غسان كنفاني.. الشهيد الحي في المخيلة العربية (صور)
غسان كنفاني.. الشهيد الحي في المخيلة العربية (صور)غسان كنفاني.. الشهيد الحي في المخيلة العربية (صور)

غسان كنفاني.. الشهيد الحي في المخيلة العربية (صور)

في يوم ‏8 يوليو/تموز عام 2009‏، الساعة ‏12:56 مساءً‏، كتب "عدنان محمد فايز كنفاني" شقيق الروائي والصحفي الفلسطيني الأشهر "غسان محمد فايز كنفاني" المعروف بـ"غسان كنفاني"، رسالة مؤثرة وحزينة وجهها إلى قوى العدل، وحقوق الإنسان في العالم أجمع، بأن تسعى الى تخليص العالم من قوى الشر والقتلة والمجرمين، وأن تعيد إحياء قضية اغتيال شقيقه "غسان كنفاني" 36 عاماً، وابنة شقيقته، لميس حسين نجم، ذات الـ17 ربيعاً، وهي طالبة، بواسطة تفجير سيارته صباح يوم السبت 8 يوليو 1972 عمداً بالقتل على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في ساحة بيته الكائن في منطقة الحازمية، بالعاصمة اللبنانية  بيروت، ما أدى إلى استشهادهما.

رسالة الشقيق، "عدنان كنفاني" الحزينة، واحدة من آلاف الرسائل، التي كتبت رثاءً في واحد من أشهر الكتاب والصحفيين العرب في عصرنا الراهن، وهو الروائي الفلسطيني "غسان كنفاني"، والتي شكلت أعماله الأدبية من روايات وقصص قصيرة إلى جانب مئات المقالات في الثقافة والسياسة، صوتًا صادقًا ومعبرًا عن كفاح الشعب الفلسطيني، والذي تحل اليوم الجمعة 8 يوليو، ذكرى استشهاده.

البداية فى الكويت حين كتب غسان كنفاني، المولود في مدينة عكا 8 أبريل عام 1936، أولى قصصه القصيرة (القميص المسروق) التي نال عليها الجائزة الأولى في مسابقة أدبية.

وتتوالى بعد ذلك كتاباته، وكلها تدور في فلك نصرة فلسطين، الأرض والوطن، ففي روايته "أمّ سعد" تجسيد لتلك المرأة الأربعينية، الصلبة صلابة صخور فلسطين، قضت عمرها في التعب والعمل لتنتزع قوتها وقوت أبنائها بشرف، أمّا سعدُ ابنها، كان قد التحق بالفدائيين الأطفال، فلولا أن لديها طفلين لكانت ذهبت لتعيش مع الفدائيين في الخيام، فتطبخ لهم وتخدمهم، ويكفي أن نتذكّر قصّتها حتى نعرف جيّداً كيف هي المرأة الفلسطينية الصابرة على مرّ السنين.

فى قصة "عائد إلي حيفا"، تناول "غسان كنفاني"، رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا، وكانت تلك القصة من الأحداث التي ظلت في ذاكرته منذ أن كان طفلاً صغيرًا.

أما قصة "أرض البرتقال الحزين"، تحكى رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية، وهناك  قصة "موت سرير رقم 12" استوحاها من مكوثه بالمستشفى بسبب المرض، أما روايته الأشهر "رجال تحت الشمس"، فتروي حكاية الرجال الفلسطينيين الثلاثة، الذين ضاق بهم الحال، وليس بإمكانهم إيجاد عملٍ يسدّ حاجتهم مع شظف العيش، تحت إمرة سلطات الاحتلال، فما الحلّ إذاً؟؟ لم يروا أمامهم سوى أن يخرجوا من الوطن، ويذهبوا إلى مكانٍ ما ليجدوا لهم عملاً، فكانت الكويت مقصدهم، وهم الذين لا يملكون جواز سفرٍ أو أي أوراق ثبوتيّة، فليس أمامهم سوى التسلل إلى الكويت، فكانوا عرضةً للابتزاز من قبل المهرّبين، إلى أن التقوا بـ"أبو الخيزران" الذي أقنعهم بالاختباء في إحدى خزانات المياه التي كان ينقلها إلى الكويت من البصرة، ومع لهيب الشمس في الصيف، اختنقوا وماتوا داخل الخزان.

فى واحد من أشهر البوسترات التي  رسمها "غسان كنفاني" نجد فتاة رقيقة فشل الفقر وثوب اللجوء في طمس معالم الجمال البادية على وجهها، وبدت وهي تحتضن خارطة فلسطين بحنان، أشبه بأم تنحب على ابنتها، ومن يتأمل فى وجه تلك الفتاة التي نشرت على غلاف ديوان (حبيبتي تنهض من نومها) للشاعر محمود درويش، الذي كان لا يزال في ذلك الوقت يعيش في فلسطين، فإنه سيلاحظ أن وجهها الشاحب الحزين والجميل هو فلسطين الحزينة والجميلة أيضاً في عين ابنها "غسان كنفاني".

كما كتب غسان كنفاني عن شعراء المقاومة ونشر لهم، وتحدث عن أشعارهم وعن أزجالهم الشعبية في الفترات الأولى لتعريف العالم العربي بشعر المقاومة.

وقد تم في أعقاب اغتياله، إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية، في طبعات عديدة، وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته، ونشرت في 4 مجلدات، كما ترجمت معظم أعماله الأدبية إلى 17 لغة، ونشرت في أكثر من 20 بلداً، وتم إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة، بل إن اثنتين من رواياته تحولتا إلى فيلمين سينمائيين، وما زالت أعماله الأدبية التي كتبها بين عامي 1956 و1972 تحظى اليوم بأهمية كبيرة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com