مهرجان برلين السينمائي.. السياسة تهيمن داخل صالات العرض وخارجها
مهرجان برلين السينمائي.. السياسة تهيمن داخل صالات العرض وخارجهامهرجان برلين السينمائي.. السياسة تهيمن داخل صالات العرض وخارجها

مهرجان برلين السينمائي.. السياسة تهيمن داخل صالات العرض وخارجها

تطغى القضايا السياسية المستجدة والملحة في العالم على برمجة الدورة 70 لمهرجان برلين السينمائي الذي افتتح الخميس، بعد ساعات من واقعة ذات بعد عنصري ذهب ضحيتها عشرة أشخاص في مدينة قرب فرانكفورت، لتهيمن السياسة على صالات العرض وخارجها في أحد أهم المحافل السينمائية على مستوى العالم.

وانهمك منظمو المهرجان وضيوفه بأصداء الحادثة التي تورط فيها أحد الألمان من اليمين المتطرف الذي يكن عداء للأجانب والمهاجرين، لتكون الحادثة ضيفا ثقيلا على مهرجان سعى منذ إنشائه في العام 1951 في أعقاب سقوط النازية، إثر الحرب العالمية الثانية، وسعي ألمانيا إلى التخلص من تبعات حقبة مظلمة كانت "البرليناله" أحد أدواتها.

واضطر الحضور إلى الوقوف، على غير العادة، دقيقة صمت تكريما لضحايا الحادثة العنصرية، قبل بدء البرنامج الرسمي بفيلم الافتتاح "ماي سالينجر يير" وهو من بطولة سيغورني ويفر ومارغريت كوالي وإخراج الكندي فيليب فالاردو، والذي يتناول الطموحات الأدبية لشابة تعمل لحساب الوكيل الأدبي الشهير ج. د. سالينجر.

وعلى عكس السمة المميزة للمهرجانات السينمائية التي تصدر، عادة، بيانات ذات طابع فني بحت، فإن منظمي البرليناله اضطروا، كذلك، إلى إصدار بيان مقتضب للإعراب عما وصفه بـ "الحزن الكبير" على ضحايا الاعتداء العنصري، مؤكدا التزامه بمحاربة العنف وكره الأجانب.

ويعرض خلال النسخة السبعين من مهرجان برلين نحو 340 رواية طويلة وقصيرة وفيلما تسجيليا من مختلف دول العالم، وفي التظاهرات المتنوعة للمهرجان، فيما سيعرض ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل 18 فيلما للمنافسة على جائزة الدب الذهبي، المنتظر أن تقدمها لجنة التحكيم برئاسة الممثل البريطاني جيريمي أيرنز في نهاية الشهر الجاري، فيما تستمر عروض المهرجان إلى مطلع الشهر المقبل.

وخاضت رئاسة المهرجان الجديدة التي تسلمها الثنائي الإيطالي كارلو شاتريان المدير السابق لمهرجان لوكارنو، والهولندية مارييت ريسنبيك، خلفا للألماني ديتر كوسليك الذي أدار المهرجان 18 عاما، ملفا سياسيا، إذ واجها منذ البداية معلومات مسرّبة أخيرا عن الماضي النازي للمدير السابق للمهرجان ألفرد باور، ما أرغم إدارة المهرجان على سحب اسم الأخير من إحدى المكافآت الرئيسية في الحدث ليصبح عنوانها "جائزة الدب الفضي".

ووصفت المديرة الجديدة مارييت ريسنبيك برنامج هذه الدورة من المهرجان بأنه استكشاف لمواضيع فنية وسياسية، في عودة للجذور بالنسبة لمهرجان جرى تدشينه في مدينة مقسمة على جبهات الحرب الباردة، في إشارة إلى الجدار، الرمز الذي كان يفصل بين المعسكرين الغربي بقيادة واشنطن والشرقي بقيادة موسكو.

ولعل نظرة سريعة على أفلام وعروض المسابقة الرسمية، تكشف هذا الطابع السياسي لأفلام المهرجان، فمن إيران يعرض فيلم "لا وجود للشر" للمخرج محمد رسولوف الذي يتناول عقوبة الإعدام في ظل نظام ديكتاتوري في إيران، ولن يتمكن المخرج من الحضور إلى برلين، بسبب سجنه العام الماضي في إيران بتهم الدعاية المناهضة للحكومة، ومنعه من المغادرة.

وضمن المسابقة الرسمية سيعرض، كذلك، فيلم "نامبرز" للمخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف الذي سجن لخمس سنوات في روسيا، ويستوحي فيلمه من أجواء تجربة السجن هذه، كما يعرض الفيلم البرازيلي"كل الموتى"، وهو يتناول قضية العبودية، وصولا إلى شريط وثائقي بعنوان "إيرادييتد" من إخراج ريثي بان الذي يكرس أعماله لمجازر الإبادة الكمبودية.

ويعرض ضمن فعاليات المهرجان فيلم "برلين ألكسندربلاتس" للمخرج الأفغاني برهان قرباني، وهو معالجة جديدة لرواية ألمانية كلاسيكية نشرت عام 1929 عن النبذ الاجتماعي، سيكون لاجئ من غرب أفريقيا بطلها هذه المرة.

وأوضح مدير المهرجان كارلو شاتريان أن "سيطرة الأجواء القاتمة عائدة ربما إلى أن الأفلام التي اخترناها تميل إلى النظر إلى الواقع من دون أي أوهام، ليس لإثارة الخوف بل لأنها تريد أن تفتح عيوننا".

وما يزيد من البعد السياسي للبرليناله هو حضور هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وزوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، وهي ستكون محور فيلم وثائقي يعرض خلال المهرجان، إضافة إلى كيت بلانشيت إحدى شخصيات حركة "تايمز آب" التي تشكلت في سياق موجة "مي تو" للدفاع عن النساء في أوساط السينما والفن.

وتشمل قائمة المدعوين للمهرجان هذا العام، كذلك، خافيير بارديم وإيل فانينغ وسلمى حايك أبطال فيلم "ذي رودز نوت تايكن"، وسيكرم المهرجان أيضا الممثلة البريطانية هيلين ميرن بمنحها جائزة فخرية.

وتهدف النسخة الجديدة إلى "إفساح المجال أمام التنوع" من خلال تقديم أفلام كثيرة من توقيع نساء، إذ يعرض مهرجان برلين هذا العام ستة أفلام أخرجتها أو شاركت في إنجازها نساء، ضمن المسابقة الرسمية، أما نسبة المخرجات النساء اللواتي أخرجن الأفلام التي ستعرض خلال جميع تظاهرات المهرجان فتبلغ 38 بالمئة، وذلك في محاولة لتخفيف حدة الجدل بشأن ضعف حضور النساء والفنانين السود في السينما بعد حفلتي توزيع جوائز بافتا البريطانية والأوسكار.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com