الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري
الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري

الشاعرة نجاة الظاهري: الأدب الإماراتي رصين له تاريخه وامتداده

الأدب الإماراتي مثل الدولة التي ينتمي لها، هو أدب رصين، له تاريخه، وله امتداده الذي يتعرض للتطور والتغيير بشكل جميل ومميز حتى الآن، وله روافده التي لا تنقطع
نجاة الظاهري

تؤكد الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري، خلال حوارها مع "إرم نيوز"، على التطور الذي يشهده الأدب الإماراتي، واصفة إياه بـ"الرصين"، وتقول إن الانتعاشة الثقافية التي تحظى بها دول الخليج حالياً أسست لعلاقة جديدة مع المتلقي واختفت فيها الحدود الطويلة والعريضة.

وتعتمد الظاهري أسلوبا وجدانيا في دواوينها وظفت فيه الطبيعة والتفاصيل البسيطة لتكون كلماتها ومفرداتها انعكاسا لما حولها، إيماناً منها بأن الإبداع لا ينمو بالتقييد أو الوضع في صندوق محدد، فالقصيدة تسبح في فضاء واسع من الحرية.

احتفى بك مؤخرا "بيت الشعر" في الشارقة، هل تعتقدين أن تركيزك على الوجدانية في دواوينك ساهم في انتشارك ونجاحك؟

في الواقع أنا لا أركز كثيراً على مسألة انتشاري ونجاحي وشهرتي، بقدر تركيزي على الكتابة نفسها، الكتابة التي تأتي كيفما شاءت وأكتبها كما تريد قبل أن أكتبها كما أريد أنا.

وليست المسألة لديّ متعلقة في اختيار الموضوع إلا في قليل من الأوقات، لكن كطبيعة في شخصيتي، فأنا أهتم جداً بالجانب الشعوري لديّ ولدى سواي أكثر من الجوانب الأخرى، وأشعر بحساسية كبيرة تجاه كل شيء أمرّ به شعورياً. ولذا لا تأتي القصائد إلا بما يتناسب مع ما أهتم به، وبالتالي تكون قصائدي وجدانية في أغلبها.

الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري
الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري
لا أركز كثيراً على مسألة انتشاري ونجاحي وشهرتي، بقدر تركيزي على الكتابة نفسها،

ذكرت في تصريحات سابقة أنك لا تحبذين الانتماءات لأنها مقيدة للأفق الشعري في القصيدة، هل تعتقدين أنك نجحت في تخطي القيود في الكتابة الشعرية؟

في القصيدة، أرى أن الفضاء الواسع لها يجب أن يكون حراً إلا في بعض الموضوعات، هذه الحرية هي ما يمنح اللغة تشعباتها الكثيرة من الخيال، التقييد يجعل القصيدة تدور في نفس الدائرة، من دون أن تجد باباً للخروج منه إلى ما يجعلها أكبر وأعمق ربما، حسب ما أرى.

وأنا مؤمنة باختلاف اللغة الشعرية عن اللغة العادية، وعوالم الشعر عن العالم الواقعي، وإن كان الثاني الناس التي يقبس منها الأول بداياته وتشكيلاته. الإبداع لا ينمو بالتقييد أو الوضع في صندوق محدد.

أخبار ذات صلة
حصدت "جائزة الأدب العربي".. "الهاوية الجميلة" رواية تونسية عن العنف الأسري

تكتبين الشعر الفصيح والنبطي، أيهما الأقرب إلى أسلوبك الشعري؟

منذ بدأت بخط أول أبياتي الشعرية، بدأت بالفصيح، فهو موهبتي الأساسية، والأقرب إليّ، وإلى ورقتي، أما القصيدة الشعبية فأنا أكتبها بين حين وحين، عندما تحضر هي إليّ، ولكن لا أعتني بكتابتها بتركيز كثيراً، أجد أن الفصحى تعبّر عني بشكل أفضل، وأحاول إجادتها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.

