لماذا ينجح كاتب ويفشل آخر في تسويق منشوراته؟
لماذا ينجح كاتب ويفشل آخر في تسويق منشوراته؟لماذا ينجح كاتب ويفشل آخر في تسويق منشوراته؟

لماذا ينجح كاتب ويفشل آخر في تسويق منشوراته؟

يعاني مؤلفون للكتب من عدم وصول مؤلفاتهم إلى المتلقي والقارئ بالشكل المتوقع. وذلك يعود إلى أسباب متعددة، منها ما يكون له علاقة بخطة تسويق العمل المنشور من قبل دار النشر، أو ما هو متعلق بالكاتب ذاته وطريقة تفكيره.

حيث يحيط الكاتب نفسه بمجموعة من الطموحات، فيها من النرجسية المبالغ فيها، في طباعة ونشر إصداره، بحيث يبني توقعات عالية قبل طباعة الكتاب، ويتوقع أن يكون إقبال المتلقي على منشوره بشكل كبير، وكأنه ضمن النجاح قبل أن يبدأ، وتكون الصدمة أكثر إيلاما حين يتيقن من حقيقة عدم التفات الناس إلى منتجه، ما يكون في الغالب له الأثر السلبي على مشواره الأدبي، فيما بعد.

تلك النتائج قد تمنعه من الكتابة لفترات طويلة، وقد تحرمه فكرة الكتابة بقية عمره. ولعل ما يسبب ذلك، عدم معرفة الكاتب لطبيعة العملية التسويقية، التي تحتاج طاقما متخصصا في الترويج للكتاب، وكذلك في طريقة صناعته، وهنا نتعرف على بعض الممارسات الخاطئة لدى الكتّاب التي تسهم في انهيار عملية النشر لديهم.

تصديق الوهم الذاتي

ما من كاتب إلا ويثق فيما يكتب، لكن المطلوب أن تكون الثقة من المتلقي أيضا، وهو أمر لابد من تواجده كخطوة أولى في عملية التسويق. ولقد سهلت مواقع التواصل الاجتماعي في عملية التحشيد  للكاتب، وزادت من فرصة التعرف عليه، والتفاف المعجبين حول كتاباته. لكن اعتقاده بأنه بمجرد الطباعة سيبيع، فهذا وهم كبير.

وقت الطباعة السنوي

هناك أيضا من الكتّاب من يختار وقتا سيئا للطباعة والنشر من السنة، هي أوقات انشغال وأعمال أو امتحانات للطلاب، وهذه الممارسة الخاطئة تقلل من التفات المتلقي للمكتبات في تلك الظروف، لذا وجب التقاط الأوقات السنوية التي تضمن إقبال المجتمع على القراءة، مثل الإجازات الصيفية.

عدم التمييز بين فئات الناس

فمخاطبة المتلقي الغريب عن الكتاب من قبل الكاتب، يجب أن تختلف عن مخاطبة الأصدقاء، وتلك المساواة في الأمر، تجهض آمال التفات المتلقي للمحتوى، فيجب أن يميز الكاتب في عملية الترويج لكتابه بين الأصدقاء، وبين الناس الأغراب. وأن يجد الأساليب اللازمة لجذب المتلقي العادي لمحتوى الكتاب.

نرجسية

من المؤلفين فئة تعتقد بأن قيمة الكاتب تجعله يترفع عن محاولة بيع كتابه بنفسه أو ترويجه. فيجد من العيب أن يضع إعلانا ممولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو إعلانا مختصرا على صفحته الخاصة. وهو أمر يجعل من العزلة، أقرب للكاتب ومنتجه.

الترويج التبادلي

الكثير من المؤلفين يعتقد بأن الترويج لكاتب آخر، يحط من قدر منتجه، ويقلل من مبيعاته، وفي الحقيقة إن طريقة الترويج التبادلي بين كاتبين، تحقق أثرا ملموسا في عملية شهرة كليهما، وزيادة فرصة بيع منتجيهما، فتلك طريقة تمكن كل كاتب من التعريف أمام جمهور الكاتب الآخر، خاصة وإن كان يحوز ثقة متابعيه.

الإعلانات

ولأن الكتاب بعد صناعته يتحول إلى سلعة تجارية ثقافية، فإن الأسلوب الأهم هو وضع خطة تسويقية بحتة، بمتابعة واستشارة فريق من المتخصصين، ومن تلك الطرق المهمة للتسويق، وضع إعلان للكتاب على موقع مشهور مثل أمازون، وفيسبوك.

المقدمة التعريفية

من يبالغ في تعريف نفسه من المؤلفين، يصنع حاجزا بينه وبين المتلقي، فالناس تميل إلى البساطة، خاصة وإن كان المنشور الأول، ويبحث المتلقي عن ذكاء الكاتب في تقديم نفسه، فلا ثقة مبالغ فيها ولا رجّة في اللغة أو الصوت، تشعره بأن الكاتب لا يمتلك صفة النوعية والاحتراف.

المحتوى

ليست العملية التسويقية كل شيء، فحتى يكون هناك تسويق، يجب أن يكون هناك منتج، وهنا المنتج الأدبي، يجب أن يتجسد في أدب رفيع، ذي قيمة ومعنى ودلالات فنية أو فكرية، وضمن مشروع ثقافي يطمح إليه الكاتب والناشر. لذا تتساقط الأقلام المبتذلة، وتصف الآلاف من الكتب على رفوف المكتبات، دون التفات من القارئ لسوء محتواها.

عمل كل شيء

هناك كاتب يعتقد بأنه يستطيع فعل كل شيء، يكتب الكتاب ويدققه لغويا، ويصمم الغلاف ويختار نوع الورق ومقاييسه، وميعاد حفل التوقيع وأماكن البيع، وضيافة الجمهور، هذا كله طريق واضح نهايته الفشل.

فالأصل أن مهنة الكاتب انتهت لمجرد انتهاء قلمه من الخط. وما يلي ذلك من خطوات هي عملية خارج خبرات، وقدرات الكاتب. فتصميم الكتاب يحتاج لمصمم محترف، يقوم بعرض عدة نماذج على الكاتب، ليختار إحداها. وعملية التسويق، لابد أن تتبع لفريق يخطط لها ويديرها، ويصبح الكاتب وقتها أداة لإنجاح خطة الفريق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com