بين "الحقيقة وخيال المؤلف".. هتلر لم ينتحر وريا وسكينة مناضلتان
بين "الحقيقة وخيال المؤلف".. هتلر لم ينتحر وريا وسكينة مناضلتانبين "الحقيقة وخيال المؤلف".. هتلر لم ينتحر وريا وسكينة مناضلتان

بين "الحقيقة وخيال المؤلف".. هتلر لم ينتحر وريا وسكينة مناضلتان

تستحضر "كتب التاريخ" التي تعد ديوان الحياة للشعوب، عبر صفحات ماضيها الشخوص والأحداث، وتتعاقب أجيال الأمة على تعلم حقائق تاريخية، تتحول مع مرور الوقت من المسلمات التي لا أحد يصدق أنها لم تحدث بالفعل، وأنها كانت محط خيال مؤلفيها.

على سبيل المثال، منذ عقود طويلة، ظل ملايين الطلبة الصغار حول العالم يتعلمون خلال حصة درس التاريخ، بأن الزعيم النازي "أدولف هتلر" مات منتحرًا في نهاية الحرب العالمية الثانية، بعد أن أصبح قاب قوسين أو أدنى من الوقوع أسيرًا بيد قوات الحلفاء.

وقد تداول الجميع هذه الرواية، ورددوها حتى أصبحت من المسلمات، رغم عدم وجود أي شيء يدعم صحتها، سوى شهادة بعض الأشخاص المخلصين لهتلر، أما الأدلة المادية فتمثلت في قطعة من جمجمة بشرية، تبين بالفحص المختبري العام 2009 بأنها تعود لامرأة !.

ولكن فيما بعد، نشر الكاتب الأرجنتيني آبل باستي، مؤلف كتاب "هتلر في الأرجنتين"، وثيقة جديدة تؤكد فرضيته بأن قائد ألمانيا النازية نجا من الموت في برلين حين دخلها "الجيش الأحمر" السوفيتي العام 1945، ووفقًا للرواية الرسمية فإن "هتلر" انتحر في أبريل 1945، إلا أن مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قال في تقرير إخباري مؤرخ في مايو 1945، إن السوفييت لم يعثروا على أثر لهتلر في مكتبه، وإن الجثة التي عثروا عليها هناك، كانت جثة لشبيه هتلر.

ولإن التاريخ يمكن تزييفه، ولا تكتب الحقائق الموضوعية فيما يتعلق بالكثير من الزعماء الوطنيين، فقد كتب الكثير من التدليس حول وقائع الحركة الوطنية للزعيم المصري أحمد عرابي، التي تلاعبت بها على الألسنة التاريخية، لدرجة تسميتها "هوجة عرابي".

وعلى الرغم من أن مؤرخين مصريين كشفوا عن طعنات الخيانة التي أصابت "عرابي", إلا أن حكايات التشويه والتشكيك كانت أوسع مدى وأدق تنظيمًا.

أما أغرب الشخصيات التاريخية المصرية، التي ظلت لسنوات رمزًا للشر والإجرام، وهما "ريا " و"سكينة" اللتان صورتا في كل القصص والروايات كمجرمتين، تزعمتا عصابة لخطف النساء، وقتلهن، وسرقة ما معهن من ذهب، حتى تم القبض عليهما وإعدامهما في 21 و22 ديسمبر سنة 1921، ويعتقد أنهما أول امرأتين يتم إعدامهما في تاريخ مصر.

والآن، وبعد 90 عامًا على إعدام الأختين، وجدت أحاديث تتردد عن برائتهما، بل تراهما مناضلتين ضد الاحتلال الإنجليزي، حسبما يرى الكاتب أحمد عاشور، الذي كشف عن حقيقة إعدام الأختين ريا وسكينة، بعدما تمكن من الحصول على موافقة من الرقابة المصرية، بقبول روايته الجديدة، وهي تتعلق ببراءة ريا وسكينة، وأن التغيير الواضح في مواقف الرقابة المصرية، بعد تمكنه من إيجاد وتقديم براهين وأدلة واضحة ومستندات ثبوتية, تؤكد على وجود تناقضات كبيرة في ملفات القضية.

وأضاف عاشور: "لقد قمت بجمع المعلومات، والبحث الميداني طويل المدى, الذي استمر 10 سنوات، حتى توصلت من خلال هذا المجهود إلى أن الأختين بريئتان".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com