"المايسترو".. مسلسل "يعرّي" الانتهاكات ضدّ الأطفال في سجون تونس
"المايسترو".. مسلسل "يعرّي" الانتهاكات ضدّ الأطفال في سجون تونس"المايسترو".. مسلسل "يعرّي" الانتهاكات ضدّ الأطفال في سجون تونس

"المايسترو".. مسلسل "يعرّي" الانتهاكات ضدّ الأطفال في سجون تونس

أثار مسلسل "المايسترو"، الذي "يعرّي" الأوضاع المأسوية التي يعيشها الأطفال الجانحون (الخارجون عن القانون)، داخل سجون تونس، غضب واستياء السلطات الأمنية في البلاد.

 ونجح المسلسل الذي يجمع بين الدراما والموسيقى- بحسب متابعين- في تسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال داخل السجون، إضافة إلى تطرقه إلى الأوضاع داخل السجون التونسية التي تواجه منذ سنوات اتهامات بسوء الإدارة وعدم احترام القانون والذات البشرية، ما أثار استياء الإدارة العامة للسجون والإصلاح، التي اتهمت مخرج المسلسل بتزوير الحقيقة.

اتهامات و استياء

وقال سفيان مزيغش الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح، إن مسلسل "المايسترو" لا يعكس الواقع في مركز إصلاح الأطفال الخارجين عن القانون، مؤكدًا أن المسلسل أساء لصورة "السجون"  في تونس .

وأضاف سفيان مزيغش، في تصريح لـ"إرم نيوز" أن الإدارة العامة للسجون والإصلاح تعمل على توفير ظروف طيبة للأطفال المسجونين، مشيرًا إلى أن نوادي الموسيقى متوفرة بسجون الأطفال بتونس منذ سنوات طويلة، وفق تعبيره.

قصص حقيقية

في المقابل، اعتبر المخرج التونسي الأسعد الوسلاتي، في تصريح خاص لـ"إرم  نيوز"، أن المسلسل، هو عمل روائي وليس وثائقيًا، مؤكدًا أنه مستوحى من تجربة واقعية عاشها الموسيقي رياض الفهري بين سنة 1993 و 1999.

وأضاف الوسلاتي، أنه تمت كتابة المسلسل انطلاقًا من هذه التجربة بالإضافة إلى مقابلات متتالية مع أكثر من 150 طفلً ا ممن عايشوا تجربة السجون، وقدموا شهادات حية على تجاربهم الشخصية.

وأكد مخرج "المايسترو"، أن المسلسل نقد لمنظومة السجون، والمجتمع والعائلة وغايته ليست توجيه الاتهامات، وإنما التغيير وخلق حوار مجتمعي لإصلاح الأوضاع داخل سجون تونس، وفق قوله.

 واعتبر الوسلاتي، أن المسلسل يقدّم صورة إيجابية عن الأطفال الخارجين عن القانون باعتبارهم ضحية المجتمع والعائلة.

و بحسب الوسلاتي، فإنّ التجاوزات التي وثقها مسلسل "المايسترو" ضدّ الأطفال المتواجدين داخل السجون، سبق وأن أكدتها الهيئة التونسية للوقاية من التعذيب في تقريرها السنوي، الذي مثل صدمة لكل من اطلع على محتواه.

وكشفت الهيئة التونسية للوقاية من التعذيب، في تقرير لهان نشر مؤخّرًا، عن غياب شروط النظافة وحفظ الصحة في غرف النوم و المراحيض، إضافة إلى تعرض الأطفال المسجونين، إلى معاملات قاسية ومهينة، مثل الضرب والشتم والحرق بالسجائر وتعرية كاملة للأجساد، بهدف انتزاع اعترافات.

كما جاء في التقرير، أن ظروف إقامة الأطفال في مقرات "الإصلاح والسجون" سيّئة، إذ لا يوجد بها تأهيل نفسي، وأن الأطفال يواجهون مضايقات عند القيام بالشعائر الدينية، أما الأكل فهو رديء حيث يعثر الأطفال في طعامهم على ديدان.

والمسلسل الذي أثار جدلًا واسعًا، هو من إخراج الأسعد الوسلاتي، ويشارك في بطولته كل من فتحي الهداوي ودرة زروق وأحمد الحفيان وغانم الزرلي ونور قمر، إضافة إلى مشاركة عدد من الوجوه الشابة.

وتدور أحداث المسلسل حول مشاكل الأطفال الخارجين عن القانون، حيث يصور المخرج التونسي الأسعد الوسلاتي معاناة وأحلام هؤلاء الأطفال الذين وقعوا ضحية المجتمع وتقصير السلطات المعنية.

وبينما يغرق هؤلاء الأطفال في الظلم والاستبداد داخل سجنهم الضيق يحاول مدرس الموسيقى "حاتم" بمساعدة أخصائية نفسية تدعى "رقية"، مساعدتهم وتغيير حياتهم من خلال تعليمهم الموسيقى والغناء.

وتجسد النجمة التونسية درة زروق، في مسلسل "المايسترو" دور "رقية"، وهى أخصائية نفسية تحاول تأهيل ومساعدة الأطفال المسجونين لتغيير حياتهم نحو الأفضل.

وقالت درة زروق في تصريح إعلامي إن مشاركتها في المسلسل، تمثّل بالنسبة إليها تجربة إنسانية مؤثرة في حياتها، خاصة أن أحداث المسلسل مستوحاة من قصص حقيقيّة لعدد من الأطفال في سجون تونس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com