"فارغو بيرنز" للروائي كوستماير تعكس قسوة المجتمع الاستهلاكي وانهيار الحلم الأمريكي
"فارغو بيرنز" للروائي كوستماير تعكس قسوة المجتمع الاستهلاكي وانهيار الحلم الأمريكي"فارغو بيرنز" للروائي كوستماير تعكس قسوة المجتمع الاستهلاكي وانهيار الحلم الأمريكي

"فارغو بيرنز" للروائي كوستماير تعكس قسوة المجتمع الاستهلاكي وانهيار الحلم الأمريكي

صدرت عن دار نشر خطوط وظلال، الأردن 2020، الترجمة العربية لرواية "فارغو بيرنز" للكاتب الأمريكي كوس كوستماير، والتي تدور حول قسوة المجتمع الاستهلاكي المعاصر وانهيار الحلم الأمريكي، وتحول السياسة العامة إلى تبني وجهة نظر منغلقة تبرر الاضطهاد.

وتتسم الرواية بلغتها الشعرية وإيقاعها الموسيقي، والتكثيف ودقة الوصف، ليروي الكاتب من خلالها قصة شاب ثلاثيني؛ يدعى فارغو بيرنز، ينحدر من ولاية ميسيسبي ويعيش في نيويورك، تسحبه رحلته الشخصية في البحث عن الذات إلى مجاهل النفس ليدخل في ختام رحلته إلى مستشفى الأمراض العقلية.

ويعاني بطل الرواية من أعراض غريبة، متخيلًا أنه تحول إلى كلب، إلى أن يتحول مسار الرواية بتورطه في مغامرة خطيرة ومنافسة مع قاتل محترف للفوز في حب إحدى الفتيات.

وتتطرق الرواية لقضايا تؤرق المجتمع الأمريكي؛ من عنف وقسوة وإدمان على المخدرات والكحول، فضلا عن انعكاس السياسات الخارجية الأمريكية وحروبها المفتعلة وراء البحار، على الفرد والأسرة الأمريكية.

يقول الكاتب في روايته، على لسان إحدى الشخصيات: "نحن ندفع جميعا، أنت وأنا، ودافعو الضريبة الأمريكيون الآخرون، ثلاثمائة ألف دولار كلفة كل فيتنامي نقتله، كل فرد، وهذا يشمل الأطفال والنساء. ثلاثمائة ألف دولار. هل تعتقد أن بلادا تنفق ثلاثمائة ألف دولار في محاولة لقتل شخص واحد، بلادا تنفق ملايين الدولارات كل يوم في محاولة لقتل آلاف الناس الذين لم تسمع بهم أبدا، سوف تلتفت وتنشئ أمة مليئة بالأطفال الأسوياء والعقلاء والسعداء والمحظوظين؟".



ويضيف: "انطلقت هذه البلاد في رحلة موت لعينة منذ أربعمائة عام. انظر إلى نفسك مثلا، لديك كل ما تعيش من أجله، وماذا تفعل؟ تخرج وتبني علاقة مع مختلة عقليا تعيش مع قاتل محترف. إنها رحلة موت، هذا كل ما هي عليه، أنت لا تختلف عن أي شخص آخر".

وتركز الرواية على فكرة الخلاص الفردي، الذي بات خيارا لكثير من الأمريكيين، بسبب تردي الأوضاع الداخلية، ولكن ذلك الخلاص كثيرا ما ينعكس من خلال سلوكيات خاطئة؛ مثل إدمان المخدرات والكحول والجنس؛ على غرار مسيرة حياة بطل الرواية.

وقال كاتب الرواية في بيان تلقى "إرم نيوز" نسخة منه: "أردت في الرواية أن استجوب نفسي وأفحص الثقافة المختلة، المخدوعة في معظم الأحيان والعنصرية دائما، والرائعة أحيانا، التي تشكل وتعرف الولايات المتحدة اليوم".

وأضاف: "تعبر الرواية عن فترة من الفوضى المخيفة في الثقافة الأمريكية، ما نزال نعيش تأثيراتها المريرة والمثيرة ونقاتل لننقذ من الحطام قيم الحياة الحرة والسعي إلى السعادة، في ظل بقائها عرضة لهجوم مستمر من الفاشية والعنصرية والرأسمالية المفترسة ورهاب الأجانب والوحشية الصرفة".

الكاتب

كوس كوستماير، روائي وشاعر ومسرحي وكاتب سيناريو أمريكي، مقيم في نيويورك، عُرِضت مسرحياته في الولايات المتحدة وبلدان أخرى، وحاز على جوائز عديدة؛ منها جائزة دائرة نقاد الدراما في لوس أنجلوس لأفضل مسرحية، وجائزة جمعية نقاد المسرح الأميركية.

صدر للكاتب مسرحيات؛ منها "حول النقود"، و"تاريخ الخوف"، والمستنقع الكبير"، وحلم الحرية التام". ومجموعات شعرية؛ منها "سرير الزواج"، و"العام الذي اختفى فيه المستقبل"، و"المستنقع الغربي الكبير"، و"حلم الحرية التامة". وروايات؛ منها "دين مفقود"، و"سياسة اللامكان"، و"جادة الأيام المحزنة".



النسخة العربية

وترجم النسخة الإنجليزية من الرواية إلى العربية أسامة إسبر، المترجم والشاعر والفوتوغرافي السوري المقيم في الولايات المتحدة، عن دار نشر خطوط وظلال، الأردن 2020.

وفي حديث خاص لـ"إرم نيوز"؛ قال إسبر، إن فكرة ترجمتي للرواية نبعت من كونها مختلفة على صعيد الشكل الفني الروائي وعلى صعيد رؤيتها لما يجري في الولايات المتحدة، فضلًا عن المنظور التاريخي.

وأضاف، فنيا الرواية مكتوبة بأسلوب جديد، يعكس تأثر المؤلف بالموسيقى، وخاصة الجاز والبلوز، إذ تشعر بالإيقاع الموسيقى المتسارع للسرد وبعمقه الشعري، وانقطاعاته المفاجئة، مسافرا بين الماضي والحاضر، ويظهر في الرواية أيضا تعدد الأصوات السردية ووجهات النظر المختلفة، ودوما تقتحم أصوات من الماضي سياق الحدث ما يغنيه ويعدد أبعاده.

وتابع: "الأمر الآخر الذي لفت نظري في الرواية، هو أنك تقرأ من خلالها الثقافة الأمريكية كلها، ومن هنا تكتسب الرواية أهمية إضافية، كونها تثير أسئلة على موضوعات جوهرية في التجربة الامريكية، مثل العنف وتعاطي المخدرات وإدمان الكحول والانتحار والجريمة والحروب الخارجية ضد الآخر التي لا مبرر لها والتمييز العنصري وإبادة السكان الأصليين واستعباد الأمريكيين من أصل أفريقي. وقال: إن "الرواية التي تقرأ من خلالها ثقافة بلد بأكمله وتضيء لك تاريخه وما هو مهمش فيه، لا شك بأنها رواية عظيمة وجديرة بالترجمة إلى اللغة العربية".

يذكر أنه سبق أن نشر إسبر مجموعة شعرية من تأليفه؛ بعنوان "على طرقي البحرية"، وترجم مجموعة من الكتب الأدبية؛ منها المجموعة القصصية "كاتدرائية" للكاتب ريموند كارفر، ورواية "أسنان بيضاء" للروائية زيدي سميث.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com