روايات ظلمتها السينما وأخرى أنصفها الفن السابع (صور)
روايات ظلمتها السينما وأخرى أنصفها الفن السابع (صور)روايات ظلمتها السينما وأخرى أنصفها الفن السابع (صور)

روايات ظلمتها السينما وأخرى أنصفها الفن السابع (صور)

ثمة علاقة وشائجية تعبيرية بين الأدب والفن، تتحقق أعلى تجلياتها بنقل روايات لاقت نجاحاً وانتشاراً على سبيل المثال، إلى أفلام سينمائية، وأحياناً إلى أعمال تلفزيونية.

وهو ما جرى عليه الحال عربياً منذ ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين 1956 وقصر الشوق والسكرية 1957) التي تحولت إلى مسلسل تلفزيونيّ لاقى هو الآخر تحت عنوان "بين القصرين"، رواجاً عربياً لافتاً من إخراج يوسف مرزوق وسيناريو وحوار محسن زايد وبطولة محمود مرسي وهدى سلطان وآخرين.

تحفة الطبيب علاء الأسواني "عمارة يعقوبيان" حولها السيناريست وحيد حامد لفيلم لاقى هو الآخر نجاحاً من إخراج نجله مروان حامد، وبطولة عادل إمام ونجله محمد إمام ويسرا والراحل نور الشريف وسمية الخشاب وهند صبري وخالد الصاوي والراحل خالد صالح وحشد من النجوم. كما تحولت الرواية نفسها في العام الذي تلاه (2007) إلى مسلسل تلفزيوني، سيناريو عاطف بشاي وإخراج أحمد صقر.

وليس آخر هذه العلاقة النوعية، تحويل رواية "هيبتا" لمحمد صادق إلى فيلم سينمائي من إخراج هادي الباجوري وسيناريو وائل حمدي، وبطولة ماجد الكدواني وياسمين رئيس وعمرو يوسف ونيللي كريم وأحمد بدير وآخرين؛ حيث ما يزال الفيلم يحوز  صدارة شباك التذاكر المصرية. وقد بلغت إيراداته في الأسبوع الأول من عرضه في الصالات  زهاء 10 ملايين جنيه مصري، كما وصل عدد مشاهدات أغنية الفيلم التي تؤديها الفنانة المصرية دنيا سمير غانم على اليوتيوب حتى اليوم إلى حوالي 12 مليون مشاهدة.

عالمياً فإن قائمة تطول وتطول من الروايات تحولت إلى أفلام أو مسلسلات، ومن بينها تشكّل رواية الألماني باتريك زوسكيند "العطر/ قصة قاتل"، كما يشكّل الفيلم المستلهم منها نقطة فارقة في هذه العلاقة المقدسة بين الأدب وبين الفن.

الفيلم المأخوذ عن رواية "شيفرة دافنشي" للأمريكي دان براون لم يفِ، من إخراج رون هاوارد، بالغرض وجاء، كما يرى كثير من النقاد، ورغم وجود نجم من طراز توم هانكس، دون التوقعات.

"روايات ظلمتها أفلام مأخوذة عنها وأخرى أنصفها الفن السابع"، هذا ما يذهب إليه المخرج الأردني المقيم في أمريكا فادي حداد، مخرج فيلم "لما ضحكت موناليزا" الحاصد- من تأليفه وبطولة النجوم الأردنيين: نادرة عمران وفؤاد الشوملي وهيفاء الاغا وحيدر كفوف وسهى النجار ونبيل كوني، والفلسطينية تهاني سليم والمصري شادي خلف- العديد من الجوائز العربية والدولية، والمحتفي بعمّان عاصمة ذكريات صباه، وبالحب، كأجمل ما يكون الاحتفاء؛ إذ يرى حدا، في سياق متصل، أن الرواية تعد "رافداً مهماً للقصص".

من جهة أخرى يقول حداد عن التفاعل بين الأدب من جهة والسينما أو التلفزيون "إن هذا التفاعل قدم لنا العديد من الأعمال ذات القيمة العالية بسبب أن الرواية بطبيعتها تعتمد على التشخيص المركب والوصف المشهدي المتطور مما يقدم للسينما مادة غنية لتحويلها إلى مشاهد وحوارات وشخصيات".

حداد يشير إلى أن الاختلاف الأهم هو أن في الرواية "يقوم الكاتب بوصف مشاعر داخلية ومعلومات عن ماضي الشخصية مثلاً، الأمر الذي لا يمكن للسينما أو التلفزيون أن تقدمه كما هو".

ويخلص إلى القاعدة التي ينبغي أن يتمثلها المخرجون المقبلون على إخراج أعمال أدبية: "أن ترى لا أن تخبر، بحيث أن أي معلومة أو شعور يجب أن يترجم إلى حركةٍ أو حوارٍ بين شخصيات".

بالتالي فلا بد، بحسب حداد، أن يشعر من قرأ رواية ما "أن هناك الكثير مما قرأه لم ينتقل إلى الشاشة وهذا يبرر خيبة أمل كبيرة من القراء في كل مرة تحوّل رواية إلى فيلم أو مسلسل".

ويواصل حداد حديثه قائلاً: "لكن في النهاية الحديث هنا عن مادتين مختلفتين. الرواية تعطي كل الحرية للقارئ أن يتخيل بينما الشاشة تقدم رؤية إخراجية في إطار إيقاعٍ مشهديٍّ يعتمد على الحركة والحوار. ولكل منه متعته".

وبسؤاله عن إمكانية الحذف والإضافة على الرواية الأصلية، ومدى قانونية هذا الأمر من قبل السيناريست أو المخرج، أجاب حداد: "بالنسبة لموضوع إلى أي مدى يستطيع المخرج أن يغير، فكما أوضحت سابقاً يجب على الروائي أن يتوقع تغييرات على النص، وإعادة تشكيلٍ له ضمن رؤية كاتب السيناريو والمخرج. لكن بالتأكيد برأيي أخلاقياً يجب أن يكون التغيير بالتنسيق مع الكاتب الروائي بصفته صاحب النص الأصلي. أما على أرض الواقع فالأمر يعود للاتفاق القانوني الموقع بين أطراف الرواية والإنتاج، وهو يحدد التزامات كل جهة ومدى التصرف المسموح".

على صعيد آخر، يرصد فيلم "لما ضحكت موناليزا" الأول لحداد على صعيد الأفلام الروائية الطويلة، بعد 3 أفلام روائية قصيرة: "سوليتير" 2006، "على سيرة البيانو" 2008، "كعب عالي" 2010، تداعيات علاقة حب بين الفتاة الأردنية موناليزا (تهاني سليم) والشاب المصري الوافد حمدي (شادي خلف) الذي يقيم ويعمل في عمان، كما يطرح الشريط الأخاذ رومانسية كوميدية راقية، جملة من العلاقات المتعلقة بنسيج المجتمع الأردني وثقافته وقيمه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com