رواية "التانكي" العراقية.. سرد تراجيدي لاستلاب الأوطان
رواية "التانكي" العراقية.. سرد تراجيدي لاستلاب الأوطانرواية "التانكي" العراقية.. سرد تراجيدي لاستلاب الأوطان

رواية "التانكي" العراقية.. سرد تراجيدي لاستلاب الأوطان

أصدرت الكاتبة العراقية عالية ممدوح، حديثًا، روايتها الجديدة "التانكي" التي تسلط الضوء على معاناة أبناء الشرق مع أوضاعهم الاقتصادية والأمنية المتردية، وما يترتب عليها من استلاب لأوطانهم، ووقوفهم في دائرة الاغتراب الذاتي والاجتماعي.

واستمدت الكاتبة عنوان روايتها من معنى كلمة "التانكي" الإنجليزية، التي تُستعمل في اللهجة العراقية بمعنى "الخزان" وتتطرق الراوية في سردها إلى تجربتها الواقعية مع الاغتراب، محاولة التصدي للموروث السائد، ومنتصرة لقضايا المرأة.

والرواية من منشورات دار المتوسط- إيطاليا 2019، وتقع في 272 صفحة من القطع المتوسط، وحظيت باستحسان شريحة من النقاد، ووصفها محمد الأشعري، الناقد والروائي الحائز على جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، بأنها "من أجمل وأعمق ما كُتِب في أدبنا العربي الحديث عن بتر الأمكنة منّا، أو بترنا منها، حتى يصبح الوطن يمشي وحيدًا، ونحن نمشي وحيدين بعيدًا عنه".

وقال الأشعري: "شعرت أثناء قراءتي للرواية بأثقال الطبغرافيا التي صارت خريطة دواخلنا، ومجالًا مستباحًا بالعنف والحسرة والموت البطيء. ثم هذا المكعب الذي يشبه سفينة الطوفان، نغلقهُ على ما تبقى من خراب المدينة، ونبحر على متنه طلبًا للنجاة منه، ومن أنفسنا".

وقالت دار المتوسط، في بيان تلقت "إرم نيوز" نسخة منه، إن "الرواية تضاف لمسيرة كاتبة يعتبرها النقاد من أبرز الروائيات العربيات في عصرها، وبين الكاتبات المغتربات، لما تتميز به من خصوصية إبداعها الأدبي، ومتخيّلها السردي المليء بالتنوع، والنابع من صميم واقع الكاتبة ومحيطها، وتجاربها، بل وتوصف نصوصها كفعل ثوري، يتضح من خلال الانقلاب على السائد والموروث، ومن خلال التعبير عن قضايا نضال المرأة".

وتركز الرواية على علاقة الإنسان بالمكان المسلوب، وكيف يمكن بعد أربعة عقود في المنافي، أن تتخيَّل الكاتبة عودتها إلى العراق، لتبدأ رحلتها في رصد التحولات الكبرى التي مر بها البلد والتغييرات التي حدثت في المجتمع، عودة أدبية، لكنها تلامس حدود التراجيديا، بنسج حياة تتشارك فيها مع أبطالها، ما طال المكان من تحولات.

وتقول الكاتبة على لسان بطلة الرواية "غريب أمركم، دكتور، أعني أجدادكم الإغريق، عندما كان يتم التركيز الشديد لتطويل فترة الحنين عبر عائلة عوليس وزوجته المستسلمة وطفله تيليماخوس، فيتم تصعيد احتياجات المحارب للتعويض عن الأوقات السيئة والخسارات المتوالية في الحروب، فغدت إيثاكا، شخصية سردية مُهلكة لمن ينتظر الوصول إليها. فنرى عوليس يجرجر قدميه كصياد مرتحل، وهو لا يملك ما يعارض به القدر، والمدينة على بعد إصبع منه، فلا يصلها. يتجمع في فمه ما لا يقال، فلا يتفوه بكلمة، فهل تغيرت الطريق إليها؟ أم غادرت إيثاكا، وارتحلت؟".

عالية ممدوح، كاتبة وروائية عراقية، من مواليد بغداد 1944، خريجة علم النفس من الجامعة المستنصرية العام 1971، شغلت وظيفة رئيسة تحرير جريدة "الراصد" البغدادية الأسبوعية لأكثر من عشرة أعوام. غادرت بغداد منذ العام 1982، وتنقلت بين عواصم ومدن عدة، تقيم حاليًا في العاصمة الفرنسية باريس.

أصدرت في العام 1973 مجموعة قصصية بعنوان "افتتاحية للضحك" ومنها توالت أعمالها الأدبية؛ ومنها رواية "ليلى والذئب" العام 1980، ورواية "المحبوبات" الحائزة على جائرة نجيب محفوظ للرواية العام 2004، ورواية "الأجنبية" العام 2013.

تُرجِمت بعض رواياتها إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية، أشهرها رواية "النفتالين" المترجَمة لسبع لغات، ودُرِّست لمدة عامين في جامعة السوربون.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com