الرواية المحظورة "جريمة في رام الله".. سرد لأسرار "قذرة" من العالم العربي
الرواية المحظورة "جريمة في رام الله".. سرد لأسرار "قذرة" من العالم العربيالرواية المحظورة "جريمة في رام الله".. سرد لأسرار "قذرة" من العالم العربي

الرواية المحظورة "جريمة في رام الله".. سرد لأسرار "قذرة" من العالم العربي

نحن شعب يخبئ الكثير من الأسرار القذرة تحت ستار من الأخلاق الزائفة. هذا أول ما يخطر في البال عند قراءة الرواية المحظورة "جريمة في رام الله"، والتهديدات بالقتل التي يتلقاها كاتب هذه الرواية.

أثارت الرواية الفلسطينية المحظورة "جريمة في رام الله"، صدمة وجدلًا واسعًا داخل المجتمع الفلسطيني لما تحتويه من "إيحاءات جنسية" مثيرة تخدش الحياء العام وتتطاول على "قيادات وطنية"، حسبما رأى الادعاء العام الحكومي.

وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن الرواية التي صدرت هذا العام من تأليف الروائي الفلسطيني عبّاد يحيى، الصّادرة عن منشورات المتوسط الإيطالية، وتحتوي على 237 صفحة من الحجم المتوسط، تسرد تخبّطات جيل الشباب الفلسطيني ما بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية الذي يبحث عن ذاته وهويته.

يتطرق عبّاد في روايته إلى عدة قضايا اجتماعية حياتية ويوميّة يعيشها الشاب الفلسطيني الرازح تحت "نير الاحتلال"، ويتناول قضيّة لجوء العائلة للدين وموقف جيل الشباب منها، والعلاقة داخل العائلة والقطيعة بين الشباب والأهل.

وتسرد الرواية الحياة اليومية لثلاثة شباب يافعين (رؤوف، نور ووسام) في مدينة رام الله في الضفة الغربية.

وحسب ما أوردت الصحافية جمانة حداد في صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن "الكاتب لم يتحرج من كشف البشاعة واليأس والفساد وفقدان الهدف، والانعطافات الخاطئة التي لا يمكن تفاديها والحقيقة غير المريحة بالحياة في رام الله بعد الانتفاضة الثانية".

عبارات جنسية

وأشارت الصحافية إلى أن "العبارات الجنسية كانت تصف الصورة بدقة، وهذا ما يثير الدهشة والبهجة معًا، فأن يكتب كاتب عربي عن شخصية مثلية جنسيًا حسب ما جاء في الرواية، ويصفه متمتعًا بممارسة الجنس الفموي في سبيل طرح مثال مما ورد في القصة، ليس أمرًا نشاهده في أغلب الأحيان".

وأردفت حداد بقولها "لكن كما أظهر الرد على الكاتب، فلا يمكن للمثليين جنسيًا التواجد في الواقع الذي يطمس الحقائق، وتعتبر فيه الرجولة الحقيقية هي فقط علاقة الرجل المسيطر على الأنثى" على حد تعبيرها.

وطبقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن هذه ليست المرة الأولى التي كتب فيها الروائي الفلسطيني يحيى عن الجنس، فكما قال للراديو الوطني العام الأمريكي سابقًا "بالنسبة لي ككاتب، لطالما اعتقدت أن هناك مساحة كافية للكتابة والتفكير في فلسطين ورام الله تحديدًا، وبشكل عام فإن العلمانية منتشرة بشكل واسع في الضفة الغربية خصوصا رام الله، وأمر حظر كتاب عمليًا لا يُسمع به هناك" متسائلًا  "ما الذي تغير؟".

بينما اعتبر المدعي العام والعديد من الفلسطينيين أن الفقرة الأكثر إزعاجًا وقبحًا في الرواية، هي حين "رأى نور ملصقًا لياسر عرفات يحمل رشاشًا، فاستبدل الرشاش عبر خياله بعضو ذكري".

وبالنسبة لثقافة تعطي قدرًا هامًا للتشبيهات، فقد اعتبرت هذا الأمر تماديًا من حيث المساس بالقادة السياسيين، فهم "أعلى من أن يتم انتقادهم، وأكبر من أن يتم تشويه سمعتهم"، لكن على ما يبدو فإن يحيى لم يكن خائفًا من إزالة عباءة القدسية عن رمز موقر كعرفات.

إلى ذلك، فإن يحيى الذي كان في قطر عندما بدأ الهجوم الشرس على كتابه، بدا خائفًا جدًا من العودة إلى بلدته الأم رام الله.

وطبقًا للصحيفة الأمريكية، فإن"يحيى ما زال يجوب الشرق الأوسط وأوروبا جاهلًا ما سيكون مصيره عند العودة إلى رام الله، فإن عاد فهو مهدد بالاعتقال والسجن وحتى بالقتل".

وعبّاد يحيى روائي فلسطيني، صدرت له ثلاث روايات هي "رام الله الشقراء" و"القسم 14"، و"هاتف عمومي".

إلى ذلك، فإن يحيى الذي كان في قطر عندما بدأ الهجوم الشرس على كتابه خائف جداً الآن من العودة إلى بلدته الأم رام الله. وقالت الكاتبة في "نيويورك تايمز" بأنه أخبرها أنه لا زال يجوب الشرق الأوسط وأوروبا جاهلاً ما سيكون مصيره منفصلاً عن زوجته يارا التي لا زالت في رام الله. مؤكداً "حياتي كلها متوقفة" هذا ما قاله. فإن عاد، فهو مهدد بالاعتقال والسجن وحتى بالقتل.

وتقول كاتبة المقال: "حين بدأت مجلة أدبية مختصة بالفن والأدب الخاص بالجسد باللغة العربية عام 2008، واجهت نفس ردود الفعل العنيفة والاتهامات التي رمي بها يحيى. وسوف تلاحظ، أنه حتى في لبنان المتقدمة عربيا، فإن الجنس ما زال من المحرمات. أمر مكافئ للعار، أمر عليك ألا تفعله، الخطيئة المطلقة. ولا تبالِ أن أبو نواس، وهو واحد من أعظم شعراء العرب في كل الأزمان قد كتب سابقاً في القرنين الثامن والتاسع عدداً غير محدود من القصائد الجنسية عن مغامراته المثلية جنسياً".

ومن الجدير بالذكر أن أبو نواس هو فقط واحد من المؤلفين الذين ساهموا في الإرث العربي الغني بالنصوص الجنسية والتي تعود لقرون ماضية من السنين، في حين كتبت أعمال عربية أخرى مثل "الروض العاطر في نزهة الخاطر" وهوكتاب تعليمي جنسي من تأليف الشيخ أبو عبد الله محمد النفزاوي (حوالي عام 1410م) و"إعادة الإحياء الجنسي للرجل المسن" للمؤلف أحمد بن سليمان (حوالي عام 1534م) وكتاب دليل للمتعة الجنسية للمتزوجين "نواضر الأيك في معرفة..ك" لمؤلفه الإمام جلال الدين السيوطي (حوالي عام 1480).

وحسب النقد الأدبي، فربما ليس هناك لغة زاخرة بالمصطلحات الجنسية مثل اللغة العربية، وربما ليس هناك لغة، وبشكل ليس له معنى، أصبحت أكثر مقاومة لهذا الموضوع من اللغة العربية وفقا للكاتبة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com