"ملتقى الخطاب الثقافي" الأول.. المثقف العربي في عزلة‬
"ملتقى الخطاب الثقافي" الأول.. المثقف العربي في عزلة‬"ملتقى الخطاب الثقافي" الأول.. المثقف العربي في عزلة‬

"ملتقى الخطاب الثقافي" الأول.. المثقف العربي في عزلة‬

أكد حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري، أن العالم العربي اليوم، يعيش في حالة تمزق فكري بين مدرستين، كلاهما ثبت فشله على مستوى التطبيق، فهناك مدرسة شيوع الموت بروادها من أمثال حسن البنا وسيد قطب وأبو العلا المودودي، يقابلها مدرسة الاستعانة بالأجنبي ليّصدر إلينا الحرية والديمقراطية، وقد جُرّبت في العراق العام 2003، ثم في ليبيا، وفشلت المدرستان معًا، ولا يبقى أمام المثقف العربي سوى العودة مرة أخرى إلى المدرسة الوطنية الثقافية.

وأضاف النمنم، خلال افتتاح فعاليات الملتقى الدولي الأول لتجديد الخطاب الثقافي بمسرح الهناجر، بدار الأوبرا: "هذا ما نراهن عليه، حينما طرحنا ملف تجديد الخطاب الثقافي العربي، فنحن جيل تربى على أن العالم العربي يعاني من أزمة واحدة، هي القضية الفلسطينية وتحرير الأرض العربية، ولكن أن نعيش لكي نرى قرية فلسطينية، يعيش فيها عرب 1948، تقوم بتغيير اسم شارع يحمل اسم الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وتحوله إلى شارع الخلفاء!! هل أصبح محمود درويش عبئًا على عرب فلسطين ؟، أقول إن الأمر خطير وهام، وهو مرهون بقدرة المثقفين العرب على تجديد هذا الخطاب الثقافي العربي السائد".

وانتقلت فعاليات الملتقى الدولي الأول، إلى المجلس الأعلى للثقافة، وتستمر لمدة ثلاثة أيام، بحضور بن سالم حميش، وزير الثقافة المغربي السابق، ويحيى يخلف وزير الثقافة الفلسطيني السابق، بالإضافة إلى نخبة من كبار الكتاب والنقاد والباحثين والمفكرين والفنانين والإعلاميين والصحفيين، وبمشاركة الملتقى 17 دولة عربية وأوروبية، بالإضافة إلى 50 مشاركًا عربيًا، و90 باحثًا ومفكرًا مصريًا.

ومن جانبه، أكد الدكتور عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائري الأسبق، على ضرورة فك شفرة المستقبل، إذا أردنا أن نكون جزءًا فعالًا في صنع الحضارة الإنسانية، والتي لم نقدم لها أي جديد بعد سقوط الأندلس.

وتابع ميهوبي: "لذلك فتجزئة التاريخ تعتبر تفتيتًا للهوية، واستحداثًا لمرجعيات كثيرة، دفعت ثمنها دول وشعوب، فترات طويلة من التمزق، فالتاريخ هو المستقبل".

وأردف: "إن حتمية تغيير الخطاب الثقافي يجب أن تنتج في الأفق، الذي يقدم بدائل، ولا نكتفي بالنقد، من أجل النقد، بل يجب علينا مراقبة مكوناتنا الثقافية، مثلما نراقب مكونات الماء، وعلينا أن نتساءل عن مكونات الثقافة العربية، وهي الدين واللغة والجغرافيا، فإن التاريخ واللغة شكلا أهم مكونات الثقافة العربية، التي من خلالها يمكن أن نستعيد كل اختلافاتنا الدينية، فاللغة والتاريخ هما عنوان الثقافة العربية، والتي يمكن من خلالهما التواصل مع الآخر".

كما أشارت الدكتورة أمل الصبان، إلى أن هذا الملتقى يأتي في حينه تمامًا، بعد قيام ثورات الربيع العربي، التي تشير إلى رغبة وعزيمة في النهوض والتطور، وإلى طموح نحو صناعة واقع أفضل لمجتمعاتنا، بل رغبة وطموح شعبي للنهضة والتغيير نحو الأفضل، عن طريق نقد الذات والتخلص من أوهام الكمال الداخلي والنظر بموضوعية إلى حال المثقف العربي اليوم، والذي يعيش حالة من الانعزال والانفصال الشعوري عن باقي فئات المجتمع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com