كتاب فرنسي حول السياحة في الجزائر
كتاب فرنسي حول السياحة في الجزائركتاب فرنسي حول السياحة في الجزائر

كتاب فرنسي حول السياحة في الجزائر

أصدرت الباحثة الفرنسية كوليت زيتناكي، الأستاذة في جامعة تولوز جان جوريس كتابا حديثا يتحدث عن السياحة في الجزائر، تناولت فيه تاريخ البلد وأهميتها الجيوسياسية وأبرز المعالم السياحية.

وأشار كتاب "الجزائر أرض السياحة"  إلى أن الجزائر ظلت لفترة طويلة تسمى بكاليفورنيا أفريقيا. وأنها بقيت لأكثر من قرن، منذ إنزال قوات شارل العاشر في عام 1830 إلى الاستقلال في عام 1962، أكبر بلد في القارة السوداء، بجبالها الثلجية وسواحلها البحرية المزروعة بلآثار الرومانية، أرضا سياحية بامتياز.

مقصد السياح الأثرياء

منذ غزو البلاد في 1830 حاول الحكام والجنرالات والدوائر العسكرية والتجارية المحلية أن يجعلوا من "الجزائر الفرنسية" مقصدا للسياح الأغنياء.

وسرعان ما شهدت الواحات على حافة الصحراء، مثل بسكرة، وبوسعادة، وهي المنتجع الذي عاش فيه الرسام الفرنسي الشهير إتيان. دينيه، والتي لقبت بـ"مكة الفنانين" ازدهارا منقطع النظير، حيث غُطت جدرانها بملصقات دعائية تروج لزيارات "الصحراء الحقيقية" التي وُصفت آنذاك بـ "بحر الرمال".

وتقول كوليت زيتناكي إنه حتى جبال الأوراس، رغم الفقر الذي كان ينهشها، وحيث اندلعت انتفاضات الجزائريين في 1871 و1879 بدأت تجذب هواة "المناظر الطبيعية البرية والشعوب الأصيلة".

"ففي العشرينات من القرن بدأت الحمى السياحية تستولى على الجزائر، حيث بدأ الاستعمار الفرنسي يجدد الفنادق، ويشيد مؤسسات سياحية فاخرة، حتى في واحات الصحراء وفي الجبال".

منتجع للتزلج على بعد 62 كم من العاصمة الجزائرية

أكثر من 50 ألف سائح كانوا يرسون سنويا على طول الساحل الجزائري. وقد أنشئت أول حديقة ترفيهية وطنية فرنسية، والتي سميت بـ "جنة الأرز" على هذا الجانب من البحر الأبيض المتوسط، في عام 1923، في مدينة ثنية الحد بالقرب من مدينة مليانة.

كما نما منتجع الشريعة للتزلج، على بعد 62 كيلومترا من العاصمة، مع شاليهات وممرات، ونقطة انطلاق. كما تم تركيب مصعد بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي تلك الأثناء كان السياح يأتون وهم يرتدون بدلات فاخرة، ويأخذون الصور في استوديوهات المصورين، لكنهم لم يختلطوا بالسكان الأصليين، وهو الاسم الرسمي المستخدم من قبل الإدارة الاستعمارية للتعريف بالمسلمين.

عندما اندلعت الحرب في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1954، كان دليل ميشلان السياحي قيد الإعداد، وبدأت الجزائر تعد أكثر من 150 ألف مصطاف سنويا، من الأغنياء المترفين، ومن الموظفين الأكثر بساطة الذين يستفيدون من إجازات مدفوعة الأجر ومن الازدهار الاقتصادي، وهي الفترة التي سميت بـ"الثلاثين المجيدة".

وبعد ثماني سنوات من الصراع، جميع هؤلاء المصطافين غادروا البلاد. 

انتهاء كاليفورنيا إفريقيا

لكن الاستقلال أنهى كاليفورنيا أفريقيا. فمن خلال كتيبات سياحية، وقصص المسافرين، ومقتطفات من الكتب الإرشادية السياحية، تسلط كوليت زيتنيكاي في كتابها، الضوء على جانب آخر من الاستعمار، عندما كان الفرنسيون والأجانب الآخرون يأتون للاستجمام في بلد تسعة أعشار سكانه مسلمين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com