فيلم " 365 يوما هذا اليوم".. المرأة كأداة تسويق ورهينة
فيلم " 365 يوما هذا اليوم".. المرأة كأداة تسويق ورهينةفيلم " 365 يوما هذا اليوم".. المرأة كأداة تسويق ورهينة

فيلم " 365 يوما هذا اليوم".. المرأة كأداة تسويق ورهينة

يستخدم المخرجان باربرا بياف وتوماس مانديز مشاهد المحاكاة البصرية التسويقية، لزيادة أدوات الجذب، حول امرأة محاطة بالخطر، من قبل رجال أشرار، ضمن أحداث درامية تعتمد على الخداع في فيلم الإثارة والدراما "365days this day".

الفيلم من إنتاج بولندي أمريكي، ويتم عرضه مؤخرا على نتفليكس، وهو مأخوذ عن رواية "هذا اليوم" للكاتبة بلانكا ليبيسكا، في جزئها الثاني.

وتتمحور أحداث الفيلم حول الفتاة لورا وتجسد دورها آنا ماريا سيكلوتسكا، التي تعاني من فرط الوحدة والفراغ، كونها زوجة مرفهة لرئيس المافيا ماسيمو ويجسده ميشيل موروني.

وتبدأ قصة الفيلم، عندما يختطف الشاب القوي الفتاة مراهنًا على أن تقع خلال 365 يوما، في حبه، وهو يعتمد في هذا على المال الذي يمتلكه، وقوة الشخصية التي يحوز عليها.

معلومة عابرة

ويتم الزواج بينهما في أجواء احتفالية بسيطة، مع ظهور جانبين لشخصية لورا، الجانب السعيد بالعلاقة العاطفية الجريئة مع ماسيمو، أما الجانب الآخر فهو حوارها الذاتي مع البؤس، بإحساسها المستمر بالعزلة عن العالم، وامتلاكها جميع مقومات الحياة لكن دون الإحساس بالسعادة.

ويأتي إخباره لها في لحظة مصارحة بوجود أخ توأم له، كمعلومة عابرة، لكن هذه المعلومة تكون ركيزة في صناعة الحبكة فيما بعد.

وبالفعل حبكة الفيلم انطلقت في الدقيقة 26، لتتسارع الأحداث التي بدت هادئة وبطيئة في البداية.

تسويق

وتفتح شاشة العرض على مشهد لمنتجع سياحي مفعم بالمشاهد البحرية المبهجة، والكادر المتسع للتصوير، يظهر جانبا تسويقيا تعتمده الشركة المنتجة من أجل زيادة ربحها المادي من الفيلم، كنوع من الإعلان للأماكن السياحية خلال الخطة الدرامية.

هذا الاستعراض لم يكن الوحيد في الفيلم، حيث كانت العدسة تركز على التفاصيل، حيث تظهر المشاهد كأنها إعلان تلفزيوني تم إعداده، مصحوبا بأغاني الروك ذات الإيقاعات الصيفية.

خدعة

ويظهر خلال الفيلم، الأخ التوأم وهو أمر كان بمثابة خدعة للمشاهد، ولأبطال الفيلم، وهو كحدث صنعة درامية خفية، أعطت للفيلم جانبا من الذكاء وزادت من عمق السياق الذي يمضي فيه.

في الوقت الذي هربت فيه لورا إلى مكان مجهول، بعد اشتباهها بخيانة ماسيمو لها مع صديقته السابقة، يتبين في نهاية الأحداث بأن هذه الخدعة، هي الأساس في تطور الحبكة الدرامية للفيلم وتنمية أدوات الإثارة والتشويق في هيكله.

ماسيمو الابن الأكبر لرجل المافيا العملاق، يتمكن من الحصول على مال والده، وإدارة المال الوفير، وأعمال العائلة الشائكة مع مجموعات المافيا الأخرى.

لكن هذا يخلق صراعا خفيا بينه وبين أخيه التوأم الذي يصغره بدقائق، والفارق بينهما يكمن في لون عيونه الفاتح.

ويحاول الأخ الصغير الانتقام من ماسيمو بحياكة حيلة مع صديقة أخيه السابقة لاختطاف لورا عبر رجل المافيا الطارئ على الأحداث ناتشو، ويجسده سيمون سيسينا والمتخفي أمام لورا بهيئة بستاني وسيم.

تناقضات

ناتشو كان الملجأ للورا بعد شعورها بالخيانة من الزوج الغامض، وبعدما تلقي بهاتفها النقال في البحر، تطلب منه اصطحابها لمكان لا تعرفه.

ويثار بتلقائية السؤال من الجميع، حول كيفية امتلاك ناتشو الشاليه البحري الجميل، والمعد بأثاث بسيط، لكنه عصري، ويتضح بأنه باهظ الثمن، ما يضع التكوين الدرامي أمام تساؤل جديد: إما أن يكون هذا تناقض غير محسوب من المخرج، أم أنها خدعة جديدة في انتظار المشاهد.

مربع الصراع

ويتكرر شعور لورا بالخذلان بعدما تأكدت بأنها وقعت في مربع صراعات بين جماعتين من المافيا، وكان مبدأ لجوئها في الحالتين، طلب الأمان، لكنها لم تكن تعرف بأنها تقترب من الخطر أكثر، بل الموت، وهي تخطو نحو أي رجل تداخل في مثار الأحداث.

أدوات السرد

وتراوح قصة الفيلم حول التقليدية، ومحاولات المخرج المتعددة من جعلها جذابة وملفتة، تبدو مبتذلة في الكثير منها، فالمشاهد العاطفية الجريئة بين لورا وماسيمو، ولورا وناتشو "في الأحلام" لم تكن تخدم السياق الذي مضت إليه الأحداث في النصف الأول من الفيلم.

كما أن تكرار التعريف بالعلاقة بين ماسيمو ولورا، عبر المشاهد العاطفية المتكررة بينهما، جعل الفيلم يدور في حلقة مفرغة في نصفه الأول.

وحينما اشتعلت الأحداث وزاد التوتر في الجزء الثاني من الفيلم، اتضح أن حبكة الفيلم يمكن صياغتها في سطرين، أو عبر مشهدين صغيرين، وبدا في وقت ما، أن التعقيد في إبداء الغموض، هو في الأساس، كاشف لحيلة المخرج.

كما أن الفيلم احتاج 111 دقيقة لسرد أحداثه عبر مشاهد، من الواضح أنها تعتمد على الحشو والتكرار، والتصوير التسويقي للأماكن السياحية الفارهة.

المرأة كرهينة

ويمكن الإشارة إلى تواجد شكل السلعة الذي يقدمه للمرأة خلال الأحداث، وهو السياق الديستوبي لتواجدها في المجتمع، إذ يقدم المرأة على أنها رهينة صراع ذكوري بشع، وكأنها من مقتنيات الرجال الأغنياء الأشرار، وهو ترتيب درامي تمتد آثاره إلى الواقع.

والمرأة التي تستخدم كأداة تسويقية لعرض الفيلم وجذب الجمهور، يقدمها السيناريو على أنها ضحية خدعة وقمع وتحكم من الرجل المتجسد في ماسيمو وتوأمه، وناتشو ورجال المافيا.

وعلى الصعيد الاجتماعي، فرجال المافيا هؤلاء هم مجتمع مصغر أراد المخرج الإشارة من خلاله، للمجتمع الكبير، الذي يحول الأنثى من إنسان مولود، إلى امرأة يمكن استغلالها، حسب رؤية الكاتبة الفرنسية سيمون دي بوفورا في كتابها "الجنس الآخر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com