في فيلم "قوة الطبيعة".. الفن ومعالجة أزمات الحياة
في فيلم "قوة الطبيعة".. الفن ومعالجة أزمات الحياةفي فيلم "قوة الطبيعة".. الفن ومعالجة أزمات الحياة

في فيلم "قوة الطبيعة".. الفن ومعالجة أزمات الحياة

يشتغل المخرج الأمريكي مايكل بوليش على إظهار مآسي الحياة، وتسليط الضوء على  ما يدور  على هامش الكوارث الكونية في فيلم "قوة الطبيعة"، المنتج عام2020.

وتتشكل أحداث الفيلم، بسيناريو لمواطنه كوري ميلر، من منطلق متكرر لأحداث الحياة، بما تتسلح به الطبيعة من أدوات مضادة للإنسان. فيكون سكان ولاية بورتريكو على موعد مع إعصار هائل، يهدد حياة الإنسان والحيوان والنبات، في كافة أنحاء البلاد.

تزحف الرياح تجاه المنازل، وفي حالة جنونية تتساقط الأمطار على البيوت، ما يثير الرعب في نفوس المواطنين، ويدفع نظام الحكم في بورتريكو إلى إخلال مناطق ساحلية من السكان، وإجبار الناس على مغادرة بيوتهم إلى أماكن أكثر أمانا.

خطر من نوع مغاير

وتكون مهمة الشرطي كارديلو" إيميلي هاريش" تنفيذ هذه الأوامر، بمعاونة الشرطية جيس"ستيفاني كايو".

وتبدأ ثورة الأحداث حينما  يعجز كلا الشرطيين عن إقناع العديد من السكان من إخلاء بناية في منطقة ساحلية، ويؤدي الرفض المتكرر من ضابط أمن متقاعد، ونازح ألماني، له جذور نازية، وشاب عملاق من ذوي بشرة سمراء.

وبينما يقوم الشرطيان بمهمة الإقناع يتعرض المبنى لمهاجمة جون"ديفيد زياس" الذي يقود مجموعة من المنفلتين، بهدف سرقة لوحة فنية يمتلكها النازح الألماني، رسمها الفنان العالمي فان كوخ، وأطلق عليها اسم "زهور بوبي"، وتقدر قيمتها ب 55 مليون دولار.

وفي الوقت الذي يشتد فيه الإعصار، بتقديرات ترشح وصول سرعة الرياح إلى 160، وانهيارات طينية، يصارع الشرطيان والسكان القلائل خطرا من نوع مغاير مع أولئك المهاجمين.



قطع ليجو

وعلى طريقة تجميع قطع الليجو، يبذر بوليش نقاط التأثير في فيلمه على مساحة واسعة من عرضه للفيلم، وكان السؤال المعلق، حول سبب إدخاله لحيوان متوحش يعيش مع الشاب الأسمر في غرفة مغلقة، انكشف أمره بعدما قام بشراء 100كيلو من اللحوم، متسببا بأزمة في المول التجاري الخاص بالمدينة.

وقام صاحب هذا الحيوان بتدريبه على مهاجمة أفراد الشرطة، بسبب تعرضه لمواقف مضايقة منهم في مرات عديدة، دون أي سبب واضح.

قتل الديوك

وتكون الإجابة عن سبب حجز هذا الحيوان في غرفته، في نهاية الأحداث، قطعة الليجو الأخيرة التي أكملت الشكل الفني الذي سعى إليه بوليش، بأن ينال جون السارق اللوحات التي يريد، ومن خلال مراوغة قام بها الشرطيان.

فبينما استعد هو لمغادرة البناية بسرقته، وقد ارتدى زي الشرطي كارديلو للتواري، يقنعانه بأن لوحة أخرى تتواجد في غرفة مغلقة في المبنى "غرفة الحيوان" وتكون النهاية، التخلص من المهاجمين بالتهام وحشي من الحيوان للعصابة، وكأنما يلمح إلى أنه: هكذا تُقتل الديوك.

مع نهاية الأحداث الدموية داخل المبنى، تكون نجاة الشاب الأسمر والشرطيين، والنازح الألماني، بينما تسبب الصراع في مقتل الشرطي المتقاعد ديلون "ميل جيبسون" الذي وضعت صورته على غلاف الفيلم، لجلب المشاهدات بشكل أكبر، لما يمتلكه من إرث فني مسبق كان أشهرها "Boss level".

طريقة وداع ذكية

أما  ابنته الطبيبة  فكانت دائما في صراع فكري مع والدها، حتى في أمر إخلاء المنزل.

وقد أظهرت أداءً بارعا في العديد من المشاهد أثناء العرض. وعلى الرغم من قلة ظهورها مقارنة بستيفاني كايو، إلا أنها تعتبر أكثر تأثيرا.

وأكد المخرج أهمية دورها في مشهد موت أبيها وطريقة الوداع الذكية، وكذلك في ظهورها في المشهد الأخير كمعالجة للشاب الأسمر، وعشيقة للشرطي الناجح في المهمة، هذه المرة.



هكذا نحب بورتريكو

ويربط بوليش الأحداث بفكرة العتمة والليل، كطريقة معتادة لتنفيذ السرقات. الزمن الذي غالبا ما يكون شريكا مدعما للجناة. كما وتتكلل غالبية الأحداث أيضا ضمن نطاق مكان واحد ألا وهو طوابق البناية الخمس.

وتظهر الكاميرا بين المشاهد المناظر الطبيعة داخل بورتركو، ومعالم البلاد السياحية، في أمر قد يربط ما قبل والحاضر، كأنه يقول: على هذا الوضع نحب بورتريكو، لا وقت الإعصار.

كان باستطاعة بوليش أن يثر حافز التشويق أكثرةبين الأحداث، بتنوع أكثر في إخفاء أسرار الفيلم، وعلى الرغم من ذلك، فقد  نجح في إبقاء خيط وهمي بين الحدث والمُشاهد، ألا وهو معرفة مصير المحتجزين.

كشافات

وسعى المخرج الأمريكي إلى تغليب الألوان المعتمة في التصوير، وتسليط كشافات ضوئية على وجوه الممثلين، هذا البعد اللوني يزيد من تركيز العين نحو الممثل، كعنصر رئيس داخل الكادر السينمائي.

و"قوة الطبيعة" اسم مرتبط بالأحداث إلا أنه لم يكن هو العنوان الأمثل للفيلم، فتركيز الأحداث كان حول عملية السرقة، وقيمة أعمال كوخ، وكذلك معاناة الشاب الأسمر مع الأمن، ومعالجة مضادة من أفراد المجتمع لعزلته مع الحيوان.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com