فيلم فرنسي ساخر: دعونا نصبح جميعًا يهودًا
فيلم فرنسي ساخر: دعونا نصبح جميعًا يهودًافيلم فرنسي ساخر: دعونا نصبح جميعًا يهودًا

فيلم فرنسي ساخر: دعونا نصبح جميعًا يهودًا

سلطت صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على الفيلم الفرنسي الجديد "اليهود"، وأشارت إلى أنه في أحد مشاهد هذا الفيلم، وهو كوميدي عن معاداة السامية، يصف رئيس خطته لإنقاذ الاقتصاد الفرنسي، ويقول لحكومته "نظراً لأن اليهود أغنياء ومتحدون معاً.. دعونا نصبح جميعًا يهودًا!".

ويعلن الوزراء أن الخطة "رائعة"، وتقوم الحكومة بالدعوة إلى تنظيم استفتاء حول جعل فرنسا دولة يهودية، وعندما يصوت أغلبية السكان بالموافقة، تنطلق رقصة الهورا في ساحة الجمهورية، وتقول مذيعة التلفزيون للأمة "شالوم يا إخوتي!".

ونقلت الصحيفة عن إيفان أتال، النجم السينمائي الفرنسي الذي شارك في كتابة وإخراج ولعب دور البطولة في الفيلم، قوله إن هذا الفيلم يأتي "رداً على حالة الانزعاج التي أشعر بها كيهودي في بلدي".

ويستند هذا الشعور بالانزعاج، في جزء منه، على بعض الأحداث المرعبة: الأربعة أشخاص الذين قتلوا داخل سوبر ماركت "كوشير" في باريس العام الماضي، وإطلاق فرنسي النار في العام 2014 داخل متحف يهودي في بروكسل، وهجوم 2012 على مدرسة يهودية في تولوز، وما نشر مؤخراً عن وقوع ما يقرب من 800 حادث معاداة للسامية سنوياً في فرنسا.

ويلعب السيد أتال في الفيلم، دور ممثل يهودي علماني مهذب يدعى "إيفان" الذي تعتقد زوجته أن لديه قلقا كبيرا بشأن مسألة معاداة السامية، ويطرح طبيبه سؤالاً: "هل تعرف عدد اليهود في كل دولة في العالم؟ وهل تقول لي إن زوجتك قالت لك إن لديك وساوسًا؟".

ويشعر "إيفان" بالضيق، لأنه لا يعرف معنى أن تكون يهودياً، ناهيك عن سبب كراهية شخص ما له لكونه يهودياً.

وتدور سلسلة من المشاهد الهزلية على هذا النحو، وفي أحد المشاهد، يكشف هذا الزوج لمسؤولة سياسية يمينية متطرفة عشية الانتخابات أن جدته كانت يهودية، ويتفحص أنفه في مرآة الحمام ويبصق على صورته في المرآة ويسمي نفسه "حشرة". وفي مشهد آخر، يقول شخص عاطل عن العمل يعيش في المساكن العامة لوالديه المسنين إنه لا يمكنهما أن يكونا يهوداً لأنهما ليسا أغنياء.

ولد السيد أتال في إسرائيل لأبوين جزائريين مهاجرين انتقلا إلى فرنسا، عندما كان طفلاً رضيعا، نشأ وترعرع في مشروع إسكان كريتال، وهي ضاحية من ضواحي باريس، حيث تشكل التعليم اليهودي في معظمه من أكل الكسكسي مع أسرته ليلة يوم الجمعة.

وقال السيد أتال: "والداي كانا يكرران علي بصفة دائمة أن الديانة اليهودية قصة خاصة وحميمة"، ومن المفترض أن تندمج وتتصرف في العلن أمام الناس كمواطن فرنسي.

ويقول السيد أتال، الذي يبلغ من العمر حالياً 51 عاماً، بشكل مرفوض ومثير للقلق، إن أشخاصًا آخرين بدأوا يلتفتون إلى ديانته اليهودية أو يرونها عنصرًا أساسيًا لهويته، وأن صحفيين وصفوه في الآونة الأخيرة، بأنه فرانكو إسرائيلي "لأنهم لا يستطيعون القول بأنني يهودي".

وأضاف أنه في حفلات العشاء، وجد نفسه "اليهودي المحدد" الداعي إلى تبرير أفعال الحكومة الإسرائيلية: " لقد قالوا لي: كيف تثير غضبنا " وسألتهم: "من هو أنت؟ ومن هم "نحن"؟.

إنه مصدر قلق فرنسي شديد، حيث يمكن اعتبار الإشارة هنا إلى ديانة أو عرق شخص ما على أنها تشكيك، فيما إذا كان فرنسياً كاملاً، ويعتبر اليهود بصفة خاصة حساسين تجاه هذه المسألة، إنهم يتذكرون كلمة "Juif"  (يهودي) التي تم ختمها على جوازات سفر الأشخاص أثناء الحرب العالمية الثانية، والتي كانت الخطوة الأولى قبل طردهم وقتلهم. (العنوان الفرنسي للفيلم هو “Ils sont partout” " إنهم في كل مكان".

وعلى الرغم من أن التصرفات المعادية للسامية، أصبحت أكثر شيوعًا إلا أنها تلقى تسامحاً من اليهود: (يقول تقرير حكومي إن الأعمال العنصرية من المحتمل أن يقوم بها شريحة صغيرة من السكان).

وأظهر استطلاع مركز "بيو" للعام 2014 أن 89 %، من الفرنسيين كانت لديهم نظرة إيجابية تجاه اليهود بشكل أكبر، ما كانت عليه في أي بلد أوروبي آخر، شملها الاستطلاع، عندما أُحرق مركز اجتماعي يهودي في ضاحيتي في باريس وغطته كتابات معادية للسامية، جاء كل من رئيس الوزراء وعمدة باريس، وتحدثا بشأن هذا الحادث، وقد تبين فيما بعد أن رجلاً يهودياً غاضباً هو من فعل ذلك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com