إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه الجليل الأعلى والغربي شمالي إسرائيل
قال الروائي الجزائري الدكتور أمين الزاوي إن كتابه المعنون "العقل الحافي" يقدّم مقاربة للعقل الجزائري، ويوضح كيف يجعله شريكا حضاريا للآخر في صناعة مستقبل البشرية، فهوعبارة عن مقاربة للعقل الجزائري من خلال جوانب عديدة.
ونظم الزاوي، جلسة البيع بالتوقيع لكتاب "العقل الحافي" في صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ26، وفي تصريح خاص لـ"إرم نيوز قال "إذا أردنا فهم الجزائري علينا ربط سلوكاته وتصرفاته في علاقته بالتاريخ من خلال علاقته بالمرأة واللغة والهوية والدين، وهذه المفاصل والمحطات الأساسية يمكننا أن نطل من خلالها" .
ويضيف الروائي الجزائري "حينما نطرح التاريخ على الجزائري، فهو يرى تاريخه منفصلا عن البشرية، صحيح أن الافتخار بالتاريخ الوطني جميل لكن لا يجب أن يتحول إلى غيتو فكري جزائري، فالجزائري في علاقته بالتاريخ يحن عليه حتى يقتله، فهي علاقة سيكولوجيا تفسّر بالإقصاء وعدم المقاسمة مع الآخر".
وأضاف الزاوي قائلا: "أما علاقة الجزائري بالتديّن وليس الدين، فهي تتميز بالتطرف والمبالغة السياسية والمظهرية، فإذا وقفنا على علاقة الجزائري بالهوية، فحينما تطرح الهوية الأمازيغية يظهر وكأنه غاضب ويتنصل من أصوله الأمازيغية العريقة"
ودعا الجزائري للاعتراف بأن شخصيته مشكّلة من مكونات عديدة" إذ جاء العرب في مرحلة لاحقة منذ 14 قرنا، وعليه فهم هذا المركب الهوياتي الفكري والبشري".
وفيما دعا الأكاديمي الجزائري إلى"الحفاظ على اللغة العربية الجميلة، وتعميم اللغة الأمازيغية بموجب كونها مادة أساسية في الدستور، وبحكم النضال والفكر الذي قدمته مجموعة من المناضلين على غرار مولود معمري".لفت إلى أهمية عدم التفريط في اللغة الفرنسية التي تعتبر غنيمة حرب.
وقال الزاوي "نحن، الجزائريين، نتقاسم الفرنسية مع أهلنا في المهجر (نحو خمسة ملايين جزائري)، كما إنها لغة ثقافية نطل بها على العالم بمطالعة الآداب الأجنبية عبر الترجمة، مثل: الألمانية والصينية ولغات أمريكا اللاتينية، وهذا لا يعني مطلقا أن تزحف الإنجليزية، لأن طرح مسألة اللغات الأجنبية بتشنّج يجعل من الجزائري وكأنه ينتحر بتعويضها".
وبخصوص علاقة الجزائري بالآخر، قال الزاوي: "هو يرى هذا الآخرعدوا ومساويا للمستعمر، إذن يجب الحذر منه بينما ينبغي على الجزائري أن يطوّر نظرته للآخر ويبحث عن كيف يجعله شريكا حضاريا في صناعة مستقبل البشرية".
وكان الكاتب قال، على هامش الصالون الدوائري الدولي للكتاب، "كتابي الفكري الجديد: "العقل الحافي" يقرأ أعطاب العقل الجزائري من خلال علاقته مع التاريخ، مع الدين، مع اللغة، مع المرأة مع الآخر.
كتاب " العقل الحافي" كتاب نقدي فكري وهو حصيلة تجربة من التفكير والكتابة تفوق عشر سنوات، وهو كتاب من 460 صفحة يتحدث بالأساس عن العقل الجزائري وأعطابه.
وأشارالزاوي إلى أن كتابه " العقل الحافي" يتربع -إلى حد الآن - على عرش المبيعات حقق نجاحا باهرا وإقبالا كبيرا من القراء، بمجرد إطلاقه في صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ26.
تجدر الإشارة إلى أن الزاوي معروف باهتماماته الفكرية بقضايا التاريخ والسياسة والدين ليس فقط في الجزائر بل في العالم العربي ومختلف الحضارات الإنسانية، بالخصوص منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث سبق له أن تساءل عن ماهية "الفخاخ التي نصبت للنخب الفكرية والإبداعية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط في الإبداع والسياسة والدين، والتي كانت السبب في تعطيل مشروع ثقافي أنواري؟".
