فيلم الإنميشن "Soul" ورحلة البحث عن معنى
فيلم الإنميشن "Soul" ورحلة البحث عن معنىفيلم الإنميشن "Soul" ورحلة البحث عن معنى

فيلم الإنميشن "Soul" ورحلة البحث عن معنى

يسعى فيلم الإنميشن "Soul"؛ أحدث أفلام شركة بيكسر، إلى تحفيز التفكير، مقدما رؤية إبداعية تكسر نمطية الشكل في أفلام الرسوم المتحركة من خلال تقديم بطل أمريكي من أصول إفريقية للمرة الأولى.

تدور أحداث الفيلم حول مسيرة "جو جاردنر" الموسيقي الأربعيني، وما يشوب حياته من رتابة أبعدته عن شغفه وطموحه.

ويسعى جو إلى كسر حياته الروتينية القائمة على تدريس الموسيقى في مدرسة ابتدائية لتلاميذ يفتقرون للموهبة، باحثا عن فرصة تضعه في المسار الصحيح كعازف جاز محترف، وسط ضغوطات معيشية يومية تسهم في تشتته وعرقلة أحلامه.



وبصدفة سعيدة، يحصل جو على فرصته المنشودة بعد تجربة أداء يثبت فيها جدارته، ليحصل على وعد بالعزف مع إحدى أبرز فرق الجاز في مدينته.



ويخرج الفيلم عن خطه الواقعي عقب ترديده لعبارة مفصلية؛ يقول فيها: "سأموت سعيدا إذا تمكنت من العزف مع دورثياويليامز"، ليسقط بعدها في غيبوبة تنقله إلى عالم الأرواح.

ويبدأ جو بكفاحه المستميت للعودة إلى جسده وتحقيق ما يصبو إليه على الأرض، لندخل في تفاصيل كوميدية تجسد تجربة روحانية في الماورائيات، ليمرر الفيلم معلومات عن الزمكان والأبعاد والتداخل الخيالي للعوالم.

التحول الثاني في العمل، يبدأ بلقاء جو بالروح "22" الساخرة واللامبالية والرافضة للإرشاد والتعلم، على الرغم من تلمذتها على يد أعظم العلماء والفلاسفة في تاريخ البشرية.



ويبرز في الفيلم السؤال الوجودي عن معنى الحياة، وهل الحياة هبة شفافة أم جحيم مقيم؟ كل ذلك من خلال عرض تطرف الروح "22" وعبثيتها المفرطة. فهل ينجح جو في تغيير طريقة تفكيرها، ويصل إلى أهدافه الطموحة؟

وصول جو إلى بعد غيبي وخسارته لتفاصيل كان يراها مملة، يدفعه إلى إعادة تقييم حياته، وترتيب أولوياته، لتكمن رسالة الفيلم في تحري الجمال في ثنايا حياتنا التي غفلنا عنها على الرغم من نقائها الخالص، في زحمة جرينا الحثيث وراء الماديات، في العالم الاستهلاكي المعاصر.



والفيلم غني بالإسقاطات عن الحياة وأهدافها ومعانيها، ما يذكرنا بتساؤل ليو تولستوي الوجودي "ما المغزى من الحياة؟ "وهل يكمن المعنى في الإنجاز، وإذا حقق الفرد ما يصبو إليه ولم يصل إلى الرضى؛ فهل يستحق العيش؟

وسجل الفيلم سابقة في تاريخ الشركة من خلال الابتعاد عن ترسيخ حكايات ومعايير الضواحي البيضاء للطبقة الوسطى، والالتفات إلى شريحة أخرى من المجتمع الأمريكي.

وركز الفيلم على السياق الثقافي مقدما موسيقى الجاز كإحدى أبرز مساهمات الأمريكيين من أصول إفريقية في الثقافة الفنية عالميا.

العمل من إخراج وتأليف بيتي دوكتر ومايك جونز، وشارك في أداء أصوات الشخصيات جيمي فوكس، وتينا فاي، وكويست لف، ودافيد ديجز، وفيليشيا رشاد، وجون راتزنبرجر، وآنجيلاباسيت، وريتشيل هاوس، وأليس براغا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com