"عن الضحك والغيتار البرتقالي والحرب" ديوان جديد للشاعرة رجاء غانم
"عن الضحك والغيتار البرتقالي والحرب" ديوان جديد للشاعرة رجاء غانم"عن الضحك والغيتار البرتقالي والحرب" ديوان جديد للشاعرة رجاء غانم

"عن الضحك والغيتار البرتقالي والحرب" ديوان جديد للشاعرة رجاء غانم

أصدرت الشاعرة الفلسطينية "رجاء غانم" حديثًا، ديوانها "عن الضحك والغيتار البرتقالي والحرب" الذي يجمع الأضداد، ويرفع وتيرة التوتر تصاعديًا، لننتقل ببطء من المرح والسعادة إلى فجائعية وتراجيديا الحرب.

ويشي العنوان الطويل للديوان بمضمونه الذي يتطرق لهموم الحياة اليومية، لتلقي غانم على قصائدها رداءً شفيفًا من الدهشة، محولة الكلمات إلى أساطير صغيرة ورقيقة عن الحب والرغبة والفرح الخفي الكامن في التفاصيل.

تقول غانم في قصيدة "عن الضحك وفساتين الأمهات": "كنَّا صغارًا/ نضحكُ كثيرًا/ في الزمانِ البعيدِ حين ارتدتْ أمَّهاتُنا فساتينَ تصلُ لفوقِ الرُّكبة/ وأشعلنَ سجائرَ (كينت) طويل/ في زمانٍ بعيد/ كان الضحكُ ملءَ الجِرار".

وتنتقل الشاعرة في ديوانها من قصيدة إلى أخرى وفق منهجية مدروسة، عابرة لحدود الزمن، مستخدمة تقنية الاسترجاع، لتغوص في الذاكرة، وليكون الحب حاضرًا في زواياها، في فضاءٍ شعري، يحضر فيه الرجل تارة ويغيب أخرى، ليشاركُ في صناعة الحدث ويتأمل من بعيد ما يحدث.

وأطَّرت الشاعرة قصائدها بغلاف من جنون الحرب، مازجةً بين الرومانسية والواقعية بإحكام ملحوظ، ومن خلال نوافذ تُفتح في جدرانٍ عالية، نُطلُّ على عالمٍ حميمي ودافئ، ليثمر جرينا وراء دفق التعابير والكلمات عن دهشة تكف جغرافيا الجسد وأسرار الروح والغموض والألم.

ونقتطع من قصيدة "اشتعال الروح": "يمرُّ هذا الرجلُ على حديقتِكِ/ يتفقَّدُ نباتاتِكِ الطَّيِّبةَ كلَّها/ يمسسُ الأرضَ باشتياقِ العارفِ/ يأتي ليلاً/ يأتي نهارًا/ تراقبينَهُ من الشبّاكِ/ وبرفَّةِ جفنٍ تقولين سيختفي/ سأفتحُ عينَيّ الآن/ وسيختفي كما اختفى الغولُ من غرفةِ الطفُولةِ/ وكما اختفت علبةُ ألوانِكِ القديمةِ/ في انفجارِ سيَّارةٍ مفخَّخةٍ.. سيختفي".

في قصائد غانم تتداعى الأشياء من هول الحرب، ليبقى الحب، وتمتزج الذاكرة الشخصية بذاكرة الوطن، كما لو أنها تعيدُ كتابة حياةٍ ننسى فيها أننا قد نكون قتلى على صفحات الجرائد الأولى. بل تواجه الحرب وأشياءها بأشياء الحب الرقيقة على قلتها؛ تقول: "تأتي الحربُ ومعها دمٌ كثير/ الأحمرُ القاني الذي تُحبُّه/ والذي اشتريتُ فستانًا بلونِهِ في خصامِنا الأخير/ وكأنني أعلمُ أننا سنرجعُ بدافعٍ من الأحمر/ سنعودُ ونُريقُ دماءً جديدةً/ لأجلِ هذا الحُب".

وتضيف: "وَرثتُ عن والدي وَلَعَهُ بأفلامِ الأبيضِ والأسود/ ودموعَه الغزيرةَ أمامَ كلِّ أُغنيَّةِ حُبٍّ/ أو أمامَ لفْظَتَي: مِصرَ وفِلسطين/ أو عندَ تذَكُّرِ طابونِ جدَّتي في القريةِ المَمحيَّةِ عن خارطةِ البلادِ".

"عن الضحك والغيتار البرتقالي والحرب" مجموعة شعرية أصدرتها دار المتوسط، إيطاليا، في سبتمبر/أيلول الجاري، وتقع في 64 صفحة من القطع المتوسط.

الشاعرة في سطور

رجاء غانم؛ شاعرة فلسطينية، ولدت في دمشق. نشرت قصائدها في صحف عربية وفلسطينية عدة، منذ العام 1996، أصدرت مجموعتها الشعرية الأولى بعنوان "سيدة البياض" في حيفا عام 2014. شاركت في كتاب "ديوان الأمومة" الصادر عن في القاهرة عام 2017. شاركت في عديد من مهرجانات الشعر في فلسطين والعالم العربي والعالم. تعمل في مجال توجيه المجموعات وورشات الكتابة الإبداعية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com