زينب علي البحراني: الرواية أكثر كرماً من القصة القصيرة في مساحات الحرية
اختارت الروائية السعودية زينب علي البحراني الغوص في عالم الأدب لاستكشاف ذاتها ونقل واقع وهموم الأنثى العربية.
وأشارت البحراني، في حوارها مع "إرم نيوز"، إلى أنها تحولت من القصة القصيرة إلى عالم الراويات بحثاً عن مساحة تعبير أوسع، حيث إن "الرواية أكثر كرماً من القصة القصيرة في مساحات الحرية التي تقدمها لي"، حسب وصفها.
وفيما أقرت بما يعيشه الخليج من "حراك ثقافي جيد"، إلا أنه مازلت هناك تحديات تواجه الكتابة النسوية.
وهنا نص الحوار مع الكاتبة زينب علي البحراني:

اشتهرتِ بروايات رومانسيَّة مثل "هل تسمح لي أن أحبَّك؟" و"لأنّي أُحبُّها..."؛ لماذا تميلين إلى هذا النوع الأدبي؟
لأنني كنتُ مؤمنة بوجود الحُب على وجه الأرض وقُدرته على التأثير والتغيير وصُنع المستحيل في العالم، كما كانت لي رغبة بالتعبير عن رؤية الأنثى ووجهة نظرها تجاه بعض الشؤون العاطفية التي لا تُطرح على طاولة البوح في عالمنا العربي رغم أنها بعيدة عن الانجذاب الجسدي وما يلفه من تحريم وغموض مبالغ فيه..
الحُب شعور معنوي رقيق؛ ومن المؤسف أن اكتساح البلادة والبلاهة واقع اليوم حوّل هذا الشعور المهم إلى مثار لسخرية ذوي المشاعر المتصحّرة ووسيلة لتندُّرهم!
تراهنين على القارئ البسيط كما كتبتِ في مقدمة رواية "لأنّي أُحبُّها..."، هل هو رهان صائب؟ وما المقصود به؟
أجل؛ أراهن على عاشق القراءة الذي يتعامل مع كل كتاب يقرأه باعتباره أرضاً جديدة يسافر إليها بهدف الاستكشاف والاستجمام والتسلية، وأتجنب القارئ "الناقد المتخصص" أو القارئ الذي "يمتهن الأدب" ويكتبه، لأن معظم هؤلاء – بكل أسف- يتحفزون لمهاجمة المؤلف وتدمير معنوياته إلى درجة دفعه للتفكير بهُجران الكتابة إلى الأبد!
نجم الفن التشكيلي السوري "لؤي كيَّالي" أحرق كل لوحات معرضه الفني الذي كان بعنوان: "في سبيل القضية" عام 1967م كرد فعل ناجم عن إحباطه من الآراء السلبية التي هاجمه بها النقاد..
أُدباء كثيرون وفنانون ومبدعون في مختلف المجالات دمّرهم الهجوم السلبي وقضى على مواهبهم بدل أن يدفعها للأمام، من جهة أخرى القارئ الذي لا ينتمي للمشتغلين بمجال النقد الأكاديمي أو كتابة الأدب هو الصديق الحقيقي الذي نرغب بمراسلته عن طريق الكتاب، إنه هو الذي يُعجب بالمؤلّف ويتحدث عنه ويبحث عن كتابه ويقتنيه ويقرأه بروح متواضعة لم تُدنسها فوقيّة المتخصصين وعُقدهم.
ما الذي دفعكِ وحفَّزكِ للتحول من القصة القصيرة التي شكلت بداياتك إلى عالم الرواية؟
رغبتي في مساحة أوسع من حرية التعبير هي التي دفعتني لذلك، باعتباري أنثى تعيش في العالم العربي ما زلت أعاني من عقدة المشاعر المتراكمة التي تبحث عن أنسب الوسائل للإعلان عن نفسها، والرواية أكثر كرمًا من القصة القصيرة في مساحات الحرية التي تقدمها لي.
ذكرتِ في تصريحات سابقة أنكِ تقليدية إلى حد كبير في كل ما قدمته من نصوص؛ هل يقبل الأدب بقيود؟
"التقليدية" في نصوصي تعني أنني لم أجرب أساليب موغِلة في أدغال الحداثة، لأنني اكتشفت أن مجتمعاتنا العربية ما زالت تفضل تلقّي أسهل الأفكار بأبسط التعابير اللغوية..
وما أن ينعطف الأديب نحو مسالك حداثيّة في شكل النص سرعان ما يتشتت انتباه هذا الكاتب وينصرف اهتمامه عن القراءة، وقد يبصق تعليقًا سلبيًا ضد الكتاب على أحد مواقع الإنترنت مؤديًا لخسارة قرّاء مستقبليين للكتاب ومثيراً لشماتة الحاسدين والأعداء!
كيف تُقيمين الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية؟
الحالة الثقافية جيدة، والحراك الثقافي في الخليج كان وما زال موجودًا دائمًا.
هل تعتقدين أن مواقع التواصل الاجتماعي تخدم الأديب أم تستنزفه؟
"لكُل زمانٍ دولةٌ ورِجالُ"، نحن اليوم نعيش في زمن يمتاز بمُتغيرات حديثة تضطرنا لمسايرتها من باب اتباع الحكمة العربية القديمة "من لا يتجدّد يتبدّد"..
كانت أخبار المؤلِّف في الماضي تصل إلى قرّائه عبر صفحات المجلات والصحف اليومية، وكان يتواصل مع آراء قرّائه عبر الرسائل البريدية التي تصل إلى تلك الصحف، الآن تراجع دور الصحافة في الاهتمام بنجومية الكاتب إلى درجة تحرمه من فرص التواصل مع قرّائه إلا عبر تلك المواقع.
ما أبرز ما قدمته لكِ الكتابة؟
شيء من حرية التعبير التي ما زلتُ أشعر بظمأ شديد لها، ولم أنل كفايتي منها بعد.