هل أنصفت السينما العربية القضية الفلسطينية؟
هل أنصفت السينما العربية القضية الفلسطينية؟هل أنصفت السينما العربية القضية الفلسطينية؟

هل أنصفت السينما العربية القضية الفلسطينية؟

على الرغم من أهمية السينما بصفتها أحد أبرز روافد الإبداع، والقوة الناعمة، التي تغيّر الانطباعات والأفكار، دون دمٍ أو عنفٍ، إلا أن العديد من المهتمين، وأبناء المجال السينمائي يرون أنها لم تشارك بحل قضايا مهمة، كالقضية الفلسطينية، التي مازالت قضية العرب المحورية، وواحدة من أبرز الصراعات العالقة في العالم.

تقصير واضح.

يقول الفنان السوري جمال سليمان إن السينما العربية قصَّرت بشكل واضح في خدمة القضية الفلسطينية، مستغربًا من عجز العالم العربي عن تقديم ولو 10 أفلام فقط عن القضية بكل أبعادها.

وفي تصريح لـ"إرم نيوز" قال سليمان:"إذا أردت معرفة مدى إخلاص السينما العربية للقضية الفلسطينية، يجب أن تسأل نفسك، أو أي مشاهد عربي عن أسماء الأفلام التي اقتربت من القضية وتركت تأثيرًا، وأتحداك أن يتذكر المشاهد أسماء 3 أفلام، وبكل أسف هناك تقصير في تناول القضية، و كثيرًا ما أسأل نفسي: هل العالم العربي عاجز، بكل مقوماته وموارده، عن تقديم 10 أفلام عالمية عن القضية بكل أبعادها"؟!.

في حين اعتبر الفنان السوري أن الدراما خدمت القضية بشكل أفضل، إذ قال إن مسلسل "التغريبة الفلسطينية" يساوي 100 فيلم سينمائي، حيث ناقش القضية بشكل صادق، ومباشر، ولذا حقق نجاحًا كبيرًا، وبات محفورًا في وجدان المشاهد العربي".

وأضاف سليمان: "الغرب يدرك قيمة الفن، وفي عالمنا العربي نهدر مليارات على أشياء ساذجة، ونهمل السينما، وقدرتها على التأثير، وإذا أردنا أن نكسب ودَّ الغرب علينا تقديم سينما جادة تدافع عن الإسلام، وعن فلسطين، وتنصف القضية".

الإلحاح مطلوب.

من جانبه يرى الناقد يوسف شريف رزق الله أن "الفن بالفعل قوة مؤثرة، ولكن يجب أن يكون لدى المبدعين  إلحاح في تناول القضية، وتوجد تجارب سينمائية جادة، ومؤثرة، ولكن يجب تكثيف هذه المحاولات لإحداث تأثير، لأن القضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي، صعب، ومعقد، وعمره طويل".

وقال رزق الله، خلال تصريحات لـ"إرم نيوز" إن السينما العربية قدّمت محاولات جادة، مضيفًا: "يضم أرشيف السينما العربية مجموعة من الأفلام المهمة التي دافعت عن القضية، وحاولت إنصافها ومنها فيلم (الجنة الآن) للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، والذي حصل على جائزة الغولدن غلوب، ورُشّح للمنافسة على الأوسكار، وفيلم (عمر) لنفس المخرج، وقدم أيضًا المخرج المصري يسري نصر الله فيلم زمنه 4 ساعات بعنوان (باب الشمس)، والذي يصنف كفيلم أجنبي، وليس مصريًا، لأن جهة الإنتاج أجنبية".

وتابع:"يوجد مخرجون من فلسطين وسوريا، قدموا أعمالاً تستحق الإشادة، والتقدير، مثل: المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، والذي قدم مؤخرًا فيلم (الكتابة على الثلج)، الذي تناول القضية الفلسطينية".

غير متناسب.

بدوره قال إبراهيم أبو ذكري رئيس اتحاد المنتجين العرب، إن ما قدمته السينما العربية من أعمال خاصة بالقضية الفلسطينية لا يتناسب مع حجم القضية.

 وقال، خلال تصريح لـ"إرم نيوز": "لا خلاف على أن القضية الفلسطينية أداة خصبة للأدباء والمبدعين، ولا خلاف أيضًا على أن السينما العربية قدمت أفلامًا مهمة، وجادة حولها، ولكن أرى أن عدد الأفلام لا يتناسب مع قيمة، وخطورة القضية، فخلال السنوات الأخيرة سيطرت على السينما موجة الأفلام التجارية، والتي يهدف أصحابها إلى الربح فقط".

وأضاف: "على المنتجين الجادين العودة إلى الساحة، وتقديم أفلام لها بعد عربي، وتناقش الصراع العربي الإسرائيلي، وتقترب من تفاصيل القضية بشكل قوي ومباشر، وعن نفسى متفائل أن القادم سيكون أفضل، خاصة أن الساحة تضم مخرجين كبارًا، أمثال: هاني أبو أسعد، وشمهراوي، ويسرى، نصر الله، وحاتم علي".

وتابع أبو ذكري:"المشكلة أن الأفلام التي تتناول قضية سياسية، أو أفلامًا وطنية، لا تجذب شباك التذاكر، لذا لا تثير حماس شركات الإنتاج، والأفلام ذات الأبعاد السياسية، والوطنية، تحتاج منتجًا مؤمنًا بالقضية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com