فيلم "Little fish".. الحب في زمن النسيان
فيلم "Little fish".. الحب في زمن النسيانفيلم "Little fish".. الحب في زمن النسيان

فيلم "Little fish".. الحب في زمن النسيان

تدور أحداث الفيلم الأمريكي "Little fish/ السمكة الصغيرة" الصادر مطلع شهر فبراير/شباط الجاري، حول وباء فريد غرائبي يغزو الكرة الأرضية ويسبب فقدان الذاكرة وتآكلها، ليتعرض سكان الأرض لأكبر تحد في التاريخ.

يروي لنا الفيلم معاناة وتحديات زوجين شابين متورطين في الحب، ومع ظهور الوباء نكتشف أن العلاقات العاطفية ستبقى خاضعة للتهديد؛ فالجميع معرض لأن تتلاشى من ذاكرته؛ قصة حبه العظيمة، مغامراته وتحدياته.



ويبرز في العمل خط الخيال العلمي متداخلا مع خط رومانسي حالم، ويصور في جانب آخر الصراع مع الذاكرة، وخيبات استعادتها، ليتبنى الأبطال خيار المواجهة والتحدي والاحتماء بخوذة الحب، على الرغم من سقوط الجميع في قاع النسيان واحدا تلو الآخر.

يفتتح المخرج أول مشاهد الفيلم بأسلوب الخطف خلفا، لتبث البطلة إيما، حزنها الشديد يوم لقائها بحبيبها جود، وتدعم الطبيعة الخلابة شاعرية اللقاء الأول، فضلا عن الحضور الحميمي لكلب جود اللطيف، ما يكشف عن تقارب لافت، تجسد في ميلهما المشترك للتعاطف مع الحيوانات.



وسرعان ما تتطور الصداقة بينهما، ويبرز التناغم والانسجام، فيتزوجان بعد فترة قصيرة من تعارفهما، ما يساهم في نسيان إيما لعلاقتها السابقة الفاترة مع شاب لا تبادله العاطفة.

ويتعرض صديقهما بن الموسيقي لإصابة بالفيروس الغريب، ويبدأ بنسيان مقطوعاته الموسيقية، لتتحول إصابته إلى مأساة على المستوى الشخصي، فيرى المُشاهد نفسه متورطا في التعاطف مع الأبطال.



ومع تتالي الإصابات وكثرتها تتلاشى حيوات كاملة أمام الحبيبين، وتزداد مخاوفهما من التعرض لما يدور حولهما، والإصابة بوباء يمحو تفاصيل الذاكرة ليغدو الفرد شبيها بطفل مع ذاكرة فارغة كصفحة بيضاء.

وعلى الرغم من هول الفاجعة، إلا أن الوباء يشكل فرصة للتحرر من التعلق البشري الزائف، ودعوة لتقديس الحاضر وعيش تفاصيله وكأننا في لحظتنا الأخيرة، دون ندم على ماضٍ أو خوف من مستقبل مجهول.



ويدعم ذلك مشهد دخول الزوجين إلى متجر حيوانات ليجري بينهما حديث طريف حول السمكة، بأنها تعيش حياة مثالية تثير حسد جود، فهي لا تملك أدنى فكرة عما يحدث في العالم الخارجي، ولا تأبه بأمراض مزمنة أو بأوبئة، وعلى الرغم من ذاكرتها القصيرة تتمتع في حياتها داخل المياه وتسبح دون خوف أو تفكير في المستقبل.

ونجح المخرج في وضع المُشاهد داخل إطار من الخوف والتوتر والقلق وكأنه يعايش الكارثة البشرية مع طاقم الفيلم، ونلمح ذلك في مشاهد تصدي الزوجين للوباء وسعيهما إلى توثيق جميع اللحظات.



وعلى الرغم من التغيرات الجذرية في حياة الناس بعد انتشار الوباء، ظلت بعض الشخصيات ثابتة دون أن يرمي بها الوباء إلى بعد آخر، وتتفاقم إصابة جود وتتآكل ذاكرته تدريجيا، لتقف إيما موقف الداعم، محاولة تحفيز ذاكرته، وتذكيره بأدق التفاصيل.

ونجح العمل بإيصال أحاسيس المسؤولية المترتبة على عاتق الجميع من خلال معايشتهم لمعاناة وأحزان مشتركة، ما يخفف من وطأة التساؤل والغموض والخوف، فالوباء لا يعرف منصبا أو طبقة اجتماعية.



وحظي العمل برواج لافت على وسائل التواصل الاجتماعي وحاز استحسان بعض النقاد، ولم تكن تفاصيله غريبة عن الجمهور، مع ما نعانيه من انتشار لجائحة كوفيد-19.

وكان من المتوقع رؤية الأقنعة في الأماكن العامة والاختناق في المستشفيات وحظر السفر وانتشار أجواء الرعب العام، فضلا عن استنفار وسائل الإعلام، وبطريقة أو بأُخرى؛ السيناريو مقتبس من واقعنا الحالي.

وفيلم "سمكة صغيرة" من إخراج تشاء هارتيجان، وسيناريو ماتسون توملين، وشارك في بطولته جاك أوكونيل، وأوليفيا كوك، وراؤول كاستيلو، وألف موسيقاه التصويرية كيجان ديويت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com