"لكنك ستفعل" للإيطالي كاتوتسيلا .. اللجوء في رواية أخرى
"لكنك ستفعل" للإيطالي كاتوتسيلا .. اللجوء في رواية أخرى"لكنك ستفعل" للإيطالي كاتوتسيلا .. اللجوء في رواية أخرى

"لكنك ستفعل" للإيطالي كاتوتسيلا .. اللجوء في رواية أخرى

تتصدى رواية "لكنك ستفعل" للكاتب الإيطالي جوزبه كاتوتسيلا، لعنصرية شريحة من المواطنين في المجتمعات الغربية ضد اللاجئين الباحثين عن الأمان ولقمة العيش.

وفي الرواية يكتشف أهالي بلدة إيطالية يبلغ تعداد سكانها 200 نسمة فقط، ويقطنون في 50 منزلًا، بالصدفة وجود عائلة من المهاجرين غير الشرعيين مختبئين داخل البرج النورماندي الأثري، ما يثير سجالًا غير مسبوق يوتر أجواء البلدة الهادئة.

وينشغل أهالي البلدة الصغيرة بقضية اللاجئين، ليغرقوا في ثنائية وهمية، صاحب الأرض والمهاجر، مبتعدين عن قضاياهم الأساسية المتعلقة باستغلال الطبقات الغنية لثرواتهم، وغطرسة ملاك الأراضي الذين حكموا عليهم بالفقر والتخلف.

وينقسم الأهالي بين رافض لوجود اللاجئين، وغاضب من حضورهم الغامض، وسط تخوفات من نواياهم، تَكشِفُ مدى جهل الأهالي وعدم معرفتهم بالآخر وتقبلهم للمختلف. ومع توالي الأحداث يتغير مصير البلدة جذريًا.

وتميز أسلوب كاتوتسيلا في الرواية، بالرصانة والمعالجة الموضوعية لإحدى أكثر القضايا الشاغلة للرأي العام في عموم القارة الأوروبية، جامعًا بين العفوية والسخرية والحكمة، لتتماهى في ثنايا العمل الأحلام بالتوترات الجديدة، ويخبرنا الراوي عن كيفية مواجهة الموت والظلم والخيانة، وكيف تطفح الذات البشرية بالرقة والبهجة على الرغم من جميع الآلام، لنقف أمام رواية تعج بالظلال والأضواء، وبالمأساة والملهاة، ولكنها في الوقت ذاته بسيطة وشفافة على غرار جميع الأشياء التي تلامس الأعماق.

يقول كاتوتسيلا في روايته "لنكن صريحين من البداية، نحن قومٌ غُزاة في أرض غنيَّة بالثروات والنفائس، غزوْناها سرًّا لنعمل، هذا ما أخبرتْنا به الراهبة في الروضة، وجرَّاء علاقتها الخاصَّة بالربِّ، فما كان لها أن تُخطِئ. في ذاك اليوم، ولم أكنْ قد تجاوزتُ الرابعة من عمري، صوَّبتْ تلك المرأة الصغيرة المتَّشحة بالسواد إصبعَها نحوي. ليلًا داهمتْني الكوابيس. وفي الصباح، أقسمتُ ما إن فتحتُ عينَيَّ، بأنني لن أكون على شاكلة أَبَوَيَّ، شخصًا منبوذًا، يستولي على عمل الآخرين، ويحتلُّ البيوت، والحدائق، والشوارع، وكل الأشياء الاستثنائية: سأكون دائمًا موضع ترحيب، لا، بل مُحتفَى به، إن صحَّ القول. تطلَّب ذلك الكثير من الشجاعة، وتضرَّعتُ إلى الربِّ كلّ ليلة أن يهبَني إيَّاها، وأن يكتسبَ أبواي لهجة قريبة من لهجة أهل الشمال، لئلَّا يُفتضَح أمرُنا".

وصدرت النسخة العربية من الرواية، في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عن دار المتوسط، إيطاليا، وتقع في 296 صفحة من القطع المتوسط، ترجمها عن الإيطالية؛ كل من يوسف وقاص وخالد سليمان الناصري.

الكاتب في سطور 

جوزبه كاتوتسيلا، هو كاتب وصحافي إيطالي، يبلغ من العمر 43 عامًا، تخرج من كلية الفلسفة في جامعة ميلانو، وقدم أطروحته عن مسألة "العقل والمنطق في فلسفة نيتشه".

كتب في مجالات قصيدة النثر والقصة القصيرة والرواية والمقالات الصحافية. ونشر في أهم الجرائد اليومية الإيطالية.

تتطرق رواياته للقضايا الإنسانية المصيرية والأزمات البشرية الكبرى، مثل الهجرة والوطنية، بهدف بناء جسور التواصل بين حضارات العالم وثقافاته المعاصرة. عمل مستشارًا لدور نشر عدة، ويعمل حاليًا سفيرًا للنوايا الحسنة للأمم المتحدة.

حازت روايته "لا تقولي إنك خائفة" على جائزة "لوستريغا" للشباب، أبرز جائزة للأدب في إيطاليا، وتُرجِمت لأكثر من 40 لغة حية، وصدرت الطبعة العربية الأولى منها العام 2016.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com