حزب الله يتنصل من تغريدات لمناصريه أساءت للمخرجة اللبنانية نادين لبكي

قال حزب الله اللبناني، اليوم الثلاثاء، إن "ما صدر من تغريدات وتعليقات بخصوص فيلم المخرجة اللبنانية نادين لبكي لا يُعبّر عن رأي الحزب"، في إشارة إلى فيلم "كفر ناحوم" الذي نال جائزة رفيعة في مهرجان كان السينمائي الأخير، وهو ما فتح الباب أمام هجومٍ قاسٍ شنَّه مناصرو حزب الله ضد المخرجة اللبنانية.

وأفاد ما يُسمّى بـ "العلاقات الإعلامية في حزب الله"، في بيان صدر مساء اليوم، وتناقلته وسائل إعلام لبنانية، أن "ما صدر من تغريدات، وتعليقات، من قبل بعض الإخوة والأخوات بخصوص فيلم المخرجة اللبنانية نادين لبكي، لا يعبّر عن رأي حزب الله، ولم يكن له داعٍ على الإطلاق".

ورغم خلو بيان الحزب من كلمة "اعتذار"، إلا أن النقاد رأوا فيه "تراجعًا" عن موقف مثير للجدل، خاصة بعد ردود الأفعال المدافعة عن الفيلم ومخرجته.

وكان فيلم "كفر ناحوم" لنادين لبكي قد انتزع قبل 3 أيام جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي، وهو ما يعتبر إنجازًا سينمائيًا نادرًا ليس فقط للسينما اللبنانية، بل للسينما العربية في أكبر محفل سينمائي على مستوى العالم.

وبدلاً من الاحتفاء بالمخرجة، التي خرجت بهذا النجاح من مهرجان يتطلع سينمائيو العالم إلى مجرد المشاركة فيه، شنَّ مؤيدو حزب الله هجومًا على لبكي، واعتبروا أنّ "المجد الحقيقي"، هو تدخله العسكري في سوريا.

وقُوبل فوز المخرجة اللبنانية بتصفيق حارٍ لنحو ربع ساعة في القاعة، في مؤشر على القيمة الرفيعة للجائزة، غير أن مناصري حزب الله، الذين لا يدركون سوى لغة السلاح والحرب، بحسب نقاد سينمائيون، سعوا إلى إحباط المخرجة الفائزة.

وهذا الموقف السلبي لمؤيدي الحزب، بدا غريبًا حتى عن الإجماع اللبناني الذي رأى في هذه الجائزة تكريمًا مستحقًا لمُبدعة لبنانية.

وفي حين وصف رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، هذا الفوز بـ"فخر لبنان"، فإن أحد مناصري حزب الله غرد، قائلًا: "بمناسبة الإفراط بالحديث عن الشخصيات التي ترفع رأس لبنان عاليًا لجائزة ما.. يا معشر المثقفين، هذه الصور لشهداء اليوم الأول من معركة القصير 2013. باعتقادي لبنان يكفيه هذا المجد لقرون"، وأرفق التغريدة بالصورة المشار إليها.

من جانبه غرّد النائب عن حزب الله نواف الموسوي، ساخرًا: "بلا لبكي، بلا وجع راس، وقت الجدّ ما فيه غير سلاحك بيحميك".

ودأب حزب الله في أدبياته السياسية على تكريس خطاب القوة، والسلاح، والعسكرة، على حساب قيم الثقافة، والأدب، والفن، والجمال".

يشار إلى أن فيلم "كفر ناحوم" يعالج حكاية إنسانية مؤثرة عبر سرد قصة طفل يعاني من التشرد والإهمال، وهو ما يجبره على رفع قضية ضد من تسبب في معاناته.

ولعب الطفل السوري "زين" الذي شرّدته الحرب من درعا السورية، دور البطولة في الفيلم.

ورجح نقاد سينمائيون أن استياء حزب الله من الفيلم ومخرجته، ربما كان سببه أن هذا الشريط السينمائي الذي يغرد خارج سرب "المقاومة، والشعارات، والخطابات الرنانة"، ويلتفت إلى هموم طفل، مجرد طفل لا قيمة له في حسابات أولئك الذين لا يتقنون شيئًا في الحياة، سوى الحروب.