أدباء الجزائر.. تكريم فرنسي وإهمال محلي
أدباء الجزائر.. تكريم فرنسي وإهمال محليأدباء الجزائر.. تكريم فرنسي وإهمال محلي

أدباء الجزائر.. تكريم فرنسي وإهمال محلي

نجح كتاب وأدباء جزائريون في الوصول إلى العالمية والحصول على تكريم في فرنسا، على الرغم من شكواهم الدائمة من الإهمال في بلدهم.

ويشير أدباء جزائريون إلى أنهم يقضون ردحًا من أعمارهم في تقديم وتطوير نتاجهم الأدبي في بلدهم دون الحصول على دعم رسمي وإعلامي، وما أن يصل أحدهم إلى الأراضي الفرنسية حتى تحتفي دور النشر بموهبته.

ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية، عن الروائي سمير قسيمي، أن "تجربته الإبداعية في فرنسا فتحت له أبواب الآخر الفرنسي على الرغم من كونه كاتبًا باللغة العربية".

وقال قسيمي إن "جولتي في فرنسا كانت ناجحة، ليس فقط لأنها أتاحت لي معرفة الآخر عن قرب، ولكن أيضًا لكونها اعتراف جاءني من خارج الوطن في الوقت الذي تواصل وزارة الثقافة تجاهلي لأسباب مجهولة".

وأضاف أن "إقامتي في مرسيليا الفرنسية كانت تجربة مميزة جدًا، أقصد أن تتم دعوتك وأنت كاتب يكتب بالعربية ويبدع بها من بلد لغته الفرنسية، وهو بلد غير بلدك، لقد كانت فرصة للتفرغ بشكل كامل للكتابة، من غير أي شرط مسبق، يخص موضوع كتابتي أو لغته أو حتى عدد ونوع النشاطات التي أحضرها أو أنشطها في فرنسا".

وتابع: "هنا لا بد أن أشير إلى الحسرة التي شعرت بها حين علمت أن المركز الفرنسي للكتاب قبل طلبي للإقامة، فقط لأنني بحسب تحقيقهم كاتب تجاوز حدود الإقليمية ومعترف به دوليًا، حسرتي سببها أن هذا الاعتراف لم يحدث في وطني، ولم يصدر من المركز الجزائري للكتاب، ولا من ديوان حقوق التأليف، ولا حتى من وزارة الثقافة.. على الرغم من سيرتي الإبداعية المعترف بها عربيًا وأوروبيًا بفضل ما يصدر من ترجمات لرواياتي عن أعرق دور النشر الأوروبية".

ووجه "قسيمي" انتقادات لاذعة للمؤسسة الثقافية الرسمية في بلده الجزائر؛ وقال إنها "لا تمتلك أجندة ثقافية أو سياسية محترمة، في الجزائر نشعر بأن الثقافة -بسبب اتساع الهوة بين المثقف والشارع- مجرد كماليات يمكن الاستغناء عنها، الأمر الذي انعكس في الذهنية السياسية، لاسيما لدى السلطة، على أن الثقافة بهرجة لا بد منها على منوال شر لا بد منه، للأسف، إنها الحقيقة الوحيدة التي تبرر قدرة السياسي على ابتلاع المثقف، لينسلخ هذا الأخير من جلده. الأمثلة كثيرة إلى درجة أن ذكرها مضيعة لوقت لم نعد نملكه، لنستفيق ولنثور على هذا الواقع الثقافي البائس".

وليست تجربة "قسيمي" الأولى لكاتب جزائري في فرنسا، إذ حقق كتاب وأدباء جزائريون كثر حضورًا في المهجر، عقب أعوام من خفوت تجربتهم في بلدهم؛ ومنهم كاتب ياسين، وآسيا جبار، وأمين الزاوي، وبوعلام صنصال، ومحمد ديب، ورشيد بوجدرة، وياسمينة خضرا، وكمال داوود وآخرون.

يُذكر إن رواية سمير قسيمي "الحالم" وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد في دورة 2014، واختارت مجلة "بانيبال" الإنجليزية فصولًا من روايته "في عشق امرأة عاقر" عام 2011، لتنشرها مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وتعد روايته الثانية "يوم رائع للموت" أول رواية جزائرية تتمكن من بلوغ القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في 2009.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com