الروائي المصري سعد القرش
الروائي المصري سعد القرش

الروائي سعد القرش: "لا يصح للمؤلف الدفاع عن كتابه لأنه لم يعد يخصه"

يصف الكاتب المصري سعد القرش الرواية بأنها "ديوان حياة البشر العاديين"؛ فالرواية، وفقًا له، "ليست أفكارًا ولا تُعنى بالسياسة، وإنما بالدراما، على أن تكون الشخصيات من لحم ودم، ونابضة بالحياة وتحكي حكايتها".

ويؤكد القرش، في حوار مع "إرم نيوز"، أن "الرواية ليست ملاحم الآلهة ولا البشر الإلهيين. وحين أبدأ لا تكون الأفكار واضحة تمامًا، ولا أخطط لتفكيك تابوهات اجتماعية أو غير اجتماعية، وأترك نفسي لتيار الأحداث، وأتقدم خطوة، ثم أوازيها، أو أتأخر قليلًا لأرصد ما انتهى إليه موقف فاجأني أو قادني إلا ما لا أتوقع".

القارئ العربي مسكين، ما كاد يتجاوز آثار كورونا في تأجيل معارض الكتب، حتى فاجأته كارثة التضخم في أكثر من بلد عربي، مع ارتفاع متوقع لأسعار الورق، أخشى أن يكون اقتناء الكتاب رفاهية.

و"يحق للقارئ أن يقول ما يشاء في العمل الأدبي الذي يصبح ملكا له"، بحسب القرش الذي يؤكد أنه "لا يصح للمؤلف أن يدافع عن كتابه، لأنه لم يعد يخصه. فما بالك بالناقد؟".

ويضيف: "يستطيع الكاتب أن يتحرر من زمانه ومكانه بالكتابة عن بلد لم يزره، كافكا مثلًا كتب رواية «أمريكا». كما يستطيع الكاتب التحرر من زمنه، والذهاب بعيدًا وعميقًا في تاريخ الشعوب وتاريخ الأفراد المؤثرين. فعلها الكاتب الهندي "بيرومبادافام سري دهاران" في رواية أحبها كثيرًا، عنوانها «مثل ترنيمة.. قناع هندي لحياة دستويفسكي». عمل شجيّ يحنو على الروائي الروسي العظيم".

وبحسب الكاتب سعد القرش، "يُفترض أن تكون الرواية رواية أولًا، ثم نبحث عن جمالياتها في التفاصيل الخاصة بالزمن، وبغير الزمن".

وبشأن بناء الأعمال الأدبية على بعضها البعض، يشرح القرش: "أستطيع الإجابة، كقارئ، بأن هناك أعمالًا يمكن أن تكون لها جذور في أعمال أخرى، حتى لو لم يقرأ اللاحق أعمال السابقين. بعضهم ربط بين «الطريق» لنجيب محفوظ و«ساعي البريد يطرق الباب مرتين» لجيمس كين، لمجرد أن كلتيهما رواية طريق، وترتكب فيها جريمة قتل للعجوز زوج المرأة الشابة".

غلاف رواية "أول النهار" للروائي المصري سعد القرش
غلاف رواية "أول النهار" للروائي المصري سعد القرش

ويضيف: "أتذكر أن الدكتور عبد القادر القط في مقدمة ترجمته لمسرحية «هاملت» ذكر أن للمسرحية أصولًا في أساطير إسكندنافية، وأن أول أصل مكتمل يمكن أن يكون مصدرًا لمعظم وقائع المسرحية عند الكاتب الدنماركي ساكسو في القرن الثاني عشر، في كتابه «تاريخ الدنمارك» المنشور في بدايات القرن السادس عشر. ورجح أن يكون شكسبير «قد انتفع في بعض المشاهد» بمصدر آخر عنوانه «قصص تراجيدية» طبع في باريس نهاية القرن السادس عشر. ولكن «هاملت شكسبير» تظل عصا موسى، بغض النظر عن هذا «الانتفاع» أو عدمه".

وبخصوص الرواية التاريخية، يقول: "لديّ حساسية من مصطلح الرواية التاريخية، لأن الرواية بشكل أو بآخر تاريخ أصدق مما يكتبه المؤرخون. الرواية كتابة فنية «في» التاريخ، وليست «عن» التاريخ، حتى لو تناولت اللحظة الآنية، فعندما أقول: أكتب الآن. فأنا أكتب عن ماضٍ، بمجرد نطق الآن".

وبخصوص معارض الكتاب في الدول العربية، وهل هي كافية لمصالحة القارئ العربي مع الكتاب، يقول سعد القرش إن "المعارض ليست كافية، لكنها ضرورة للناشر وللقارئ، وهي فرصة لإتاحة الكتب على نطاق جغرافي أوسع".

أخبار ذات صلة
روايات الكويتي سعود السنعوسي.. آفاق جديدة في الأدب الخليجي

ويستطرد: "الأوْلى أن يصل الكتاب العربي طوال العام إلى مَن يبحث عنه، عبر تخفيف العبء عن الناشرين، بوسائل تبدأ بإعادة النظر في الضرائب على الورق المستورد، والإعانة المستمر للناشرين لتشجيعهم، وألا تدخل الدول كناشر تجاري منافس يتمتع بمزايا سيادية".

ويختم حواره لـ"إرم نيوز" قائلًا: "القارئ العربي مسكين، ما كاد يتجاوز آثار كورونا في تأجيل معارض الكتب، حتى فاجأته كارثة التضخم في أكثر من بلد عربي، ومع ارتفاع متوقع لأسعار الورق أخشى أن يكون اقتناء الكتاب رفاهية".

وسعد القرش روائي بارز أصدر عدة روايات، منها: "حديث الجنود"، و"باب السفينة"، و"وشم وحيد"، و"2067"، و"أول النهار"، التي حلت في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية (الدورة الأولى 2008)، وفازت الرواية نفسها بالمركز الأول لجائزة الطيب صالح (الدورة الأولى 2011)، فيما فازت روايته "ليل أوزير" بجائزة اتحاد كتاب مصر (2009).

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com