الأحلام بوابة عالمنا الداخلي
الأحلام بوابة عالمنا الداخليالأحلام بوابة عالمنا الداخلي

الأحلام بوابة عالمنا الداخلي

في كل ليلة نَدخل نشاط الحلم الذي يتيح لنا، وفقاً لانفتاحنا الشخصي، فهْمَ معنى الحياة في هذا الكون.

الأحلام تعيش في داخلنا وتكشف لنا شخصيتنا الداخلية الخفية، حاملةً إلينا مصدراً من الاكتشافات ومن الثروات التي لا تصدق.

مصدر معرفة

إذا كان الحلم اليوم، بعد اكتشافات فرويد ويونج، معترَفا به كـ "طريق ملكي" يتيح الوصول إلى اللاوعي، فما زال معظم الناس يجهلون في كثير من الأحيان أن الحلم يكشف بُعدنا الرباني الداخلي، وأنه مصدر لا ينضب من المعرفة، والإبداع والتجارب الغنية.

هذا ما يكشفه لنا كتاب جان روبرت باش "الأحلام أو المعرفة الجوانية" الذي يُظهر هذه الوسيلة الهائلة في الاستكشاف الذي يمكن أن يجيب عن أسئلتنا، ويساعدنا على فهم مكاننا في هذا الكون.

قوى مُخصبة

معظم الناس يجهلون وينكرون القوة المُخصبة للاوعي، فالبعض راضون كل الرضا بقبول الواقع اليقظ كحقيقة فريدة في هذا الكون، فيما الحقيقة الأصلية تكثف في كل ليلة المعنى الحقيقي لرسالة الحلم القادمة من اللاشعور.

الظل

الجزء السفلي من المنطقة الغريزية يحتوي على نشاط هام يتدخل بانتظام في الأحلام، هذا الجزء يسمى الظل.

فالظل تحديداً هو هذا الجزء العميق من المنطقة الغريزية لشخصية الإنسان، وهو نتيجة لكمية من العمليات النفسية التي لم نجسدها أثناء الطفولة الأولى.

فهذه العمليات تتحالف مع اللاوعي وتشكل ميلاً مستقلاً متعارضاً مع ميول الوعي. فالظل مقارنة بالوعي كثيراً ما يكون تعويضيًا في سيره، وفي آثاره الإيجابية والسلبية على السواء.

ولا بد من الاشارة إلى أن سخصيات الظل شخصيات من نفس جنس الحالم، وتظهر في الحلم في صورة أشخاص ملونين، ومن قطاع طرق، ورجال عصابات شريرة، وقتلة، إلخ.

الكبت

يأتي الظل من القوى الغريزية التي كانت لنا في الطفولة والتي لم نتمكن من إظهارها. فهذه القوى تم كبتها في المنطقة الغريزية، وهي القوى التي لا يستطيع الحالم أن يستعملها الآن كما كان يستعملها بكامل قواها في الفترة الجنينية وفي المراحل الأولى بعد ولادته.

فالجنين والمولود الجديد يعيشان غرائزهما من دون أي مبالاة للمحيط الذي يعيشان فيه.

صراعات نفسية

فمن خلال التربية والبيئة تتعرض هذه القوى المتميزة بحيوية كبيرة للكبت في وقت مبكر، فتتوارى في اللاوعي.

وهكذا تختفي الطاقة ولا تظهر إلا عند الكبر في الأحلام، مُحدثة وضعاً حساساً بالنسبة للحالم؛ حيث تطفو قوى الظل، مهددة ومُخيفة وغامضة عندما تتعرض وضعية الحالم للاختلال بسبب الصراعات النفسية المختلفة.

مشاعر الذنب

ولما كانت "الظل" قريبة من أعماق النفس فإنه ينبغي أخذها بعين الاعتبار لمجرد ظهورها في الأحلام؛ لأن "الظل" تجسد كل ما يرفضه الشخص في حياته الواعية، فهي تحتوي على طاقات حيوية هائلة مكبوتة ومحملة فوق ذلك بمشاعر الذنب بسبب التربية الصارمة التي يتلقاها الشخص من أبوية ومن بيئة المجتمع.

طاقات حيوية هائلة

لكن "الظل" ليست سلبية دائما، بالنسبة للحالم، فمن خلال دراسة مميزاتها فهي تمنح لنا مجموعة من الصفات الإيجابية في حال احترام التوازن الداخلي للحالم،

فالآثار الصحيحة للظل تكشف لنا القابلية للإبداع، وتنطوي على ثروة من المعلومات ومن التجارب المعاشة في الطفولة، والتي نسيناها في مرحلة النضج بسبب وعينا العقلاني والمنطقي.

الكاتب

جان روبرت باش، أخصائي تفسير الأحلام، وباحث، ومؤسس مركز الدراسات والبحوث في الأحلام في جنيف. حلل عدة آلاف من الأحلام (أحلامه هو وأحلام الآخرين)، ويشهد كتابه عن تجربته، المستوحاة من أعمال كارل غوستاف يونغ.

في هذا الكتاب يعطينا جان روبرت باش بعض المفاتيح التي تساعدنا على تذكر وفهم أحلامنا، مع مخطط تفسيري في متناول الجميع.

مع الإشارة إلى أنه لا توجد وصفات جاهزة لتفسير أحلامنا، فقط العمل الجاد والحدس هما الأداتان اللتان لا غنى عنهما.

يستند المؤلف في دراسته للأحلام إلى جميع إنجازات العلوم العصبية وعلم النفس الأعماق وفلسفة الذات في إعداد وتطوير طريقته الخاصة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com