ديوان "اعترافات في حرم الحب".. عودة جريئة للمنهج الرومانسي
يجسد ديوان "اعترافات في زمن الحب" للشاعر السعودي الدكتور سالم بن رزيق بن عوض، عودة جريئة للنظم الشعري وفق المنهج الرومانسي بأدوات وأسلوب القصيدة العمودية.
وصدر الديوان حديثًا عن دار "النخبة" للطباعة والنشر والأبحاث، مصر، ويقع في 100 صفحة من القطع المتوسط، وتميز أسلوب الشاعر في قصائده برشاقة الأسلوب وتناغم الكلمات.
يقول الشاعر في القصيدة التي تحمل عنوان الديوان ذاته، محملًا إياها كثيرًا من معاني الحب العذري:
"جميلة أنتِ! في عينيك إبحاري/ وفي ملامحك الحسناء أسفاري
جميلة أنتِ! في خديك دغدغة/ من الجمال، وفي زنديكِ إصراري
جميلة أنتِ! يا روضًا يعلمني/ معنى الجمال على آثار أمطاري
جميلة أنتِ! يا روحًا يطهرني/ من التراب على أنفاس أزهاري
كأنني والجمال العذب يسحرني/ مجنون ليلى! إلى ليلاه أفكاري
يسير في الناس والأشواق تحمله/ إلى ملاعبة الأشواق في النارِ
يبيت يحرس عرش الحب يرفعه/ على الزمان! على ناموسه الساري
ويشهد الحب! أن الحب منبعه/ هذا الجمال! على سلساله الجاري".
ويضيف مُشبعًا القصيدة بتواشيح شجنٍ، درج عليه شعراء الرومانسية الأوائل والمُحدَثون:
"قد كنت في غابر الأيام متشحًا/ ثوبًا من الحزن في ألوانه داري
وكنت أرحل! والأيام تسألني/ عن وجهتي! وطريقي فوق آثاري
وكنت أزهو على ذاتي وأحملها/ وتشرئب على الأوتار أوتاري".
ويتابع مضفيًا على القصيدة حالة من الحلم الشفيف بألفاظ رقيقة مبتعدًا عن وحشي الكلام، ومعتمدًا على عناصر الطبيعة كعنصر للإلهام:
"حتى بزغت بزوغ الشمس في بصري/ وأشعل الحب في الآفاق أنواري
طلعت في الأرض! فالأنسام ضاحكة/ وكل فن على رمضائه الناري
هذي الرياض على أثوابها اتشحت/ وأيقظت كل حسن في الربى عاري
هذي الأزاهير فيها كل غانية/ عطشى إليها! على أثواب أزهارِ
تزينت في سماء الحب أفئدة/ تعلو وقلبي هو المستأنس الضاري".
والمذهب الرومانسي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بخفايا النفس البشرية وما تحمله من عواطف مرهفة وأخيلة، وامتازت المدرسة الرومانسية العربية بمزايا عدة، منها عمق التعبير والصدق، والتماهي مع الطبيعة، والمغالاة في استخدام الأسلوب التخيلي بحجة الهروب من الواقع المؤلم، والاتسام بالأجواء الضبابية الحالمة، مع رمزية موجزة.
وسبق أن أصدر الشاعر دواوين شعرية عدة، منها ديوان "الوطن الجميل"، وديوان "كوكب الأحلام"، وديوان "الخضر عليه السلام"، وديوان "الشعراء هؤلاء".
