"أنا وهي ومن معنا".. مجموعة قصصية عن الدهشة والاغتراب والكوميديا السوداء
"أنا وهي ومن معنا".. مجموعة قصصية عن الدهشة والاغتراب والكوميديا السوداء"أنا وهي ومن معنا".. مجموعة قصصية عن الدهشة والاغتراب والكوميديا السوداء

"أنا وهي ومن معنا".. مجموعة قصصية عن الدهشة والاغتراب والكوميديا السوداء

أصدر الكاتب السوري "الحباب الخير" حديثا، باكورة أعماله الأدبية، المجموعة القصصية "أنا وهي ومن معنا"، التي تضم 14 قصة قصيرة متخمة بالشعرية، عن واقع الحياة في المجتمعات العربية، وما يشوبها من اغتراب ذاتي واجتماعي وهواجس مآلها الدهشة.

في قالب من الكوميديا السوداء يكتب الخير نصوصه، معتمدا على متانة السبك وقوة المفردات، في إيقاع بعيد عن الرتابة، ليحيلنا إلى التشنج حينا، والاسترخاء حينا آخر.

ويقول الكاتب في قصة "أنا وهي ومن معنا": "عاطل عن العمل كآلاف الكلاب الضالة في مدينتي، تائه كآلاف الشباب من حولي، أسير وأسير حتى تستقر قدمي في أهم معلم لي في مدينتي، مقهى صغير في حي (الشيخ ضاهر).. أهم صفة في هذا المقهى أنه يعيشك من الداخل بامتلائه بفوضى المتناقضات المتضاربة داخلك وداخله".

ويدل لجوء الكاتب إلى الرمز والميثولوجيا، على غنى تجربته وتنوع قراءاته، وعلى الرغم من التصريح الواضح في بعض القصص، لم يغفل رمزية التراث ليكون التناص مع الكتب السماوية حاضرا في غالبية قصص المجموعة.

وفي حديث خاص لـ"إرم نيوز"، قال الخير إن "دواعي لجوئي للرمز والميثولوجيا تعود لأسباب فنية جمالية، إذ تعمدت تطعيم القصص بمفردات التراث، فضلا عن رغبتي في الابتعاد عن التصريح المطلق، إذ تعود قصص المجموعة إلى ما قبل العام 2010، ما عزز فكرة الاتكاء على الرمز".



وتتسم قصص المجموعة بالجرأة، إذ تطرق الكاتب لتابوهات مسكوت عنها، متمثلة في الدين والجنس ناهيك عن السياسة، في قالب من السخرية اللاذعة، ليبث الكاتب، بشكل غير مباشر، رفضه لكثير من الآراء الاجتماعية السائدة.

ويقول الكاتب في قصة "البحث عن عالم بلا جنود": "كل ورقة كتبتها منذ خلقت وحتى اليوم، وكل صديق في يوم ما وقف معي لثوان منذ كان عمري خمس سنوات، وكل المخبرين الذين راقبوني، والقاضي الذي حكم علي، وآل المعلم الذين رفعوا الدعوى علي، وفلان الفلاني وعلان العلتاني الذين توسطوا لي لأكمل أبحاثي وعائلاتهم ومعارفهم، وأختي وزوجها الثري وأولاده، وأختي العاهرة وكل من ارتاد الملهى لمدة عملها كاملة.. تم إعدامهم ورميهم في الصحراء".

ويضيف في قصة "أنا وهي ومن معنا": "أنا لا ألوم هذه الأنثى بطبيعة الحال، بل ألوم مجتمعا ذكوريا يبيح للذكر أن يشتهي ويرغب ويفعل، بينما تكون الشهوة والرغبة للأنثى كفرا".

ولم يتخذ الكاتب في قصصه موقفا واحدا، ولم يتبنَّ رأيا بعينه، متخذا موقف المراقب وناقل الأحداث بعيدا عن إبداء رأي موحد، في محاولة لدعم التنوع والتصدي للرتابة والنمطية، التي يقع فيها كثير من الكتّاب.

ونلحظ في قصص المجموعة التنوع في المدارس الفنية، فنسج قصصا واقعية، وأخرى رمزية، وثالثة مشبعة بالمنهج النفسي، فضلا عن كتابة بعض القصص بمزج واضح بين أكثر من مدرسة، كما في قصة "نزيل الغرفة 311".

وقالت الناقدة السورية رولا سلوم، عن المجموعة، إن "الكاتب يحطم الثالوث المحرم، في الدين والجنس والسياسة. ليحتل الحديث في الجنس المساحة الكبرى، على حين يلوح الحديث في الدين متواريا بين الفينة والأخرى".

وأضافت: "كما هو توقه لحريته يبدو شغفه لمدينة أفلاطونية، أو لمدينة فاضلة خالية من الفساد والخطيئة، وهذا ما لمسناه في قصته (نبي أم سفاح)، ولكننا نجده في موضع آخر على الطرف النقيض تماما، كما في قصته (أريد قميصا آخر)".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com