هل ستؤثر نتفليكس في محتوى الدراما العربية مستقبلا؟
هل ستؤثر نتفليكس في محتوى الدراما العربية مستقبلا؟هل ستؤثر نتفليكس في محتوى الدراما العربية مستقبلا؟

هل ستؤثر نتفليكس في محتوى الدراما العربية مستقبلا؟

تنتشر حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي كل فترة، بسبب عمل عربي فني جديد، درامي أو سينمائي أو تلفزيوني، يتم عرضه على منصة نتفليكس.

وتستمر موجة الجدل هذه لأيام معدودة، ما بين منتقد لاذع ومهاجم، ومتقبل للفكر العولمي ومشجع له، وما بين محايد.

وفي النهاية، يعم الهدوء وكأنه لم يحدث شيء، لكن يكون أبطال هذا العمل تلقوا الإساءات البشعة التي تسبب ضغطا اجتماعيا هائلا عليهم وعلى أسرهم.

وظل المحتوى الدرامي العربي محاطا بالعديد من المحظورات الاجتماعية الصلبة، التي يحظر على رواد الفن الإيغال فيها، مثل المثلية والجنوح الجنسي، والتجرؤ على الأديان والمقدسات، وغيرها.

ومع دخول الفن العربي لمنصة نتفليكس العولمية، صار الأمر مختلفا، ويتطلع الفنان المشارك لمساحة أكبر من الحرية، من خلال المنصة العالمية.

ومن أكثر الأعمال الدرامية التي أحدثت هالة جدلية اجتماعية بعد عرضها على نتفليكس خلال الآونة الماضية، مسلسل روابي الأردني، وفيلم "أصحاب ولا أعز".

حائط صد

يشاهد المجتمع العربي الأفكار التي وردت في هذين العملين، عبر نتفليكس ومنصات أخرى، من ممثلين غربيين مفضلين ويملكون شهرة واسعة، ولربما يتم التحاور في نواة الأعمال الدرامية هذه ضمن الجلسات المغلقة، دون مهاجمة العمل أو الممثلين.

ويخضع هذا الأمر لضوابط النظام الاجتماعي وهو بناء صلب، لا يمكن تغيير مضمونه وملامحه إلا عبر وقت طويل، ولا بد للمجتمع أن يمر بالعديد من التحولات، حتى يتغير لون من ألوان النظام السائد.

لذا من الطبيعي أن نجد هذا الهجوم الرهيب، على فيلم "أصحاب ولا أعز" ومن قبله بفترة، مسلسل "روابي" الأردني، فتعمل الهجمة الاجتماعية كحائط صد، ضد منتجي وممثلي العمل.

لكن هذا الانتفاخ الجماهيري، كما يبدو، صار أكثر نعومة من الماضي، إذ يقتصر على منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالما أن البالون امتلأ فقد يكون شارف على الانفجار، وبالتالي تنتهي الأزمة.

عولمة

وكانت عملية الفصل بين ما يقدمه المنتج الغربي وما يقدمه العربي واضحة، من حيث شاشات العرض، والمحتوى، والإمكانات المادية.

حتى إن حيثيات العرض للعمل الفني الغربي كانت تخضع للرقابة من الدول العربية، فلا يتم عرض أي فيلم دون الموافقة عليه من الجهات الرسمية.

لكن الآن، وفي ظل وجود نتفليكس، لم تعد للرقابة أي سلطة على المادة الدرامية، ولا يمكنها أن تتدخل في محتواها، لأن الأفلام والمسلسلات تعرض عبر المنصة التي يشاهدها مئتا مليون شخص، وبإمكان أي منهم المرور للمنصة باشتراك أو دونه، فالمنصات المقرصنة تعرض الفيلم أيضا، وبالتالي أصبحت عملية تناقل المحتوى سهلة للغاية.

تجارب جديدة

مع ظهور نتفليكس كمنصة جامعة للأعمال الفنية في العالم، ومنتجة لها كذلك، منذ عام 2007، صار توغلها في الفن العربي مسألة وقت، وبالفعل في كانون الأول/ ديسمبر 2019، تعاقدت المنصة الترفيهية على تقديم مسلسل للدمية الشهيرة "أبلة فاهيتا"؛ لعرضه، وترجمته لـ19 لغة.

وبعد اتفاق مع نتفليكس المختصة بخدمة البث الترفيهي، في أيار/ مايو 2019، وقعت الممثلة هند صبري عقدا مع نتفليكس لبطولة مسلسلها الجديد حول المرأة المصرية والعربية، بجانب مشاركتها كمنتجة ومنفذة للعمل وتقرر تصويره بمصر.

وفي نفس الشهر، أعلنت الشبكة عن أول إنتاج لعمل فني مصري لها مع المنتج محمد حفظي والمخرج عمرو سلامة وبطولة الممثل الكوميدي أحمد أمين، لتحويل سلسلة "ما وراء الطبيعة" للروائي الراحل أحمد خالد توفيق، إلى مسلسل، وتم عرضه في 2021.

وأنتجت نتفليكس مسلسلات عربية، أردنية هي "جن"، و"مدرسة الروابي للبنات" عام 2019، وعرضت على منصتها المسلسلين السوريين "الهيبة"، و"الكاتب".

كما أن الفنان المصري الشهير عمرو دياب يعود للتمثيل بعد اتفاقه مع شركة نتفليكس على بطولة فيلم جديد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com