"Malcolm & Marie".. فيلم رومانسي بقالب كلاسيكي عن الامتنان والخذلان
"Malcolm & Marie".. فيلم رومانسي بقالب كلاسيكي عن الامتنان والخذلان"Malcolm & Marie".. فيلم رومانسي بقالب كلاسيكي عن الامتنان والخذلان

"Malcolm & Marie".. فيلم رومانسي بقالب كلاسيكي عن الامتنان والخذلان

يقدم الفيلم الأمريكي "Malcolm & Marie" الصادر مطلع فبراير/ شباط 2021، نموذجا رومانسيا بقالب كلاسيكي يعيدنا إلى بدايات السينما مطلع القرن العشرين بألوانه المقتصرة على الأبيض والأسود.

وتدور أحداث العمل في إطار عاطفي حميمي، حول قصة حب مثيرة للجدل بين المخرج السينمائي مالكوم الذي يلعب دوره الممثل جون ديفيد واشنطن، ومحبوبته ماري التي لعبت دورها الممثلة زيندايا، وما يواجهان من تحديات وعقبات قد تزعزع سلام علاقتهما.

ويبدأ الفيلم بعودة الحبيبين إلى منزلهما، عقب حضورهما للعرض الأول الناجح لفيلم مالكوم الجديد، إذ يعيش مالكوم نشوة النجاح بجميع تفاصيلها، مبتهجا بانتصاره المهني، فنراه يرقص ويقفز ويغني ويحتسي الشراب ويضحك، محاولا مشاركة سعادته مع ماري، ولكنها على عكس توقعاته لا تتفاعل وارتسمت عليها ملامح الاستياء.

ويدخل الحبيبان في موجة جدال ليكشفا حقائق مؤلمة توثر على مسار العلاقة وتزرع بينهما تخبطا وصراعا يدفعهما إلى إعادة النظر في مستقبلهما المشترك.

وعلى الرغم من أن مالكوم رجل كثير الكلام إلا أنه وقع في مطب عاطفي، إذ نسي تقديم الشكر لماري خلال خطابه، ما أثار حفيظتها وخاب أملها من تقديمه الشكر للجميع باستثنائها، وهي من وقفت إلى جانبه ودعمته في مسيرته المهنية.



ونلحظ في العمل اضطراب مالكوم وتقلب شخصيته متحولا من إنسان عطوف محب إلى شخص غضوب نرجسي، كاشفا عن شخصية خفية جديدة لم تألفها ماري.

وأعطى المخرج للفيلم أبعادا نفسية، شارحا اختلافات جوهرية في طريقة تفكير الرجل والأنثى، فانهماك مالكوم في تناول المعكرونة وكأن شيئا لم يحدث، كان كفيلا بأن يخدش قلب ماري ويستنفد صبرها ويشعرها بقلة الاهتمام والتقدير، فتصرخ في وجهه: "أنت تراعي مشاعر الجميع ونزواتهم باستثنائي. جميعهم يحظون باحترامك أكثر مني".

وهنا تنكشف لنا تدريجيا أحاسيس ماري المكبوتة، وأفعال مالكوم المسيئة، في ظل نكرانه لسرقة سيرة حياة ماري واستخدامها في إنتاج فيلمه.

وترتفع نسبة التوتر حين يحتد الشجار وتطغى مشاعر اللوم والغضب والمكاشفة، في عرض صادم مشبع بالضعف والألم والمعاناة والتراكمات، على وقع غناء جيمس براون وديون وارويك في الخلفية.

والجدير بالذكر أن المخرج وكاتب السيناريو سام لافينسون، نجح في البداية بكسب تعاطف المشاهد مع ماري، ولكن حين بدأ مالكوم بالدفاع عن نفسه وتبرير موقفه، كشف جانبا آخر من الحقائق، وأظهر ما لديه من قصص تثقل روحه، لتميل كفة التعاطف إليه.

وعلى مدى ساعة و40 دقيقة من العمل، نستشف أن ما يجري ليس مجرد سجال بين شريكين اختلفا، بل هو أعمق من ذلك، لندخل في خلفيات البطلين النفسية.



انتقادات

وأثار العمل جملة انتقادات، إذ اعتبره نقاد ومشاهدون مخيبا للآمال، إذ لم يرقَ لمستوى الترويج الضخم الذي حظي به.

ومن أبرز الانتقادات التي طالته، ثغرات السيناريو المفتقِر لمداعبة خيال المُشاهد، إذ طغى عليه الخط الواقعي والتحليل النفسي، ورأى آخرون أن العمل لم يوفق من ناحية التصوير والإضاءة.

وصُوِّرت المشاهد في موقع واحد فقط، ليجسد رؤية المخرج الرامية إلى التركيز على البطلين فقط، وتاريخ علاقتهما وطبيعة الخلاف وما تخلله من شغف مفرط.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com