مسرحية تحمل اسم "تغريبة عبدالرازق"، في قصر ثقافة بني مزار بمدينة المنيا المصرية، ليسافر مع الفرقة إلى فرنسا وأمريكا والبرازيل، ليقرر بعد النجاح الكبير الذي حققه، أن يستقر في فرنسا، ليقوم فيما بعد بتأسيس فرقة ومدرسة «تدريب الغناء الشعبي» هناك، وحاليًا الشيخ زين هو مدير استوديو في مرسيليان، ومدير بيت الثقافة الشرقية في باريس.

كما قدم الشيخ زين، أعمالًا للسينما، منها: "ألوان السما السابعة"، الذي يدور في عالم الصوفية، وصورت معظم مشاهده في التكية المولوية في منطقة الدرب الأحمر، بالعاصمة المصرية القاهرة.

هناك من المنشدين والمبتهللين من استطاع أن يقدم الغناء الصوفي كلون عالمي، يتحدث إلى الأرواح في كل زمان وفي أي مكان، مثل المنشد التونسي الشهير ظافر يوسف، وهو يعتبر من المجددين في الغناء الصوفي، حيث بدأ حياته الفنية مع فرقة "سلامية"، ليسافر بعد فترة إلى النمسا، ويدرس الموسيقى الكلاسيكية العالمية بأنواعها، ويتعرف على عدد كبير من الفنانين الغربيين، منهم عازف الساكسفون النمساوي "وولف بوشنيغ"، ليكون معهم فرقة "زرياب"، قدمت عددًا من الأعمال الصوفية، مثل "إلكتريك صوفي" و"نبوءة رقمية"، إلى جانب تقديم الفرقة أشهر قصائد الصوفي الكبير "الحلاج"، بموسيقى استطاعت الفرقة بقيادة المنشد الصوفي التونسي "ظافر يوسف"، أن تمزج فيها بين الموسيقى الصوفية وموسيقى الجاز الحزينة، لخلق لحظات روحانية صوفية يتمايل معها جمهور الفرقة الحاشد في معظم الدول الأوروبية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com