الأدباء الأتراك استشرفوا الأحداث في بلادهم منذ سنوات (صور)
الأدباء الأتراك استشرفوا الأحداث في بلادهم منذ سنوات (صور)الأدباء الأتراك استشرفوا الأحداث في بلادهم منذ سنوات (صور)

الأدباء الأتراك استشرفوا الأحداث في بلادهم منذ سنوات (صور)

على الرغم من فشل محاولة انقلاب بعض عناصر الجيش التركي على النظام القائم في تركيا، وعلى قمته الرئيس رجب طيب أردوغان، ونزول طوائف الشعب تأييدًا للنظام الأردوغاني، إلا أن ما يقع تحت السطح السياسي والاجتماعي في تركيا، يشي بالكثير، وأن رغبة الشعب التركي في التمسك بحياة سياسية، تأتي عبر صناديق الاقتراع، ليس معناها بالضرورة تأييد النظام الحالي، فهناك روائيون وفنانون ورساموا كاريكاتير، كتبوا منذ سنوات بالحرف واللون والشريط السينمائي، عن معارضتهم للرئيس التركي، منذ تسلمه رئاسة وزراء البلاد عام 2003.

البداية مع الروائي أورهان باموق، الذي يعد من أشهر الكتاب الأتراك المغضوب عليهم من السلطة، إذ اتهم أردوغان بالاستبداد، وقمع الحريات، ونقل حرية التعبير في البلاد للحضيض.

"باموق" الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عام 2006، أشار عام 2003 إلى مقتل مليون أرمني و30000 كردي في تركيا؛ ما أدى إلى فتح النار عليه من قبل الأحزاب الإسلامية والقومية، تلك النار التي امتدت لسنوات، ووصلت إلى درجة تهديده بالقتل، ليقرر الفرار إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما تمت ملاحقته قضائيًا بتهمة "إهانة الهوية التركية"، واتهم بالانضمام إلى "لوبي الأدب العالمي"، الخاص بتجنيد المنظمات الغربية للأدباء، لانتقاد حكوماتهم، بحسب ما نقلت صحيفة "بيرغون" المعارضة.

أيضًا كانت الرسالة التي أرسلها المخرج السينمائي التركي فاتح أكين، للرئيس التركي السابق عبدالله غول، أصدق دليل على رفضه سياسة أردوغان القمعية والبعيدة كل البعد عن مبادئ الديمقراطية.

فخلال تظاهرات جيزي بارك عام 2013، بعث أكين لغول، رسالة قال فيها: "سيدي الرئيس، أصيب المئات نتيجة العنف المفرط لقوات الأمن، أصيب طفل في الـ14 عامًا من عمره بنزيف في المخ، نتيجة الغازات والرصاص الحي، سيدي الرئيس تم اعتقال الأطباء المتطوعين لعلاج المصابين، على أنهم إرهابيون، حتى أنه جرى اعتقال المحامين المدافعين عن حقوق المتظاهرين".

وجاء في الرسالة التي نشرها موقع "صنديقا 7" الإخباري التركي: "سيدي الرئيس، الشرطة تستخدم أطنانًا من الغازات والرصاص من دون تمييز، وأنتم صامتون، أليس من حق الشعب أن يفهم ما يحدث الآن، وما تفعلونه أنتم وحزبكم الذي دافع قبل 10 سنوات عن مبادئ الحرية والديمقراطية".

لم تكن هي المرة الأولى التي تنتقد فيها المؤلفة التركية إليف شافاق، الرئيس التركي، بحسب موقع "ديكان" التركي الإخباري، إذ صرحت من قبل: "لقد فقد معظم كتاب وصحافيو المعارضة وظائفهم، بل تمت محاكمتهم على آرائهم السياسية، حتى أن بلادنا باتت تحاكم كل من يرسم كاريكاتيرًا، أو ينشر تغريدة معارضة".

لتأتي في قمة الروائيين الأتراك انتقادًا للسلطة، إذ سبق أن قالت شافاق، في مقال لصحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية، إن أردوغان ليس رئيسًا محايدًا، وهو من أفشلَ كل الجهود لتشكيل حكومة ائتلافية تحكم البلاد.

وفي أشهر رواياتها  "لقيطة إسطنبول"، واجهت الكاتبة الشعب التركي بماضيه، وحقيقة تورط أجداده العثمانيين في مقتل أكثر من مليون أرمني عام 1915، فضلًا عن تناولها حالة المواطن التركي، فهو ليس شرقيًا ولا غربيًا، ولم يتمكن من التخلص من ماضيه، ولم يستطع مجاراة الغرب ليصبح منه، ثم تنتقل لحالة القمع الممارس على وسائل الإعلام المعارضة من قبل الحزب الحاكم خصوصًا "أردوغان".

كما يعدّ الكاتب الشاب إيمرا سيربِس، بمثابة "صداع روائي" في الوسط الأدبي التركي، ووصفه منتقدو حزب أردوغان بأنه "صوت الشعب" بعد مشاركته في احتجاجات غيزي، التي شهدتها تركيا صيف عام 2013.

وكتب سيربس، أولى رواياته، التي جاءت كطلقة في عالم الأدب، إذ كانت تدور حول سمات رجل الشرطة الجنائية في أنقرة، وهو رجل متجهم ومدخن شره وسبّاب وسكير.

وعبر سيربس، عن انتقاده لجهاز الشرطة من خلال النقد الساخر عبر الشخصية الرئيسة للرواية ذات الأخطاء المعروضة بطريقة ساخرة، بالإضافة إلى باقي الشخصيات المرسومة بشكل واقعي، وتحولت الرواية لأحد أشهر المسلسلات التليفزيونية في تركيا، والتي تتعرض دائمًا لمقص الرقيب الرسمي، كما صدرت أيضًا باللغة الألمانية، قبل أن تتحول لعمل سينمائي في عام 2013.

في عام 2004، قامت مؤسسة ب ي أ BIA المستقلة، التي تقدم تقاريرها كل ثلاثة أشهر حول وضع الصحافة والإعلام وحرية الرأي في تركيا، بتبني 115 حالة في عام 2004، عندما رُفعت دعاوى قضائية ضد صحفيين، بل وصل الأمر بالرئيس التركي، والذي كان في ذلك الوقت رئيسًا للوزراء، برفع دعوى قضائية ضد رسام الكاريكاتير من صحيفة "جمهورية Cumhuriyet"، بسبب قيام الأخير برسمه على شكل قطة.

وهناك صحيفة الكاريكاتير التي تدعى "Penguen البطريق" قامت برسم أردوغان بتشكيلات عديدة، فمرة على شكل قرد، وأخرى على شكل فيل، ثم مرة أخرى على هيئة ضفدع أو أفعى أو بقرة، وكذلك على هيئة حمار وحشي.

وأخيرًا، يمثل الشاعر التركي حسين حيدر، صوت الشعر الغاضب من سياسات الرئيس التركي، وكان آخر ما كتبه قصيدة اعتذر فيها لروسيا، عن إسقاط بلاده للمقاتلة الروسية "سو-24"، مشيرًا إلى أن الشعب التركي "لم يعد سيدًا في بلاده".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com