"فرسان العدالة".. فيلم دنماركي يجسد التناقضات النفسية في قالب من الكوميديا السوداء
"فرسان العدالة".. فيلم دنماركي يجسد التناقضات النفسية في قالب من الكوميديا السوداء"فرسان العدالة".. فيلم دنماركي يجسد التناقضات النفسية في قالب من الكوميديا السوداء

"فرسان العدالة".. فيلم دنماركي يجسد التناقضات النفسية في قالب من الكوميديا السوداء

يصور الفيلم الدنماركي "فرسان العدالة/Riders Of Justic" الصادر مطلع العام الجاري، حالات نفسية متناقضة في قالب من الكوميديا السوداء.

وتروي أحداث العمل قصة الجندي ماركوس العائد إلى منزله عقب وفاة زوجته في حادث قطار مأساوي، ليحاول تدبير شؤون المنزل والاعتناء بابنته ماتيلدا التي تعاني صدمة نفسية إثر فقدان والدتها.

وتسود اللحظات الأولى للفيلم أجواء مفعمة بموسيقى هادئة تتناسب واحتفالات أعياد الميلاد، لتهيئ المتلقي لحالة حالمة كلاسيكية إيقاعها يتسم بالبطء، وندخل بعدها في سلسلة أحداث غير مفهومة وتفاصيل حياة شخصيات غير مألوفة، دون شرح واف عن دور كل منهم.

وينطلق الحدث الرئيس في مشهد متوتر يرافق حركة القطار واهتزازه، إذ يفسح رجل المجال لسيدة للجلوس مكانه، لكنها تلقى مصرعها لدى تعرض القطار لحادث مأساوي.

وتشاء الصدفة أن ينجو الرجل من الموت بعد نهوضه من مقعده، ليغرق في مشاعر لوم الذات وعذاب الضمير، محملا نفسه ذنب وفاة المرأة الغريبة، متسائلا عن سبب ما حدث، وإن كان مجرد صدفة أم حكمة إلهية أم هو القدر.



وتتحول القضية إلى هاجس يؤرق الرجل الذي يقدمه السيناريو على أنه عالم إحصاء رياضي، يجتهد لإثبات فرضية غريبة؛ مفادها بأن ما حصل في قطار الموت لم يكن مجرد صدفة عبثية.

ويبدأ العالِم وأحد أصدقائه برحلة مضنية للبحث عن الحقيقة والتحقق من تسجيلات الكاميرا ومراجعة الأحداث المثيرة للشك أثناء الحادث، ليعصر ذاكرته ويستحضر تصرفات غريبة بدرت من أحد الركاب، إذ ألقى بشطيرته الكاملة وعبوة عصيره المغلقة في الحاوية دون أن يكملهما وغادر القطار مباشرة قبل وقوع الحادث.

ويتجه العبقري إلى الجهات المختصة ليخبرهما عن شكوكه، دون أن تلقى فرضيته أذنا مصغية، إذ يجزم المحققون بأن جميع المؤشرات تؤكد أن الحادث طبيعي.

واعتمد الفيلم على اللمحات السينمائية والانتقال الرشيق من مشهد إلى آخر، مستندا إلى البطولة الجماعية، ليظهر لاعب آخر وهو زوج الضحية ماركوس العائد إلى بلدته بعد تلقيه نبأ الكارثة، ليصبح مسؤولا عن إعادة ترتيب حياة عائلته وترميم علاقته المتشنجة مع ابنته المراهقة ماتيلدا.

ويتصدى ماركوس لإلحاح الأطباء النفسيين الراغبين بإخضاعه وابنته لعلاج ما بعد الصدمة، ولكنه يرفض بشدة مقدما شخصية متكبرة لا تعترف باحتياج المساعدة من أحد.



وينقلنا المخرج إلى البحث المضني لعالِم الإحصاء عن مسببات الحادث، إذ يستعين بأحد القراصنة الإلكترونيين، لفك شيفرات الوجوه والتوصل إلى بيانات ومعلومات سرية، من خلال اختراق المواقع ومراقبة المراسلات.

ويصل الخبير الإلكتروني إلى بيانات توحي بأن الحادث مفتعل، وأن المتسبب بالحادث فرد من جمعية إجرامية سرية؛ تطلق على نفسها لقب "فرسان العدالة"، وتتوالى الأحداث ليمتزج التشويق مع الكوميديا السوداء، ويقدم المخرج عملا متقنا يشد المتلقي، ويدخل في عمق النفس البشرية وما يعتريها من شرور قد تذهب بحياة الأبرياء.

ودعم المخرج حبكة العمل بألوان خافتة ومظلمة وموسيقى تُجاري الأحداث بالتسارع مع الانتقال بين المشاهد بأسلوب فني لافت.

والفيلم من إخراج أندرس توماس جينسن، وسيناريو نيكولاي آرسيل، وبطولة مادسميكلسن، ونيكولاج ليكاس، وأندريا هيك جاديبرج، ولارسبريجمان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com