"عودة الشياطين وقصص أخرى".. كتاب يتقصى التغيرات السياسية والاجتماعية في تونس

"عودة الشياطين وقصص أخرى".. كتاب يتقصى التغيرات السياسية والاجتماعية في تونس

يغوص الكاتب التونسي الشاذلي العقبي في مجموعته القصصية الصادرة حديثا "عودة الشياطين وقصص أخرى" في جملة من الوقائع الناجمة عن التغيرات السياسية والاجتماعية التي عاشتها تونس في السنوات الأخيرة.

وينقل الكتاب مظاهر من مرارة العيش لدى التونسيين جرّاء تداعيات ما سماه المؤلف "ربيع الخراب"، في إشارة إلى الحركات الاحتجاجية والانتفاضات التي عرفها الشارع العربي، بدءا من تونس، وما نتج عنها من تغيرات اجتماعية.

يشير الكاتب إلى خيبة الأمل التي أصابت شقا واسعا من التونسيين، قائلا إنّ الذين دعوا إلى إسقاط النظام خاب أملهم من النتائج الهزيلة لأفعالهم.

وتمثّل وقائع القصص التي تضمنها هذا الكتاب شواهد عن فترة تميزت بظهور الحركات المتشددة، عندما كانت الشعوب العربية في تونس كما في مصر بالذات، تطمح إلى الحرية والديمقراطية، حيث تدور كل وقائع هذه القصص تقريبا حول ما يوصف بـ "الربيع العربي" الذي ولد مشهد الخراب، وفق تعبير الكاتب.

ويقول الشاذلي العقبي إنّ "هذا الربيع، الذي بدأ بشكل معتدل، تحوّل على مر السنين إلى صيف حار، حيث انفجرت رياح الخماسين وألحقت الضرر بكل ما في طريقها من الناس والممتلكات والحيوانات والنباتات وأحلام وآمال الشعوب"، بحسب تعبيره.

وعبر مجموعة القصص التي ضمنها كتابه يتحدث العقبي عن "اليائسين" و"الخارجين عن القانون" الذين بثوا الرعب في البلاد بمساعدة أشخاص أجانب مسؤولين عن التمويل وتوريد الأسلحة وكذلك لنقل المقاتلين من ليبيا، وهو سيناريو مرعب لكن التونسيين عاشوه بالفعل في مرحلة ما بعد الثورة، بينما كانت النساء في الصفوف الأمامية في الكفاح ضد ما سماه "المشروع الظلامي".

ويؤكد الكاتب أنّ هذه المجموعة القصصية لا ترمي إلى تبني رسالة إيديولوجية بعينها وليس لها غايات تعليمية، بل هي "ملاحظة مريرة لوضع من عاش في خوف ومعاناة، وهي تعبير عن انزعاج إنسان يواجه مأساة غير مسبوقة، ومن هنا جاءت الحاجة الملحة لكتابة هذا الكتاب"، بحسب تعبيره.

وعبر صفحات الكتاب ينتقل الشاذلي العقبي من بلد إلى آخر ويواجه أشباح الماضي، ماض تسكنه أحلام متصدعة وتميزه معارضة عنيفة لتيارين يؤديان إلى القتل والتصفية الجسدية: القومية العربية والإسلام السياسي، وفق تحليله، حيث طغى صدى الماضي على بعض وقائع هذه النصوص، واستحضر الكاتب خلافات القادة العرب على امتداد العقود الماضية.

أخبار ذات صلة
"حكايات شعبية من تونس".. كتاب يوثق ذاكرة "التراث الشفهي" للبلاد

ويشير الكاتب إلى خيبة الأمل التي أصابت شقا واسعا من التونسيين، قائلا إنّ الذين دعوا إلى إسقاط النظام خاب أملهم من النتائج الهزيلة لأفعالهم، وتحولوا فجأة إلى متشددين، وأصبحوا خارجين عن القانون معنيين فقط بغريزة البقاء وبعيدين عن أي دين"، بحسب تعبيره.

والشاذلي العقبي هو كاتب تونسي كتب بشكل خاص القصة القصيرة، تابع دراسته الثانوية في معهد كارنو بالعاصمة تونس، وأكمل تعليمه العالي في جامعة السوربون بفرنسا، وتوج بحصوله على درجة الماجستير في الأدب الحديث عن أعمال غاستون باشيلارد، وصدرت له عدة روايات ومجموعات قصصية، منها "روبينز والفئران المدمرة" و"مناشير وجوز الهند" و"جريس في كوناكري" و"عليسة 2000" و"منظر الخريف".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com