وصفك أحد المتابعين بأنك بارعة في توظيف المفردة اللغوية وتستلهمين من الطبيعة والتفاصيل العادية قصائدك، كيف ذلك؟

إن ما في ذاكرتي ما هو إلا نتاج ما أشاهده وما أعايشه يومياً، واللغة هي العجينة التي أشكل بها ما في نفسي وقلبي، ولا يمكنني أن آتي بشيء لم يمرّ على عيني وسمعي وروحي يوماً، لذا فاللغة الشعرية والمفردة لديّ انعكاس فقط لما هو حولي..

بذلك تكون الطبيعة التي نشأت وسطها، من نخلٍ وجبل، والأخرى التي كبرت وأنا أراها كالبحر، وتفاصيل البشر البسطاء الذين أعيش بينهم وأسمع أحاديثهم، هي كل ما يمكنني أن أوظفه في قصيدتي البسيطة.

معارض الكتاب من أهم المحافل الدولية التي تضيف إلى المنطقة والجمهور، بعداً ثقافياً جديداً

ما الذي برأيك يميز القصيدة التي تكتبها المرأة عن القصيدة التي يكتبها الرجل؟ أم أننا تجاوزنا اليوم هذه التصنيفات للشعر؟

التصنيفات بشكل عام بدأت تختفي في عالم اليوم الإبداعي، وهي مجرد تصنيفات أكاديمية، لكن بعيداً عن الجانب الدراسي للكتابة الإبداعية، فإن الموضوعات هي التي تحدد الاختلاف بين شاعر وآخر، وأسلوبه الشعري..

قد أجد في قصيدة المرأة ما يمثل طبيعتها، وفي قصيدة الرجل ما يمثل طبيعته، ومن هنا كانت وجهة نظري القديمة التي ما زلت أحتفظ ببعض منها، حول اختلاف قصيدة الرجل عن المرأة، ولكن الحكم على المستوى الإبداعي للقصيدة يبقى حكماً شعرياً غير منحازٍ لجنسٍ أو أي اعتبارٍ آخر.

هل استفادت المرأة المثقفة بشكل جيد من الانتعاشة الثقافية الحالية بالخليج، خاصة في علاقتها مع المتلقي؟

المرأة أو الرجل، بشكلٍ عام، كل كائن يوجد على أرض الخليج العربي، ومعايشٌ للانتعاشة الثقافة، في الوقت الراهن، وجد حظه أو سيجد حظه يوماً من العلاقة الجميلة مع المتلقي..

هذه العلاقة بدأت تختفي فيها الحدود الطويلة والعريضة، بين الكاتب وقارئه، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بدايةً، ثم كثرة الفعاليات التي يدعى إليها الكاتب أو المثقف، ويقف وجهاً لوجه أمام المتلقي الذي يستفيد ويفيد من وجوده أمامه.

كتاب "قراءة في نقوش الرخام" للشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري
كتاب "قراءة في نقوش الرخام" للشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري

شاركت مؤخرا في معرض الشارقة للكتاب عبر إدارة مداخلات، كيف تقيمين مثل هذه المعارض، وهل تشكل نقلة ثقافية في المنطقة؟

بالتأكيد، معارض الكتاب من أهم المحافل الدولية التي تضيف إلى المنطقة والجمهور بعداً ثقافياً جديداً، من خلال التبادل الثقافي المكثف الذي يتم خلال أيام معدودة، والالتقاء بالكتاب والمبدعين من كل دول العالم، بالإضافة إلى الكتاب بالطبع، الذي يعد المصدر الأول للثقافة بعد كاتبه. أي معرض كتاب هو إضافة ونقلة نوعية للجانب الثقافي بالنسبة للمدينة المستضيفة.

ما الذي يميز الأدب الإماراتي، وما الذي ينقصه؟

لست مخولة بالحديث عن الأدب الإماراتي بشكل عام، فهذا الأمر يحتاج إلى اطلاع أوسع مما أنا عليه، ودراسة، ومحاضرات أكاديمية متعددة، ولكن يكفي القول إن الأدب الإماراتي، مثل الدولة التي ينتمي لها، هو أدب رصين، له تاريخه، وله امتداده الذي يتعرض للتطور والتغيير بشكل جميل ومميز حتى الآن، وله روافده التي لا تنقطع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com